ثم هل يمكن أن يكونوا طلبة علم وهم يقتصرون على هذا؟ نقول: نعم يمكن إذا اجتهد الإنسان اجتهاداً كثيراً، كما يمكن أن يكون الإنسان عالماً إذا أخذ العلم من الكتب، لكن الفرق بين أخذ العلم من الكتب والأشرطة وبين التلقي من العلماء مباشرة، أن التلقي من العلماء مباشرة أقرب إلى حصول العلم، لأنه طريق سهل تمكن فيه المناقشة بخلاف المستمع أو القارئ فإنه يحتاج إلى عناء كبير في جمع أطراف العلم والحصول عليه. (وكذلك فإن طالب العلم عند العلماء أبعد عن الزلل والخطأ في الفهم من الذي يطلب العلم على الأشرطة والكتب).
لقاء الباب المفتوح لابن عثيمين 54/ 103
http://www.islamqa.com/index.php?ref=1813&ln=ara
ـ[أبو عبد المصور]ــــــــ[12 - 01 - 08, 04:09 م]ـ
هل يمكن طلب العلم عن طريق الأشرطة
سؤال:
بعض طلبة العلم يكتفون بسماع أشرطة العلماء من خلال دروسهم فهل تكفي في تلقي العلم؟ وهل يعتبرون طلاب علم؟ وهل يؤثر في معتقدهم؟.
الجواب:
الحمد لله
لا شك أن هذه الأشرطة تكفيهم عن الحضور إلى أهل العلم إذا كان لا يمكنهم الحضور , وإلا فإن الحضور إلى العلماء أفضل وأحسن وأقرب للفهم والمناقشة , لكن إذا لم يمكنهم الحضور فهذا يكفيهم.
ثم هل يمكن أن يكونوا طلبة علم وهم يقتصرون على هذا؟
نقول: نعم يمكن إذا اجتهد الإنسان اجتهاداً كثيراً، كما يمكن أن يكون الإنسان عالماً إذا أخذ العلم من الكتب , ولكن الفرق بين أخذ العلم من الكتب والأشرطة وبين التلقي من العلماء مباشرة , أن التلقي من العلماء مباشرة أقرب إلى حصول العلم , لأنه طريق سهل تمكن فيه المناقشة بخلاف المستمع أو القارئ فإنه يحتاج إلى عناء كبير في جمع أطراف العلم والحصول عليه.
وأما قول السائل: هل يؤثر الاكتفاء بالأشرطة في معتقدهم؟!
فالجواب: نعم يؤثر في معتقدهم إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة بدعية ويتبعونها , أما إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة من علماء موثوق بهم , فلا يؤثر على معتقداتهم , بل يزيدهم إيماناً ورسوخاً واتباعاً للمعتقد الصحيح.
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , صفحة (219).
http://www.islamqa.com/index.php?ref=10124&ln=ara
ـ[أبو عبد المصور]ــــــــ[12 - 01 - 08, 04:11 م]ـ
سلبيات الاقتصار على الكتب في التعلم
سؤال:
ما هي طرق تلقي العلم؟ وما هي العقبات التي تواجه الطالب؟.
الجواب:
الحمد لله
- ولنيل العلم طريقان:
أحدهما: أن يتلقى ذلك من الكتب الموثوق بها , والتي ألفها علماء معرفون بعلمهم , وأمانتهم , وسلامة عقيدتهم من البدع والخرافات.
وأخذ العلم من بطون الكتب لا بد للإنسان أن يصل فيه إلى غاية ما. لكن هناك عقبتان:
العقبة الأولى: الطول , فإن الإنسان يحتاج إلى وقت طويل , ومعاناة شديدة , وجهد جهيد حتى يصل إلى ما يرومه من العلم , وهذه عقبة قد لا يقوى عليها كثير من الناس , لا سيما وهو يرى من حوله قد أضاعوا أوقاتهم بلا فائدة , فيأخذه الكسل فيكل ويمل ثم لا يدرك ما يريد.
العقبة الثانية: أن الذي يأخذ العلم من بطون الكتب علمه ضعيف غالباً , لا ينبني على قواعد أو أصول , ولذلك نجد الخطأ الكثير من الذي يأخذ العلم من بطون الكتب؛ لأنه ليس له قواعد وأصول يقَعِّد عليها ويبني عليها الجزئيات التي في الكتاب والسنة , نجد بعض الناس يمر بحديث ليس مذكوراً في كتب الحديث المعتمدة من الصحاح والمسانيد وهذا الطريق يخالف ما في هذه الأصول المعتمدة عند أهل العلم بل عند الأمة , ثم يأخذ هذا الحديث ويبني عقيدته عليه , وهذا لا شك أنه خطأ؛ لأن الكتاب والسنة لهما أصول تدور عليها الجزئيات فلا بد أن ترد هذه الجزئيات إلى أصول بحيث إذا وجدنا في هذه الجزئيات شيئاً مخالفاً لهذه الأصول مخالفة لا يمكن الجمع فيها , فإننا ندع هذه الجزئيات.
الثاني:
من طرق تحصيل العلم أن تتلقى ذلك من معلم موثوق في علمه ودينه , وهذا الطريق أسرع وأتقن للعلم؛ لأن الطريق الأول قد يضل فيه الطالب وهو لا يدري إما لسوء فهمه , أو قصور علمه , أو لغير ذلك من الأسباب , أما الطريق الثاني فيكون فيه المناقشة والأخذ والرد مع المعلم فينفتح بذلك للطالب أبواب كثيرة في الفهم , والتحقيق , وكيفية الدفاع عن الأقوال الصحيحة , ورد الأقوال الضعيفة , وإذا جمع الطالب بين الطريقين كان ذلك أكمل وأتم، وليبدأ الطالب بالأهم فالأهم , وبمختصرات العلوم قبل مطولاتها حتى يكون مترقياً من درجة إلى درجة أخرى فلا يصعد إلى درجة حتى يتمكن من التي قبلها ليكون صعوده سليماً.
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , ص/68 - 70.
http://www.islamqa.com/index.php?ref=10678&ln=ara
ـ[سعود النجدي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 12:52 ص]ـ
كلام طيب ونقل موفق, ولكن أخي الكريم ,عصرنا هذا يختلف عن عصر العلماء الذين نقلت عنهم كالإمام الشافعي وغيره رحمهم الله جميعاً.
في السابق الحبر قليل ,فكانوا يختصرون في الكلام ,خشيت أن ينفد الحبر ,فطالب العلم المبتدئ يجد صعوبة في الفهم.
والآن يختلف عن السابق ,وكذلك طرقيت الشرح وترتيبها وتنظيمها تختلف عن السابق ,كثير من الكتب المعاصرة في شتى الفنون تجد في مادة علمية نفيسة ومناقشة عالية المستوى ,بأسلوب سهل وميسر.
وإن أشكل على طالب العلم شئ ,فوسائل الإتصال متوفرة.
هذه قصة تعضد كلامي:
طالبة في أبها أنتسبت في كلية الشريعة ,تقول إنها تطلب العلم من أشرطة العلامة ابن عثيمين -رحمه الله - ,وكتب العلماء.
وتخرجت الأولى طلاب وطالبات بتقدير امتياز.وهي داعية معروفة الآن ,حفظها من كل سوء.
فمن الخطأ تنقل كلام من أئمة -رحمهم الله - قد أخرجوا هذه الفتوى في ظل ذلك الوقت فالوضع الآن يختلف ,وشكرا لك.
¥