تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[منظومة الالبيري]

ـ[ام اسحاق السلفية]ــــــــ[17 - 11 - 10, 03:56 م]ـ

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على امام المرسلين واله وصحبه الغر الميامين وبعد.

فنظرا للدر والحكم التي تضمنتها هذه المنظومة التائية للعالم الزاهد ابي اسحاق الالبيري رحمه الله وما تحمله من محفزات تسمو بالهمة في طلب العلم الى الثريا رايت ان انقلها اليكن لتعم الفائدة. فقد قال العلامة ابو الحجاج يوسف بن محمد " كان الفقيه ابو عبد الله بن سودة شيخي رحمه الله يحمل طلبته على حفظها لجودتها ".

نبدا في النقل

إليكم القصيدة مكتوبة وكاملة ... بعد التعريف بناظمها ...

أبو اسحاق الألبيري

375 - 460 هـ / 985 - 1067 م

إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق.

شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه.

شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).

وهذه قصيدة له يخاطب ابنه أبابكر حاظا له على التزود و النهل من العلم والتخلق بطيب الأخلاق والفعال

تفت فؤادك الأيام فتا * * * وتنحت جسمك الساعات نحتا

وتدعوك المنون دعاء صدق * * * ألا يا صاح أنت أريد أنتا

أراك تحب عرسا ذات خدر * * * أبتَّ طلاقها الأكياس بتا

تنام الدهر ويحك في غطيط * * * بها حتى إذا مت انتبهتا

فكم ذا أنت مخدوع وحت * * * متى لا ترعوي عنها وحتى

أبا بكر دعوتك لو أجبتا * * * إلى ما فيه حظك لو عقلتا

إلى علم تكون به إماما * * * مطاعاً إن نهيت وإن أمرتا

ويجلو ما بعينك من غشاها * * * ويهديك الطريق إذا ضللتا

وتحمل منه في ناديك تاجا * * * ويكسوك الجمال إذا اغتربتا

ينالك نفعه ما دمت حيا * * * ويبقى ذكره لك إن ذهبتا

هو العضب المهند ليس ينبو * * * تصيب به مقاتل من ضربتا

وكنز لا تخاف عليه لصا * * * خفيف الحمل يوجد حيث كنتا

يزيد بكثرة الإنفاق منه * * * وينقص إن به كفا شددتا

فلو قد ذقت من حلواه طعما * * * لآثرت التعلم واجتهدتا

ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ * * * ولا دنيا بزخرفها فُتنتا

ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ * * * ولا دنيا بزينتها كلفتا

فقوت الروح أرواح المعاني * * * وليس بأن طعمت ولا شربتا

فواظبه وخذ بالجد منه * * * فإن أعطاكه الله انتفعتا

وإن أعطيت فيه طويل باعٍ * * * وقال الناس إنك قد علمتا

فلا تأمن سؤال الله فيه * * * بتوبيخ: علمتَ فما عملتا

فرأس العلم تقوى الله حقا * * * وليس بأن يقال لقد رأستا

وأفضل ثوبك الإحسان لكن * * * نرى ثوب الإساءة قد لبستا

إذا ما لم يفدك العلم خيرا * * * فخير منه أن لو قد جهلتا

وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ * * * فليتك ثم ليتك ما فهمتا

ستجني من ثمار العجز جهلا * * * وتصغر في العيون إذا كبرتا

وتُفقد إن جهلت وأنت باق * * * وتوجد إن علمت ولو فُقدتا

وتذكر قولتي لك بعد حين * * * إذا حقا بها يوما عملتا

وإن أهملتها ونبذت نصحا * * * وملت إلى حطام قد جمعتا

فسوف تعض من ندم عليها * * * وما تغني الندامة إن ندمتا

إذا أبصرت صحبك في سماء * * * قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا

فراجعها ودع عنك الهوينى * * * فما بالبطء تدرك ما طلبتا

ولا تختَل بمالك والهُ عنه * * * فليس المال إلا ما علمتا

وليس لجاهل في الناس مغن * * * ولو مُلك العراق له تأتا

سينطق عنك علمك في ملاءٍ * * * ويكتب عنك يوما إن كتمتا

وما يغنيك تشييد المباني * * * إذا بالجهل نفسك قد هدمتا

جعلت المال فوق العلم جهلا * * *لعمرك في القضية ما عدلتا

وبينهما بنص الوحي بون * * * ستعلمه إذا طه قرأتا

لئن رفع الغني لواء مال * * * لأنت لواء علمك قد رفعتا

لئن جلس الغني على الحشايا * * * لأنت على الكواكب قد جلستا

وإن ركب الجياد مسومات * * * لأنت مناهج التقوى ركبتا

ومهما افتض أبكار الغواني * * * فكم بكر من الحِكم افتضضتا

وليس يضرك الإقتار شيئا * * * إذا ما أنت ربك قد عرفتا

فماذا عنده لك من جميل * * * إذا بفناء طاعته أنختا

فقابل بالقبول لنصح قولي * * * فإن أعرضت عنه فقد خسرتا

وإن راعيته قولا وفعلا * * * وتاجرت الإله به ربحتا

فليست هذه الدنيا بشيءٍ * * * تسوؤك حقبة وتسر وقتا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير