تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهناك قصة عربية قديمة تقول: «في أحد الطرق الصحراوية، قابل الطاعون قافلة وهو في طريقه إلى بغداد، فسأله الأعرابي المسئول عن القافلة: «لماذا أنت ذاهب إلى بغداد؟.» فأجاب الطاعون: «لكي أقضي على خمسة آلاف شخص». وفي طريق عودته من المدينة، التقى الطاعون بالقافلة مرة أخرى، فصاح فيه الأعرابي في غضب: «لقد كذبت عليّ وبدلاً من أن تقتل خمسة آلاف قتلت خمسين ألفاً!». فردّ عليه الطاعون: «هذا غير صحيح، وأنا لم أكذب عليك، لقد قلت لك إنني سوف أقتل خمسة آلاف، وهذا هو العدد الذي قتلته لا أكثر ولا أقل، أما الباقون فقد قتلهم الخوف».

وبرأي أن الإنسان مثل جهاز الحاسوب (الكمبيوتر) يحتاج كل فترة إلى عملية إصلاح وإعادة برمجة وهي ما يسمونها بعملية (الفرمتة) فحاول فرمتة نفسك وبرمجتها من جديد ولسوف تجد نفسك تغيرت إلى الأحسن.

2 - أيقظ قواك الخفية:

في داخل كل منا قوى خفية وطاقات هائلة لا يعلم سرها إلا الخالق سبحانه وتعالى , وتؤكد الدراسات أن أكثر أهل الأرض ذكاء لم يستغل أكثر من أربيعين بالمائة من قواه العقلية , يقول الدكتور بولس\"اكتشف العلماء في القرن العشرين أن الإنسان يولد وتولد معه حوالي 120بليون خلية نشطة في مخه بمعنى لو قدر أن عدد سكان الكرة الأرضية مع بداية القرن الواحد والعشرين بستة مليارات شخص:\"عدد خلايا العقل 1000.000.000.000\" عدد سكان الأرض00: 6000.0000\" أي أن عدد خلايا العقل في رأسك يفوق عدد سكان كوكب الأرض ب166 مرة!!! لك أن تتخيل مدى انبهار العلماء بهذا الكشف المذهل حيث أنهم شعروا أيضا بمدى تفوقهم العقلي .. هذا يعني أنك مسؤول في الواقع عن قيادة وتغذية وتحمل مسؤولية حياة ونشاط وتوجه ملايين وملايين من الكائنات الذكية الحية التي تعتبر كل منها بمثابة عبقرية! أي أنها تضاهي عظمة أي إمبراطور يدير العالم!! مستحيل أن تضيع في هذا الفضاء الكبير المليء من خلايا الأمل والتفاؤل والنجاح والسعادة!!.

ولو استطاع الإنسان استخراج بعض قواه الداخلية لتغير الكون من حوله ولرأينا منه العجائب , تحكي كتب السيرة أن عمرو بن الجموح رضي الله عنه وأرضاه كان رجلا قد جاوز الستين من عمره , لكن ذلك لم يمنعه أن يوقظ قواه الخفية , ولا أن يتخذ قراراً بأنه يريد أن يطأ الجنة بعرجته , ويجاهد في سبيل الله تعالى.

وهذا عروة بن الزبير رضي الله عنه الذي أصابت رجله الأكلة فقطعوها وهو يصلي ولم يتأوه ولم يتأفف ولم يتأمل , بل حمد ربه في يقين وقال: لئن أخذت فقد أبقيت ولئن ابتليت فقد عافيت , فالحمد لله على ما أخذ والحمد لله على ما أبقى. انظر القصة في: وفيات الأعيان 3/ 256 , و سير أعلام النبلاء 4/ 423.

3 - كن نفسك ولا تكن الآخرين:

الانصياع والذوبان في الآخرين والانقياد إليهم في كل شيء دليل على ضعف الشخصية وفقدان الثقة بالنفس , وعدم التميز , وهو أمر مهلك ومدمر أن يصير الإنسان ذنباً لغيره يتبعه في حقه وباطله , وهذا ما عابه الله تعالى على المشركين فقال: \" وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171) سورة البقرة.

عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكْمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاؤُوا فَلاَ تَظْلِمُوا. $أخرجه التِّرْمِذِي (2007).

فمراقبة الناس وإتباعهم في كل شيء تجعل الإنسان بلا عنوان ولا هوية , قال الشاعر:

من راقب الناس مات * * * فاز باللذة الجسور

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير