تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الضفدع والفتاة]

ـ[ saead] ــــــــ[22 - 11 - 10, 12:29 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

(أكمل القصة للنهاية ولا تتعجل)

كان في قديم الزمان، كانت هناك فتاة طيبة القلب تحب اللهو

والتنزه، خرجت ذات مرة لتلهو في حديقة منزلهم فوقعت عيناها

على ضفدع ملطخ بالطين والوحل يقترب منها فابتعدت عنه،

فلحقها وحاول التعلق بثيابها فركلته بحذائها، فسقط وتضعضع،

وأنَّ وتوجع، فلما رأت دماءه تسيل أشفقت عليه، وأقبلت تمسح

عنه الطين والأوحال، ولما همت بتضميد جراحه قال لها بصوت

ضعيف: دعك من هذه الجراح وضمدي جرح قلبي! قالت: وكيف

لي ذلك، إن حاولت قتلتك. فنظر لها نظرة أودعها كل ما يستطيع

من ضعف واستخذاء، وقال لها بصوت شديد الضعف: قبليني قبلة

واحدة أكن مديناً لك بحياتي. فاشمأزت، فقال لها وقد شرق بدمعه:

أرجوك فحياتي رهن استجابتك. ولما أهوت بشفتيها تقبله انشق

جلد الضفدع وخرج منه أمير وسيم جميل، جثا قرب قدميها، وشكر

لها لطفها. فلما سألته عن خبره عرفت أنه ضحية ساحرة شريرة،

وأنها أخبرته ألا فكاك له من السحر حتى تقسو عليه فتاة طيبة

جميلة ثم تشفق عليه وتقبله. فذهبت به إلى أهلها وأخبرتهم

خبره، وطلب الأمير من أبيها أن يسمح له بالزواج منها، فتزوجها

وعاشا معاً في حب وسعادة وهناء.

ذاعت القصة وتسامعها القاصي والدان، صحيح أن

الجميع لم يعرفوا اسم الفتاة المحظوظة، لكن يكفي تواتر

القصة وشيوعها للدلالة على صحتها. أخذت فتيات

القرية والقرى المجاورة يتسللن ليلاً للبرك والمستنقعات

القريبة يبحثن عن الضفادع، كانت كل واحدة منهن

تخرج سراً وتحرص ألا يُكشف أمرها لئلا تلوكها ألسنة

الناس، ثم اكتشفت كل فتاة أنها ليست الوحيدة التي

تفعل ذلك، فارتفع الحرج عمن كانت تخرج، وتجاسرت

على الخروج من كان يصدها عنه الحياء من الناس،

وبعد مدة قصيرة كان من المألوف رؤية الفتيات

ملطخات بالوحل والطين، لكن لم يحالف الحظ أي واحدة

منهن إذ لم يتحول أي ضفدع إلى أمير لكن ذلك لم يسُء

أياً منهن فقد تعودن على الحياة في المستنقعات، وأنسن

بالعيش بين الضفادع.

صار ياما صار في جديد الأعصار، أن فتاة طيبة القلب

أيضاً تحب التجول والإبحار بين غرف الدردشة

والمنتديات. كانت تحب الخير، وتحرص على الاستفادة

من كل من تقابل فشعارها "الحكمة ضالة المؤمن أنى

وجدها فهو أحق الناس بها". وفي إحدى المنتديات

تعرفت على فتى مهذب متدين مثقف، كانت مواضيعه

متميزة، وثقافته واسعة، وأسلوبه في النقاش يدل على

سعة أفقه، وذكاء عقله، وفصاحة لسانه، وحسن خلقه،

وصلاح باطنه. استأذنته في إضافته على الماسنجر

لتستفيد منه، وليتعاونا على البر والتقوى فوافق.

صارت تقابله كل يوم، تنقل له بعض المعلومات المفيدة،

ويرسل لها بعض المواد النافعة، كانت تحس بتعلقها به

شيئاً فشيئاً، كانت تستبطىء ساعات اليوم الدراسي حتى

إذا ما وصلت البيت ابتدرت حاسبها لتنظر أموجود هو

أم لا. فهو إما موجود تحادثه حديثاً نافعاً مفيداً طبعاً، أو

غائب تسترجع حديثه في نفسها، وتحاول تحليل

شخصيته، ومعرفة موقعها من نفسه. "كان في بداية

الأمر يخاطبني بالأخت الفاضلة، ثم صار يقول لي أختي

العزيزة، أما رسائله الأخيرة فكانت تتصدرها أختي

الحبيبة. لابد أنه يحبني في الله كما أحبه، فلألمح له

بذلك". لقيته على الماسنجر فقالت له إنها قرأت أن الحب

في الله من أوثق عرى الإيمان، فقال لها نعم فلنكن

متحابين في الله ومنذ ذلك اليوم صارا يتكلمان كلام

المتحابين.

طلب منها أن يرى صورتها، فقالت له: إن كنت تحبني

لنفسي فها قد ملكتها علي وأحرزتها من دوني وإن كنت

تحبني لصورتي فما أصغر نفسك. قال لها كلا، بل ما

طلبت ذلك إلا لأني أريد أن أتزوجك وأهنأ بصحبتك

وشرعنا يبيح للخاطب أن يرى مخطوبته وتراه لأنه

أحرى أن يؤدم بينهما. فأرسلت له صورتها، وأرسل لها

صورته، فازدادت له حباً، وازداد بها هياماً، ثم خطبها

من أبيها، وتزوجا وعاشا في "سبات ونبات"، ورزقا

بالبنين والبنات.

ذاعت القصة وتسامعها القاصي والدان، صحيح أن

الجميع لم يعرفوا اسم الفتاة والفتى الحقيقيين، لكن

يكفي تواتر القصة وشيوعها للدلالة على صحتها.

وأخذت الفتيات في المدينة يدخلن غرف الدردشة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير