تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال صلى الله عليه وسلم:" جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس" رواه مسلم

فنجد أن مبدأ مخالفة الكفار في الأعمال الظاهرة أصبح من شعائر الإسلام، فمثلا حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإذا كان العام المقبل إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع. قال ابن عباس راوي الحديث: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم.

وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون" حسنه الألباني في صحيح أبي داود

وقال صلى الله عليه وسلم "إن تسوية القبور من السنة، وقد رفعت اليهود والنصارى فلا تشبهوا بهما." صححه الألباني في أحكام الجنائز

وقال صلى الله عليه وسلم:" خالفوا اليهود، فإنهم لا يصلون في نعالهم و لا خفافهم" صحيح الجامع

وأهل السنة المتبعون للعقيدة الإسلامية الصافية التي اغترفوها من ينابيعها الأصلية عن سادات الصحابة والتابعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين من العلماء الربانيين، يعتقدون أن الإيمان علم القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح، ويجعلون ما في القلب مستلزما لقول اللسان وعمل الجوارح، وهذه العبارة تختلف عن مجرد قولنا أن عمل الجوارح ثمرة لما في القلب، لأن الاستلزام يعني ضرورة وقوعه واستحاله عدمه بالكلية أما الثمرة فقد تقع أو لا تقع، فأهل السنة يستدلون بالظاهر على الباطن ويجعلون الظاهر أمارة على ما في الباطن إن كان خيرا في باطنه فلابد من خير في ظاهره وإن كان غير ذلك فلابد أن ينضح على الظاهر ويُرى أثره [2].

ومما يدل على تأثير الباطن في الظاهر والعكس، ما كان فيه المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانوا يشهدون الصلاة خلفه صلى الله عليه وسلم تقية ونفاقًا فما تزيدهم صلاتهم إلا كفرًا وإعراضًا وكان سماعهم للقرآن غضا طريا من فم النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيدهم إلا عمًى قال تعالى:" وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ () وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ" سورة التوبة- 124 - 125 وقال تعالى:" قُل هُوَ للذِّينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ والذِّينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى" سورة فصلت- 44

فكان لابد أن ينفلت منهم بعض ما يخفون قال تعالى:" وإِذَا لَقُوا الذِّينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُم إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ" سورة البقرة -14 كما لم يكن سمتهم في ما يأتون من الخيرات مشابها ولا حتى مقاربا لسمت المؤمنين قال تعالى فيهم:" ولا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ" سورة التوبة- 54 وكانت لهم صفات يعرفون بها، منها ما جاء في قوله تعالى:" يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ " سورة المنافقين- 4 وقال تعالى:"ومِنْهُم مَنْ يَقُولُ ائْذَن لِي وَلَا تَفْتِنِّي " سورة التوبة -49 وقال تعالى:" المُنَافِقُونَ والمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ" سورة التوبة -67 وقال تعالى:" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ " سورة البقرة -204 - 205 فحتى في نفاقهم ما استطاعوا أن يُحْكِموا التظاهر لأن الباطن ينفلت عما أوكي عليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير