تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأذكر إخوتي الكرام وأخص منهم طلاب العلم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم " لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه " [7] ( http://saaid.net/alsafinh/21.htm#[7]) وإسناده صحيح.

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيقال: أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا أفعله، وأنهاكم عن المنكر وآتيه " [8] ( http://saaid.net/alsafinh/21.htm#[8]) رواه الشيخان.

أيها الأخوة: أذكر طلبة العلم بهذا الحديث، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من تعلم علما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة " [9] ( http://saaid.net/alsafinh/21.htm#[9]) أولئك الذين تعلموا العلم للشهادات، أولئك الذين تعلموا العلم للوظائف والمناصب، أذكرهم بهذا الحديث الذي تلوته، وأختم هذه الأحاديث بالحديث الذي رواه أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مررت ليلة أسري بي بأقوام تقرض شفاههم بمقاريض من نار قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون " [10] ( http://saaid.net/alsafinh/21.htm#[10]) وفي رواية: " ويقرءون كتاب الله ولا يعملون به " وإسناده صحيح.

هذه بعض الآثار في هذا الموضوع الخطير، وخلال الأيام الماضية استمعتم إلى بعض العلماء وطلاب العلم، وحدثوكم عن واجبات طالب العلم، وعن الضوابط الشرعية فيه، والآن أقف مع بعض النماذج، نماذج أيها الأخوة سرج في الظلمات، تعرفون أن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يعد اختيارا، ولا سنة، ولا تطوعا، بل أصبح فرضا وواجبا على كل مستطيع يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه " [11] ( http://saaid.net/alsafinh/21.htm#[11]).

ثانياً: نماذج من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قصة مروان بن الحكم

أيها الأخوة: قبل أن أبدأ في حديثي أنبه إلى مسألتين:

المسألة الأولى: إن أكثر النماذج التي سأذكرها تجدون أن هؤلاء العلماء قد وقفوا مع المسئولين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنماذج التي وقف فيها مع العامة قليلة جدا لماذا؟ لأنه إذا صلح العلماء والأمراء صلحت الأمة، وإذا فسد العلماء والأمراء فسدت الأمة والعياذ بالله.

المسألة الثانية: أن العلماء عندما كانوا يدخلون على الخلفاء وعلى الأمراء وعلى المسئولين، ويقومون بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنهم يراعون في ذلك الضوابط الشرعية للقيام بالمعروف والنهي عن المنكر، هناك ضوابط شرعية لعلكم استمعتم إلى بعض العلماء عندما تحدث فيها، ولا يتسع المقام للحديث في هذا الجانب، ولكن أقول: مراعاة الضوابط الشرعية وألا ندع لعواطفنا أن تسيرنا حيثما شاءت، العاطفة مهمة ولكن يجب أن تحاط هذه العاطفة بعلم من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكم هذه العاطفة ويسيرها.

هاتان نقطتان أحببت أن تكونا بين أسماعكم، وأبدأ مع هذه الأمثلة مستعينا بالله جل وعلا.

في الصحيح أن مروان بن الحكم جاء يوما؛ ليخطب أو ليصلي صلاة العيد ولكنه بدل أن يبدأ في صلاة العيد بدأ بالخطبة، فقام رجل وقال: الصلاة قبل الخطبة، ولكن مروان تركه، فقام أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وجذب مروان وقال له: يا مروان الصلاة قبل الخطبة. فقال له مروان: قد ترك ما هنالك يا أبا سعيد، وأصر مروان وبدأ بالخطبة قبل الصلاة، قام أبو سعيد وقال للرجل أو قال عن الرجل الذي أنكر على مروان قال كلمة آمل من كل واحد منكم أن يحفظها؛ لأن لها معنى عظيما في مدلولها قال لهذا الرجل الذي أنكر على مروان وهو أمير المدينة: أما هذا فقد قضى ما عليه.

مروان عندما خالف سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وبدل أن يبدأ في الصلاة قبل الخطبة بدأ بالخطبة قبل الصلاة، أنكر عليه هذا الرجل الصالح، فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى ما عليه.

السؤال أيها الأخوة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير