لكن بهذا الترتيب أنا أعتقد أنه لا يوجد أحد أجهد ذهنه ورتب العلماء، لدرجة أني لو أخذت عينة عشوائية، فقلت لك: أنت من علماءك قل لي؟ لو عددتهم، إذن فأنت مستعد، لكن تجلس تفكر، تقول فلان، ثم فلان، فإذا لم أجده لا أعلم من ... < o:p>
فأنا أقول لك: العالم باشتهار عدالته، وباشتهار علمه، وثناء الناس عليه، هذه ضوابط تعرف بها العلام بصورة إجمالية.< o:p>
العلماء يقولون: (العامي مقلد في كل شيء إلا في اختيار من يقلده فإنه مجتهد).< o:p>
يعني العالم يقول له: افعل كذا، يقول له: حاضر، إلا في اختيار العالم الذي يقلده، فهنا يكون مجتهد.< o:p>
فاليوم اجعل أحد من الناس هو العالم الأول عندك، فأنت تتبع فتواه، لا يجوز لك أن تخالفه إلا إذا حاك في صدرك شيء من فتواه، ليس بالهوى ولا بالتشهي، إنما حاك في صدرك شيء.< o:p>
أنا يأتيني أناس وكنت دائماً أرسل الطلقة الثالثة للجنة الفتوى، لماذا؟ لأني لو ذللت فأكون أرجعتها للرجل وهي تكون طالق بائن، فسأحملها أنا على كتفي، ولماذا، لا أحملها، أفتي في الأولى والثانية، في الثالثة فعليه أن يسأل آخر.< o:p>
فلما رأيت أن هناك تساهل شديد في اللجنة، ووجدت طلاق صريح، أنت طالق، هذه الكلمة كل الدنيا تعرف أنها أتت لمعنى واحد فقط، وليس لها معنيان، وهو فك الرابطة الزوجية بين الرجل والمرأة .. إذن معناها ضيق، تشغل المحل كله، لا تستطيع أن تضع معنى آخر بجواره، غير: عليّ الطلاق، وعلي الطلاق له معنى واسع، ممكن يقصد الطلاق وممكن يقصد الحلف، فأقول له: ماذا تقصد، هذه أم هذه؟ لكن لما يأتي ويقول أنا قلت لها: أنت طالق، أقول له: هي طالق. غير لما يقول أنا قلت لها: علي الطلاق، فأسأله: لماذا، لأن المحل واسع يمكن أن يأخذ معنى واثنين< o:p>
فأنت طالق هذه لا تقع في حالة، لو أنه أحب أن يطردها من أمامه، فذل لسانه، يريد أن يقول لها اخرجي، فانقلب لسانه فقال لها أنت طالق، وقلبه أجنبي تماماً عن المعنى لا يقصد المعنى ولا خطر بباله، هذه أقول له لا تقطع الطلقة، حتى وإن كانت الطلقة صريحة.< o:p>
فلما يذهب ويقول قلت لها: أنت كذا وأنت كذا، ومع ذلك لا يوقع الطلاق، فيعود لي ثانية، ويقول: أنا لست مطمئناً، لو سمحت قل رأيك، أقول له: يا بني أنا لا أفتي في الطلقة الثالثة. فيقول لا: أنا أريد رأيك، وسأنفذه.< o:p>
فما الذي جعله يرجع، مع أنني ممكن أفكك له بيتك، أقول له: قد وقعت الطلقة، لماذا يرجع لي أنا؟ < o:p>
لذلك أقول لك إتباع الهوى المستفتي هو المسئول عنه، هو من يبحث عن فتوى معينة هو يريدها، هو حر، ليس لي علاقة بهذه المسألة، عنده مفتين، سأل الأول قال له طالق، سأل الثاني: فقال له: هي طالق، قال: نسأل الثالث، فهو يبحث عن شخص يعطيه الفتوى التي يبحث عنها، مثل الطلاق في الحيض، وهذا حصل، وكل الوقائع التي أتحدث عنها وقعت، الطلاق في الحيض مثلا، رجل طلق امرأته في الحيض، هل يقع الطلاق أم لا؟ الجمهور يقول يقع، ابن تيمية يقول: لا يقع.< o:p>
فبعض الناس المفتين يفطن المستفتي كيف يلعب، فيقول له: أنظر الجمهور يوقع الطلاق في الحيض، لكن ابن تيمية لا يوقع الطلاق في الحيض، إذن هو أعطاه المعلومة ولا لا، إذن فعرف أن هناك عالم لا يوقع الطلاق في الحيض، فقام أحدهم وذهب إلى لجنة الفتوى، فوجد سبعة من المفتين، فيقول له: من الذي يطلق في الحيض في هؤلاء؟ < o:p>
هو يريد الذي لا يطلق في الحيض، يريد من يتبنى قول ابن تيمية، هذا المستفتي هو المسئول عن هذه القضية، الذي أفتى حتى لو أفتى خطأ وأداه اجتهاده إلى أن يقول بهذا القول، هو بريء، لكن المستفتي إذا اتبع هواه في هذه المسألة يتحمل هو المسئولية، ولا تقول (ضعها في رقبة عالم واطلع سالم) هذا الكلام غير صحيح، إلا بالضابط الذي قلته: ألا يكون متبعا لهواه في هذه المسألة.< o:p>
فلما يكون لديك أكثر من فتوى، وهذا يقول حرام، وهذا يقول حلال، وهذا يقول يجب، وهذا يقول مستحب، أنت لديك ترتيب علماء، أسأل العالم الأول الذي أفضله فإذا قال لي كذا، فأنا أتبع فتواه إذا لم يحك في صدري شيء من فتوى الأول، بشرط عدم إتباع الهوى.< o:p>
¥