تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن رغبة الطفل في السيطرة على حركاته ستدفعه مع تكرار هذا الأسلوب إلى المسارعة بالتنفيذ لكي لا يفقد سيطرته على حركته، ولكي لا يسمح للمربي بإجباره على العمل.

11 - السماح بالاختيارات المقيدة

وهي تقنية لطيفة تعتمد على إشعار المتربي بأنه ((يختار)) وأنه سيتحمل اختياراته، فعند الخروج تسمح له الأم بختيار ملابسه مع تحديد مجال الاختيار (تخير هذا القميص أو ذلك، أتفضل ارتداء هذا السروال أم هذا؟) وهكذا في كل المجالات التي يمكن للأم أن تترك فيها مساحة من الحرية للطفل ليختار بنفسه، هذا الأسلوب لا يساعد فقط على تقليل العناد ولكن أيضا يساعد الطفل على تنمية شخصيته وأن يكون مسئولا.

ويتم تحديد وقت بسيط للاختيار على ألا يكون اللفظ مبهما (فلا يقال تخير سريعا ولكن تخير قبل أن تصل عقارب الساعة إلى رقم كذا، أو قبل أن يرن المنبه .. الخ) في حالة تلكؤ الطفل في الاختيار تقوم الأم بالاختيار بنفسها، فإذا أظهر الطفل الغضب تقول له الأم ببساطة وبأسف، لقد كانت أمامك الفرصة للاختيار!

هكذا يتعلم الطفل الانضباط وأنه إذا تلكأ سيحرم من فرصته في (السيطرة والاختيار).

كذلك هذا الأسلوب يعد ناجحا جدا مع الطفل المجادل، فعندما ترفض الأم طلب طفلها بأن يأخذ الحلوى قبل الطعام مثلا، فيظل يجادل ويفاوض على الأمل تراجعها، فليس عليها عندئذ بين أن تخيره بأن يجلس معها في الغرفة ولا يتحدث في هذا الأمر، وبين أن يختار الخروج من الغرفة لأي مكان بالمنزل.

سيحاول اطفل عندها أن يستمر في الحديث، فتظهر له الأسف وتقول له إذا عليك أن تختار بين الخروج من الغرفة وبين الجلوس في (مكان العقاب)، فإذا استمر الطفل، تقول له بحزم: أنها ترى عجزه عن الاختيار وبالتالي فهي (مضطرة لأن تختار له) وتأخذه ليجلس في المكان المخصص للعقاب.

مع استمرار هذا الأسلوب سنجد أن الطفل سيختار الفعل الصحيح من بداية الحوار لأنه يعرف أنه سيفقد فرصته في السيطرة والاختيار إذا ما تمادى في العناد.

ففي البداية كان الطفل يعرف أن العناد يعني أنه سيحصل على ما يريد، ولكن بممارسة بعض هذه التقنيات في المواقف المناسبة يفهم الطفل بوضوح أن العناد يساوي فقدان السيطرة والقدرة على الاختيار والانتقاء فيختار بكامل إرادته أن يتصرف التصرف الصحيح.

خاتمة

وكان هذا البحث القليل غيض من فيض، ومحاولة للاختصار بلا إخلال لبعض تقنيات التعامل مع الطفل العنيد، ولكن ما يجب أن نلاحظه هو أن التربية تحتاج لوقت وجهد وبذل. فإذا كان المربي لا يريد أن يبذل من وقته وجهده وماله أيضا لكي يوجه أولاده ويربيهم فلن يرى نتيجة مرضية.

ونسأل الله أن يعيننا على تربية أولادنا ويجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة

ونختم بقوله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع فمسئول عن رعيته" متفق عليه.

المراجع:

1 - القرآن الكريم

2 - موقع الدرر السنية (الموسوعة الحديثية)

3 - مقالات من موقع صيد الفوائد

4 - مقالات من موقع الألوكة

5 - "حاول أن تروضني" من إصدارات جرير

6 - "أطفال جيدون صعبو الطباع " من إصدارات جرير

7 - 50 قصة تحكيها لطفلك –د. عبد الله محمد عبد المعطي، ود. سيد عبد العزيز الجندي

8 - التربية الذكية بدون صراخ بدون ضرب – إصدارات دار الفراشة

9 - 150 طريقة لتنمية ذكاء الطفل – إصدارات دار الفراشة

10 - كيف نربي أبناءنا بالحب

11 - محارورات علمية مع بعض المستشارات في موقع الألوكة، وفي مدرسة الرياحين.

12 - أبحاث خاصة بفريق عمل موقع أكاديمية الطفل الشرعية

13 - حلول عملية للمشكلات اليومية إصدارات دار الفراشة.


[1] نقول الحافز الغائب ولا نقول الدافع الغائب عندهم لأن كل إنسان يوجد في داخله الدافع الأخروي ولكنهم يجهلونه أو يتجاهلونه لهذا يكثر فيهم المرض النفسي ويفشو ولا يعلمون أن العناية بهذا الدافع،وإشباعه وتحفيزه دائما لكي يبرز للسطح ويسيطر على سائر الدوافع تعتبر من أهم أسباب التوازن النفسي، فإنه بإشباع هذا الدافع يحصل المرء على الأمان والراحة قال تعالى: {بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]
[2] الأمثلة بتصرف يسير من كتاب "حاول أن تروضني" راي ليفي وبيل أوهانلون – مكتبة جرير

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير