يا زلت كتبت يا غفلة ذهبت ... يا حسرة بقيت في القلب تقتلني
دع عنك عذلي يا من كان يعذلني ... لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرني
دعني أنوح علي نفسي و أندبها ... وأقطع الدهر بالتذكار و الحزن
دعني أسوح دموعا لا انقطاع لها ... فهل عسى عبرة منها تخلصني
كأنني بين تلك الآهل منطرحا ... على الفراش و أيديهم تقلبي
وقد آتو بطبيب كي يعالجني ... ولم أرى من طبيب اليوم ينفعني
وأشتد نزعي وصار الموت يجذبها ... من كل عرق بلا رفق ولا وهن
واستخرج الروح منى في تغرغرها ... وصار في الحلق مرا حين غرغرني
وغمضوني وراح الكل و انصرفو ... بعد اليأس جدو في شرا كفني
و قام من كان أولى الناس في عجل ... إلى المغسل يأتيني يغسلني
وقال يا قوم نبغي غاسلا حذقا ... حرا أديبا أريبا عارفا فطن
فجئني رجل منهم فجردني ... من الثياب و أعراني و أقعدني
واطرحوني على الألواح منفردا ... و صار فوقى خرير الماء ينظفن
و أسكب الماء من فوقي وغسلني ... غسلا ثلاثا ونادي القوم بالكفني
وقدموني إلى المحراب و انصرفوا ... خلف الإمام فصلى ثم وادعني
صلو علي صلاة لا ركوع لها ... و لا سجود لعل الله يرحمني
و أنزلوني في قبرى على مهل ... و أنزلو واحد منهم يلحدني
و كشف الثوب عن وجهي لينظرني ... وأسبل الدمع من عينيه أغرقني
فقام محتزما بالعزم مشتملا ... و صفف البنيان من فوقي وفارقني
و قال هلو عليه التراب و اغتنموا ... حسن الثواب من الرحمن ذي آلمنني
و أودعوني و لجو في سؤ ألهموا ... مالي سواك إلهي من يخلصني
في ظلمة القبر لا أم هناك ولا أب ... ولا أخ شقيق ليؤنسني
مالي سواك إلهي من يخلصني
وهالنى صورة في العين إذا نظرت ... من هول مطلع ما قد كان أدهشني
من منكر و نكير ما أقل لهما ... إذا هالني منهما ماكان أفزعني
مالي سواك إلهي من يخلصني
فمنن علي بعفو منك يا أملي ... فإنني موثق بالذنب مرتهن
تقاسم الأهل مالي بعدما انصرفوا ... وصار وزري على ظهري فأثقلني
فلا تغرنك الدنيا و زينتها ... و أنظر إلى فعلها في الأهل و الوطن
و أنظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها ... هل راح منها بغير الزاد و الكفن
خذ القناعة من دنياك و أرضى بها ... و لو لم يكن لك إلا راحة البدن
يانفسي كفي عن العصيان و اكتسبي ... فعلا جميلا لعل الله يرحمني
ألا يا نائم الليل كيف المنام يطيب ... الموت حق ولكن الفراق صعيب
أخانا الفاضل .. شكرا لك .. لكن ما تفضلت بذكره أبيات منتشرة بالانترنت هي خليط من القصيدة المذكورة مع أبيات من قصيدة: " ليس الغريب " المنسوبة لزين العابدين علي بن الحسين، رحمه الله ..