تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حديث جابر بن عبد الله الأنصاري في البخاري ومسلم، وهو حديث جميل، يقول جابر: «أنه كان في غزوة من الغزوات، وبعد ذلك أعيى جملي - يعني تعب- فبرك الجمل -وطبعاً الناس وهي راجعة من الغزو مثل الذين يرجعون من السفر، كل الناس يريد أن يرجع لأهله والكل في عجلة ولا أحد ينظر لأحد - فماذا عن جابر الذي برك به جمله في الظلام، وجلس وحده، فجعل يضرب الجمل ليستنفره ليقوم، وهو يقول: والهف أمياه، ما زال لنا ناضح سوء، - يعني أنا موعود بهذا الجمل البليد هذا، ويبرك لي في هذا الوقت وأنا وحيد - قال: «فإذا بي أسمع صوت النبي r، يقول: «من؟، قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أنا جابر، قال: «ماذا بك؟، قلت يا رسول الله: أعى جملي، قال: أمعك عصى؟ قلت: نعم، قال: فأخذ العصى وضربه مرتين، فقام الجمل، جابر يركب الجمل والنبي راكب الناقة، قال: فجعل جملي يسبق ناقته_ماذا حدث للجمل، كان يستاك هزالا، كان راقدا في الأرض، والنبي r راحلته ما كانت تُلحق، فالجمل يتقدم، يقول: أشد خطامه ليكون مقابل النبي r، قال: فجعل يسامرني، قال: ما أعجلك يا جابر؟ قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بعرس، قال: «بمن تزوجت»، فقلت له: بأيم كانت بالمدينة، (المرأة الأيم) هي التي فقدت زوجها، فقال: هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحك _، بدل من أن تتزوج امرأة متزوجة قبل ذلك، كنت تزوجت بكرا، فقلت: يا رسول الله إن عبد الله -والده وقد قتل في أحد - ترك لي تسعة نسوة خُرق_ إخوته البنات كانوا صغيرات في السن،_ فكرهت أن آتيهن بخرقاء مثلهن_، آتي بامرأة بكر صغيرة، فقلت آتي بامرأة عاقلة لتكون أم ولا تكون زوجة، أنظر إلى الوفاء، لأن عبد الله والده ليلة أحد قبل أن يموت، قال: «يا بني قال إنني أرى أنني سأقتل في أول من يقتل، من أصحاب النبي r، فاستوصي بأخواتك خيرا» فقام يضحي برغبته الشخصية بسبب إخوته البنات فكان عبد الله عليه دين، انظر إلى النبي r .

لماذا كان النبي r محور ارتكاز الصحابة كلهم؟ عبد الله مات وعليه دين، فالنبي r، أراد أن يساعد جابرا، يساعده في قضاء دين عبد الله، فقال له: «بعني جملك يا جابر فقال: هو لك يا رسول الله، قال: لا، بعنيه، قال: هو لك، قال: لا، بعنيه»، واتفقوا على سعر معين، اثني عشر أوقية، والثمن مختلف فيه كثيرا في الحديث، قال له: أنا بعته لك لكن سأركبه إلى أن أصل بيتي، فبعد أن وصل البيت، جابر قال لخاله أنا بعت الجمل، فلامه خاله، قال له: هذا الجمل هو كل شيء بالنسبة لنا، نستقي عليه، كيف عليه، فإذا بالنبي r يرسل ثمن البعير إلى جابر ويعطيه الجمل. أعطاه الجمل وسعر الجمل.< o:p>

فالشاهد هنا، يقول جابر: «وكان النبي r يكون في أخريات الناس يُزجي الضعيف ويساعد المحتاج.» < o:p>

لو كان النبي r في أوائل الصفوف، وسقط رجل، من يدركه، من يعرف أنه سقط؟ فكان النبي آخر الناس حتى لا يبقى أحد خلفه، لا يترك أحداً خلفه إطلاقاً، يكون مطمئن دائماً، ولم يكن يفعل كما يفعل الناس الآن، لا، لكن إنما كان يقيس قدرة المجتمع كله بأضعفهم.< o:p>

كان النبي r يقيس قدرة المجتمع كله بأضعفهم: قال له عثمان بن أبي العاص يوماً، يا رسول الله: اجعلني إمام قومي - يؤمهم في الصلاة - قال: أنت إمامهم واقتدي بأضعفهم» لأنني عندما أدخل في الإمامة وأقرأ مثلاً سورة البقرة، فماذا يفعل الضعيف؟ سيقع، لكن عندما أقرأ بـ قل هو الله أحد، لن يضر القوي، والضعيف أيضا سيؤدي الصلاة.< o:p>

فيقول «اقتدي بأضعفهم» فكان يضبط المجتمع كله على الأضعف حتى لا يضيع فكان النبي r محور ارتكاز الصحابة جميعاً، كل شيء ينظرون إليه ماذا يريد، ماذا قال؟ ولا يقدمون على كلامه كلام أحد كائنا من كان، أنا أريدك اليوم أن تأخذ هذا المثل:< o:p>

أكيد أن هناك في الحجاج من يلبس ذهبًا، والنبي r حرم الذهب على الرجال، فلو أنا لقيته وقلت له: لو لقيك النبي r في الطريق، وأنت تلبس الذهب، وقال لك: اخلعه، بالله عليك لا تكذب، ماذا ستفعل؟ < o:p>

لو قال لك: اخلع الذهب، لا تستطيع أبداً أن تقول له: لا، لا تستطيع، إذن ما هو الفرق أن يقول لك النبي مباشرة اخلع الذهب، وبين أن ينقل كلامه لك إنسان مثلي، ما الفرق؟ < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير