تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمنتديات بحثاً عن مثل ذاك الفتى الطيب المهذب

المثقف، كانت كل واحدة منهن تدخل تلك الغرف سراً

وتحرص ألا يُكشف أمرها لئلا تلوكها ألسنة الناس، ثم

اكتشفت كل فتاة أنها ليست الوحيدة التي تفعل ذلك،

فارتفع الحرج عمن كانت تدخل، وتجاسرت على الدخول

من كان يصدها عنه الحياء من الناس، لكن الحظ لم

يحالف أياً منهن في العثور على مثل ذلك الفتى المهذب،

فكل من تناولت من أحدهم كأس الحب وارتشفت منه

رشفة عرفت أنه كأس المنون، وليس فيه إلا السم

الزعاف، وليس بعد الرشفة إلا الموت الزؤام. وكل من

أرسلت صورتها على أمل أن يؤدم بينها وبين فتاها، أُدم

بينها وبين الابتزاز أو الفضيحة.

أليس من العجيب أن يتعلق الإنسان بمن لم يره، ولا

يعرف عن طباعه وحاله شيئاً، بل لا يعرف أرجل هو أو

امرأة؟ ولا يدري أصادق هو أم كاذب؟ في العادة يحب

المرء زيداً من الناس إما لحسنه، أو لباقته، أو أدبه، أو

ما شابه ذلك، لكن ليس من عادة الأسوياء من الناس

حب شخص ما لمجرد تأكدهم من أنه ينتمي لفصيلة

البشر. دعينا نفترض أن زيداً هذا صدق فيما قال عن

نفسه، وقد بعث لفتاته بصورته الحقيقية، وأسمعها

صوته، وعرَّفها بتاريخه، فوجدت فيه فارس أحلامها،

فأحبته، فكيف لها أن تضمن أنه لم ينسخ كل رسائله لها

ويرسلها لمائة فتاة غيرها، ثم يدعي لكل واحدة منهن

أنها وحدها من ملكت عليه قلبه، وأسهرت عينه،

ويسرق لها من شعر جميل والمجنون. أنى لها أن تعرف

أنه لا يتخذها مجرد ملهاة يقضي بها وقته. بل لو فكرت

العاقلة قليلاً ووضعت نفسها في مكانه لوجدت نفسها

غير قادرة على احترام تلك الفتاة الساقطة، أو فلنقل تلك

الفتاة الساذجة التي تتعلق بكل من هب ودرج، بل ربما

قررت أن تحتفظ بعنوانها في جوالها أو قائمة اتصالاتها

باسم "حثالة رقم 10" كما فعل أحد العابثين -الذين

ضبطوا- مع من يراها حثالته العاشرة!

أختي الفاضلة العاقلة .. إذا كانت بعض الزيجات تنتهي

في أول الطريق بالفشل والانفصال بسبب الخداع أثناء

مدة الخطبة التي يتجمل فيها كل طرف لصاحبه فيظهر

على غير حقيقته، رغم أن الطرفين جادان في الارتباط

ببعضهما، ورغم أن كل منهما قد يعرف شيئاً من صفات

الطرف الآخر وينظر إلى تعامله مع غيره ويقيس بناء

عليه أخلاقه، فكيف بالخداع والتزوير من وراء الحجب؟

إن كل من يميل لمثل هذا النوع من العلاقات رجلاً كان

أو امرأة هو أحد شخصين: إما ساقط عابث، أو مريض

يعاني فراغاً عاطفياً. أما النوع الأول فالأمر بالنسبة لهم

لا يعدو أن يكون رمياً للشباك، وتربصاً بالصيد. وأما

النوع الثاني فلن تحل مثل هذه العلاقات مشكلته، بل هي

سبب في تفاقمها بلا شك، وخير لهم أن يبحثوا عن

العلاج عند الناصحين والأطباء النفسانيين، ويستعينوا

بالأخصائيين الاجتماعيين كما يفعل غيرهم من أصحاب

الأمراض العضوية والنفسية. أما دعوى الفضول،

وتمضية الوقت بالدردشة والكلام المعسول فتلك هي

الخطوة الأولى في طريق الغواية، وإبليس عدو متربص،

ومجرم محترف يبدأ مع ضحيته بالخطوة، وينتهي بها

في قعر جهنم. يقول الحكيم الخبير جل وعلا: (يَا أَيُّهَا

الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ

خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (النور:

من الآية21)، والله يحفظنا وإياك.

للكاتبة: اسماء عبدالرزاق

منقول

ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[22 - 11 - 10, 03:39 م]ـ

جزاك الله خيرا وبارك فيك على نقلك للموضوع

وجزى الله الكاتبة خيرا

ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[22 - 11 - 10, 03:45 م]ـ

ما أجمله من مقال!

أسأل الله العافية لي ولأهلي ولبنات المسلمين!

ـ[ saead] ــــــــ[22 - 11 - 10, 04:06 م]ـ

وجزاك بمثله وبارك فيك.

ـ[ saead] ــــــــ[22 - 11 - 10, 04:07 م]ـ

جزاك الله خيرا وبارك فيك على نقلك للموضوع

وجزى الله الكاتبة خيرا

ما أجمله من مقال!

أسأل الله العافية لي ولأهلي ولبنات المسلمين!

مروركم عطر موضوعي.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير