تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رحلة إلى الدار الآخرة]

ـ[سليلة المجد]ــــــــ[02 - 12 - 10, 01:08 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

عشت في هذه الدنيا ومرت علي بأفراحها وأتراحها كما مرت على غيري، ثم جاء الأجل المحتوم وسقيت من الكأس الذي شربه كل من قبلي ومن بعدي ..

ثم ماذا؟!

نفخ في الصور وبعث الناس من قبورهم ولا شك أني منهم، لا إله إلا الله لقد انتهت الدنيا وهذه الآخرة نشاهدها الآن رأي العين.

يإلهي كل ما أُخبرت به من أهوال عظام ومشاهد جسام أراها الآن بأم عيني وأعيشها واقعا،

الشمس قريبة جدًا منا، والحر شديد، والكرب عظيم، وخوفي وهمي ليس من هذا فقط بل منه ومما سيأتي بعده

لاإله إلا الله يوم طويل جدًا يمر الوقت ولا تغرب هذه الشمس

يا إلهي إن عمري كله الذي عشته في الدنيا قد مر الآن وأكثر وأكثر مئات السنين تمر وما عمري السابق في هذا اليوم إلا كقطرة من بحر.

رحماك ربنا، أين أمي؟! أين أبي؟! أين زوجي وأبنائي؟! وإخواني وأحبابي؟! أين أصحابي؟!

هل منهم من ينفعني؟؟

هل منهم من يعطيني ولو حسنة فأنا بحاجة إليها؟؟

للأسف لا أحد ... كل مشغول بحاله ..

وأنا كذلك مشغول عنهم بحالي ولا أقول إلا نفسي نفسي

ما أكثر الخلائق وما أشد الغم ..

هناك تحت عرش الرحمن جل وعلا أناس متظللون في هذا الحر أنظر إليهم وأتمنى أن أكون معهم أغبطهم فهم ذو حظ عظيم ..

في ذلك الوقت يمر بي شريط العمر والذكريات كل ما تذكرت حسنة فرحت بها، وكل ما تذكرت سيئة تمنيت أن أعود فأمحيها وأجعل مكانها حسنة حتى أسر بها ..

ولكن ..

لا تحلمي يا نفس فلا تستطيعين ..

تحسري الآن ها قد ضاع العمر فهلا اغتنمتيه ..

لقد قرأت القران ولا يظلم الله أحدا ..

أخبرك الله عن هذه اللحظة وأنها ستمر بك ولكن لا تتعظين ..

فلا تلومي أحدا إلا نفسك, وابكي الدم بدل الدموع على ما فرطت في الأيام الخوالي ..

ألا يسرك أنك الآن مع الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ..

وبينما أنا مشغول في حالي في جهد جهيد وبلاء شديد

إذ برق لي أمل إنه حوض نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فماءه طيب أحلى من العسل ..

وهناك يجلس النبي صلى الله عليه وسلم وحوله أمته في منظر جميل يشربون من هذا الحوض، وإذا بالملائكة يصدون ناس من أمة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلوا وصاموا ولكنهم على غير هديه، فزاد خوفي واشتد كربي، فلا أعلم هل أشرب أم أكون مع الذين لا يشربون ..

أهوال وأهوال يمر بها كل إنسان عاش على هذه الدنيا وأنا منهم أخبرنا الله عنها، وزاد نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بيانها ولكننا غافلون وفي الملذات منغمسون ونأتي الآن وبعد فوات الآوان لنقول رب ارجعون ...

فيا رباه ارحم عبادك الخائفين ... واغفر ذنوب المذنبين ... وأسبغ سترك على العاصين ... اللهم آمين

لم تتنتهي المشاهد ولا أستطيع حصر كل ما أرى ولكن أعود فأقول كل ما أخبر الله عنه قد رأيته عيانا بيانا- إلا أننا في كرب شديد اشتد علينا حمله وبلغ الهم مبلغه ولا خلاص لنا إلا أن نستشفع بأنبياء الله إلى ربنا ليريحنا مما نحن فيه من هذا الكرب العظيم ...

وللحديث بقية إن شاء الله

ـ[ابو الليث احمد الشريف]ــــــــ[03 - 12 - 10, 06:26 ص]ـ

جزاك الله يااختي خيرا على هده الكلمات المعبره حقا نحتاج الى الوعظ بين الحين والاخر عسى الله أن يجعلك والمؤمنين والمؤمنات وطلاب العلم والطالبات من الدين لاخوف عليهم ولايهم يحزنون يحزنني كثيرا قول أحد الصالحين "يغفر للجاهل سبعين دنبا قبل أن يغفر للعالم دنب واحد" ملاحظه الدال بنقطه لايعمل عندي فسامحوني

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير