تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مع الشعور بالقهر، والقسوة تجعله يزداد عناد، والدلال لا يصلح العلاقة معه، والاغراء بالمحفزات لا يهمه.

* ما يتميز به الطفل العنيد:

1 - القدرة على الاحتمال بحيث لا تؤثر فيه الإغراءات التي تؤثر غالبا في أمثاله من الأطفال، كذلك لا يمكن تهديده بسهولة حيث أنه يجعل الكبار في حالة عجز وانفعال فيصدر عنهم تهديدات جوفاء يعرف الطفل العنيد أنها جوفاء وغير ممكنة التحقيق.

2 - القدرة على وضع الأهل في الاختبار، فعندما يفقدهم السيطرة على انفعالهم ويبدأوا في اطلاق التهديدات نجد الطفل العنيد ثابت الجنان يقترح اقتراحات مجنونة وغير منطقية، فإذا هددت الأم طفلها ذا الأربع سنوات بالترك وحده في المنزل تجده ثابت الجنان يعلن في بساطة أن هذه هي بعينها رغبته مما يضع الأم في حرج فلا هي قادرة على تنفيذ التهديد وولا هي قادرة على التصرف في الموقف بما يرفع عنها الحرج.

3 - الرغبة في السيطرة، فيرغب في التحكم في حياته وتصرفاته أكثر من الطفل العادي، حتى لو أدت هذه السيطرة للضرر أو الأذى.

4 - الانتهازية الاجتماعية فلدى هؤلاء الأطفال ذكاء اجتماعي حاد يساعدهم على ملاحظة ردود الأفعال وتوقعها واستغلالها

5 - لا يرون لأنفسهم دورا في المشاكل، وهو شعور بالاضطهاد الدائم فهم في نظر أنفسهم برآء والمشاكل يفتعلها من حولهم.

6 - القدرة على تحمل قدر كبير من السلبية: حيث يستطيع هذا الطفل أن يتحمل عاصفة من الغضب دون أن تهتز له شعرة، ولن نبالغ لو قلنا أنهم يستمتعون بذلك ويشعرون بالسيطرة على الكبار عندما يستفزونهم فيدفعونهم دفعا لفقدان أعصابهم والصراخ، وفي حين يظل الكبار في حالة غضب، تتحسن صحة هؤلاء الأطفال ببلوغ مآربهم والسيطرة على انفعالات الكبار وتحريكها بحيث يبدو للناظر أن الشخص الكبير لعبة في يد الطفل يتحكم في انفعالاته.

7 - الثقة في قدرته على الحصول على ما يرغب بأساليب الضغط المروعة التي يمارسها ضد الأهل من بكاء بصوت عال، أو ممارسة العناد إلى أقصى حدوده، أو إشعارهم بالذنب .. الخ تلك المهارت التي يمارسها هذا الطفل العنيد بأسلوب قوي.

8 - إذا كنتِ ممن يعاني مع طفل عنيد ولم تجدي صفاته في النقاط السابقة فقد يكون طفلك من النوع الجامد غير المرن الذي لا يتغير، وهذا النوع تنقصه مهارات السلوك ويحتاج للتعلم، فإنه ما أن يتعرض لموقف غير معتاد حتى ينفجر قلقله بشدة، ولا تعرف الأم كيف تتصرف معه مما يتسبب في زيادة موقف العناد.

وهذه النقاط في غاية الأهمية لأنه بمعرفة ما يهتم به هؤلاء الأطفال نعرف كيف نتعامل معهم، وحديث علماء الغرب عن الطفل العنيد يدور حول الحفز السلبي، لدافع (السيطرة)، وهو ما ستناوله إن شاء الله تعالى بالإضافة إلى الحافز الغائب [1] عندهم وهو الحافز الأخروي وكيفية استخدامه مع الطفل العنيد.

دافع السيطرة عند الطفل العنيد

إن دافع السيطرة لدى الطفل العنيد من أهم الدوافع التي لابد أن يحاول المربي إدارتها بمهارة، فكما ذكرنا من قبل، يحتاج الطفل العنيد أكثر من غيره من الأطفال إلى الشعور بإدارة المواقف والتحكم في الذات، ويسيئه جدا أن يتم سحب هذه الميزة منه، وهو يجاهد لكي يظل محافظا عليها لأطول فترة ممكنة، وسيكون التركيز على الوسائل التي تستخدم هذا الدافع بصورة صحيحة لا تؤدي للإضرار بالطفل.

الدوافع الأخروية:

هي الحاجة الملحة لأن يكون للإنسان قائد أعلى يتمثل في الدين والشرع، يقوده بعدل ورحمة في حياته لكي يشعر بالأمان ويلجأ للخالق الرازق عند الحاجة. ولكن كيف يبرز هذا الدافع في نفس الطفل وكيف نتمكن من توجيه الطفل من خلاله لاكتساب السلوكيات المطلوبة؟ هذا ما سنعرفه من خلال البحث.

قد يقول قائل إن الحديث عن الغيب في مرحلة الطفولة لا يأتي بنتائج، ويظنون أن الطفل لا يستوعب ذلك، ولكني أتعجب جدا من هذا القول، فإن الثابت لدى علماء النفس أن الطفل واسع الخيال جدا، والخيال مهم لاستيعاب مفاهيم الغيب، ولذلك فنحن نرى أن البدء في الكلام عن الغيب يبدأ من الصغر ويستوعب الطفل هذا الكلام ببساطة ويفهمه والتجربة خير دليل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير