كل شيء له عبودية،: ومطلوب من العبد أن يحقق هذه العبودية في كل شيء، يعني في الفرح له عبودية، نأخذ شريحة مثلاً من الفرح، رجل يتزوج، ماذا يفعل؟ أول درجة في السُلَّم يركب المعاصي، يأتي بالموسيقى ويقيم حفل بالنادي، وعلى حسب، يمكن قرأت في الجرائد أن فيه واحد من الجماعة من رجال الأعمال الجدد تزوج واحدة ممثلة مغنية ويوم الفرح كلف تسعة ملايين دولار، يعني حوالي خمسين مليون تقريباً، أنا لا أستطيع أن أتصور أن رجل يدفع مثل ذلك، وهناك فرح آخر لأحد رجال الأعمال الجدد، لماذا أقول الجدد؟ لأن رجل الأعمال الحقيقي الذي أتى بها من الصفر، لكن اليوم رجل الأعمال يستطيع أن يأخذ شقة في عمارة فخمة، ويذهب للبنك ويأخذ أي مبلغ بضمان ميدان التحرير، ويعمل سكرتارية وحرس خاص، ويسافر باريس وإيطاليا وأمريكا، وكل هذا الكلام، هؤلاء هم رجال الأعمال الجدد.< o:p>
لكن تجد رجال الأعمال الناجحين الذين لهم بصمة على أي اقتصاد في أي دولة، تجده أتى من الصفر، لا يمكن أن يصرف نقوده بهذه الطريقة، فواحد يزوج ابنته أتى بتسعة من الفلبين لكي يحملوا ذيل الفستان للعروسة، هذا شيء عجيب.< o:p>
للفرح عبودية: أريد أن أقول: لما يبدأ الإنسان حياته بهذا، فما الذي تتصوره أن تكون حياته، الفرح له عبودية، هذه العبودية أن تنظر ماذا أمرك الله عز وجل في هذا اليوم، السنة زاخرة، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل حتى لا أخرج عن الموضوع.< o:p>
للحزن عبودية: الحزن الذي هو الضد، الحزن له عبودية، إذا أصاب الإنسان الحزن ماذا يفعل؟ بعض الناس تخرج عن العبودية ويتهمون رب العالمين، ولا يرضون بقضائه.< o:p>
انظر إلى النبي r في الحزن مثلاً، ماذا قال؟ < o:p>
قال: «إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، ولا نقول ما يغضب الرب، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون» وبكى، النبي عليه الصلاة والسلام، فأدى عبودية الرحمة والرأفة، لأنه بكى على ابنه، وأدى عبودية الرضا، يقول: «ولا نقول ما يغضب الرب» < o:p>
الفضيل بن عياض رحمه الله: كان له ولد اسمه علي، وكان علي هذا مع صغر سنه من كبار الأولياء، وكان قلبه رقيقا إذا سمع القرآن يُغشى عليه، فكانت امرأة الفضيل -أم علي - تقول للفضيل إذا تقدمت في الصلاة ووجدت عليا خلفك لا تقرأ بآيات العذاب، لماذا، كي لا يغمى عليه، في يوم من الأيام الفضيل تقدم للصلاة، نظر في الصفوف لم يجد علياً، فبدأ يقرأ فمر بقوله تعالى: ?إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ? سورة الطور، فأُغشي على علي ثلاثة أيام، وهذه كلها أخبار صحيحة، وليست من التي لا خطام ولا زمام.< o:p>
فالفضل بن عياض كان يحب علياً غاية الحب، وكان يقول كان يعينني على الحزن، مات علي، هذا الولد الأثير لدى أبيه، مات علي، والفضيل يمشي في جنازة علي، جعل يضحك، مع أنه من المفترض أن يكتئب ويبكي، فبعض الناس تعجب من هذا وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؟ < o:p>
كيف يضحك الفضيل في جنازة ابنه، ويبكي النبي r في جنازة إبراهيم هل الفضيل أكثر رضا من النبي عليه الصلاة والسلام؟ < o:p>
فكانت إجابة شيخ الإسلام إجابة مبهرة، وجميلة، قال: (هدي نبينا أكمل، لماذا؟ قال: لأنه أدى عبودية الرأفة والرحمة فبكى على الولد، وأدى عبودية الرضا فقال: «ولا نقول ما يغضب الرب» لكن قلب الفضيل ضاق عن اشتمال العبوديتين جميعاً، فقدم عبودية الرضا على عبودية الرأفة والرحمة.) إذن قلب نبينا أكمل، وهديه أكمل.< o:p>
فهذه عبودية، الإنسان يصاب بمصيبة فيه عبودية، الأحمق يقول بعد شهر ما يقوله العاقل الصابر في التو واللحظة، يعني واحد أتى له خبر ابنك مات، الولد الوحيد مثلاً، الصابر حقاً هو الذي يستقبل الخبر ويقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون) هذا هو الصابر حقًا الذي نسميه صابرا.< o:p>
الإنسان الذي ليس عنده هذا المعنى، ماذا يفعل؟ يشق الثياب، ويلطم الخدود، ويحمل التراب ويضعه على رأسه، ويتلفظ بألفاظ كثيرة، وهو قد ملأ الأرض سيئات، وبعد أسبوع أو عشرة أيام تأتيه، يقول: رضا الحمد لله.< o:p>
¥