تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[معنى العلمية في التفكير والسلوك]

ـ[محمد العزام]ــــــــ[10 - 01 - 08, 08:28 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين وآله وصحبه أجمعين

أما بعد ..

فقد ذكرت أن على المسلمين أن يكونوا علميين في تفكيرهم، وسلوكهم، وأحب هنا أن أبين معنى هذه العلمية في التفكير والسلوك. فأقول:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

روى البخاري في صحيحه: حدثنا علي بن عبدالله حدثنا سفيان قال قال لي ابن أبي نجيح عن مجاهد قال صحبت ابن عمر إلى المدينة فلم أسمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بجمار فقال إن من الشجر شجرة مثلها كمثل المسلم فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم فسكت قال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة ورواه أحمد?والترمذي

ـ[محمد العزام]ــــــــ[10 - 01 - 08, 11:45 م]ـ

والمقصود هنا هو أن ابن عمر رضي الله عنه استنبط نوع الشجر من قرينة وهي أكل النبي صلى الله عليه وسلم الجمار حال سؤاله عن الشجر، وهكذا الحياة والكون ...

فمن تتبع الأحداث وجدها تتابع على منوال متناسق ويؤدي كل سبب إلى نتيجة تتعلق به إما بماهية واحدة أو صفة مشتركة أو متعلق واحد، ومنه كان القياس في الشريعة الذي هو أمر معقول محسوس

ومن اتباع الطريقة العلمية في الاستنباط ما استنبطه النبي صلى الله عليه وسلم من تشبيه النخلة بالمؤمن، فإنه قد أتي بالجمار وهو آخر ماتبقى من النخلة بعد قطعها وأخذ حطبها وسعفها وليفها وكل مافيها، فكان الجمار ..

وكذلك مثل المؤمن كله خير حتى يبقى منه الخير ويورث الخير حتى بعد موته وانقطاعه عن الدنيا، فيكون أثره الطيب منه النفع ..

فلايكونن أحدنا إلا خيراً ..

ولنكن سبباً إلى الخير والرحمة والتآلف والاجتماع ..

ولنقطع كل أسباب الشر والتفرق والخذلان

ـ[محمد العزام]ــــــــ[11 - 01 - 08, 11:21 ص]ـ

ومن الأسس العلمية للتفكير والتعبير هما:

** الوضوح في التفكير

** والدقة في التعبير

وهذان الأمران نستفيدهما من كلام سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

ومنها الأمثلة التي ضربها:

ففي الحديث المتفق عليه، عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر

فقسم الثمرة إلى طعم ورائحة وتأمل اختياره صلى الله عليه وسلم المثل للمؤمن فشبهه بالأترجة أو التمرة، والباطن الذي هو الطعم أعظم من الرائحة التي لاتدل إلا على ظاهر ليس له علاقة بالباطن

ـ[محمد العزام]ــــــــ[03 - 03 - 08, 04:07 ص]ـ

وتأمل المثل الآتي:

وفي الحديث المتفق عليه:

عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به

في هذا المثل تشبيه للخير الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بالماء الذي هو أصل الحياة فكل ما كان حياً كان طرياً ترى أثر الماء فيه، والماء يحيي الأرض بعد موتها وكذلك الكتاب والسنة تحيي القلوب التي هي كالأرض التي تقبل الماء

الأمر الآخر:

أن الناس في ذلك على مراتب في تقبلهم للذكر الحكيم، منهم من يأخذه أخذاً عظيماً فيستفيد منه ويرقى به وتعلو منزلته ويبقى ذكره إلى يوم القيامة كما كان من حال أبي بكر وعمر وبقية الصحابة الأخيار الطبيبن رضي الله عنهم جميعاً، ثم هو يفيد به الآخرين فينقله ويعلمه، وهذه منزلة أخرى

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير