لماذا؟ لأنه استوعب المصيبة، ولأنه لا يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك، لكن أنظر إلى الفرق بين هذا الذي استقبل الخبر فقال: (إنا لله وإنا له لراجعون)، وهذا الذي قال: (إنا لله وإنا إليه راجعون) بعد خمسة عشرة يوماً.< o:p>
لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى».< o:p>
إذن هناك عبودية للحزن، وعبودية للفقر، وعبودية للغنى، كل شيء في الكون وضده له عبودية.< o:p>
إذن العبودية تستغرق الحياة كلها: وليس كمثل بعض الناس متصور أن العبودية أن تؤدي بعض الشعائر لا هذا الكلام غير صحيح، فعندما أقرأ قوله تعالى ? وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ? أي أن تكون حياتهم جميعاً على وفق القانون الذي أنزله الله U على نبيه r . لهذا قال الله U : ? قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ?< o:p>
أنت تريد أن تزن نفسك، أنت مسلم فعلاً كما أراد الله U، زن نفسك على هذه الآية، ?فَاتَّبِعُونِي?.< o:p>
النبي rجاء كما قال أبو ذر، ما من طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وعندنا منه علم عن النبي r.
نبينا rنُقل عنه كل شيء: أنا أريد أحد يقول لي: إبراهيم كيف كان يأكل، كيف كان يشرب، كيف كان ينام، نوح u ، موسى u ، عيسى u كل الأنبياء تعرفون عنهم شيء، نحن نعرف عن نبينا كل شيء، يعني الصحابة أنفسهم.< o:p>
ما يدل علي أنَّ النبي r كان هو محور الارتكاز بالنسبة للصحابة: مثل جابر بن سَمُرة خرج من بيته يوما كما في صحيح مسلم، لشيء عجيب خرج ليعقد مقارنة بين وجه النبي والقمر، خرج من بيته لهذا السبب فقط، وهو يراه كل يوم، لكن أتى في رأسه في ليلة قمراء إضحيان فقط ليعقد مقارنة بين القمر وبين النبي، قال: (فجعلت أنظر غلى القمر مرة، وإلى وجهه r مرة، فلكان في عيني أجمل من القمر) < o:p>
أبو حُميد ألساعدي: صاحب صفة الصلاة المشهورة، قال: قلت يوماً لأخرجن فلأرمقن صلاة النبي r سائر اليوم، وهو يصلي خلفه، لكن قال مهمتي اليوم أخرج لأعرف كيف يصلي؟ فينقل لنا كيف كان يرفع يديه، هل يفرج بين أصابعه أم يضمها، أطراف أصابع القدمين وهو ساجد، كانت للخلف أم متجه للقبلة، القبض والوضع في الصلاة، نقل كل شيء.< o:p>
خباب بن الأرَّت: (قيل له، أكان النبي r يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم،_ لكن الظهر والعصر صلاة سرية، قال له سائله: (كيف عرفت ذلك؟، قال: باضطراب لحيته.) < o:p>
أنس بن مالك: قال: (ما شاب النبي r وما كان في لحيته غير سبعة عشر شعرة بيضاء)، يعني يعد الشعر الأبيض في لحيته، يعني وصل الاهتمام بالنبي عليه الصلاة والسلام أن يعد الشعر، سبعة عشرة في لحيته فقط هي التي شابت.< o:p>
الصحابة هؤلاء الذي كان النبي r كان هو محور الارتكاز بالنسبة لهم، كل شيء يأمر به النبي r يبتدرون أمره،.< o:p>
ما يدل علي تواضع النبي r : حتى إن الرسول r ما كان يحب هذا، يعني مثلاً كان ينهاهم عن القيام له، وكان يكره ذلك، ويقول أنس بن مالك: كنا نعرف ذلك في وجهه.< o:p>
لماذا؟ لأن القيام إنما كان لكسرى وقيصر وهؤلاء الجبابرة، حتى في الصلاة، صلى بهم مرة وهو جالس، والصحابة وقوف، فأمرهم أن يصلوا جلوسا، وقال: «إن كدتم لتفعلون الآن كما تفعل فارس بعظمائها».< o:p>
يكون قيصر جالس، وهم واقفون، كان يكره ذلك، بل كان يكره أن يتقدم الناس، كما يفعل الأكابر اليوم، تجد الكبراء في الأمام، والناس كلهم يلهثون خلفهم، النبي r لم يكن هكذا أبداً.< o:p>
بل كان يكون في أخريات الناس، وكان يقول لهم تقدموا وخلوا ظهري للملائكة، وكانوا يكتنفونه من كل أطرافه.< o:p>
¥