تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ألأن هدفك لم يكن ساميا؟؟ ألأن قلبك قد خالطه الدغل؟؟ أَقَد حطك الكبر والإعجاب من علٍ؟؟ يا صديقي إنك قد غفلت عن أعلى الأسباب في تحقيق المآرب الشرعية والدنيوية ... إنّ توفيق الإله العظيم إنما هو لمن خشع قلبه وأخبت واستعان بالله ولم يعجز فحقق الله له المراد بعد أن كان الكل يجزم أنه ذاك مستحيل ... "وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ" سورة العنكبوت- 22

لو كنتَ يا صغيري أصبتَ التفكير لاجتهدتَ في إصابة الهدف وتخطي كل العواقب وسَبْقِ ما حققه الأولون قبلك بغير التفاتٍ لغيرك .. ولكن أنّى لمن غفل عن ذكر الله أن يُوَفَّق! "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" سورة إبراهيم -27

أهذا ما يفعله بنا الكبر والعجب؟؟!! نقارن بين أحوالنا وبين حال غيرنا فمن وجدناه أقل شأنًا تنقصناه وفترنا، فأخلدنا إلى الأرض، ومن وجدناه أعلى كعبًا حسدناه وألجمنا الإحباط عن العمل ... "فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" سورة الحج-46

نام الأرنب وهو يظن أن بطء السلحفاة سيُمَكِّنُهُ من اللحاق بها وقتما شاء!

أما السلحفاة فتسائلت، ما هي الإمكانيات التي وهبنيها ربي؟ قد وهبني ربي مثابرة وجد في العمل، وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم:" سددوا وقاربوا، واعلموا أنه لن يدخل أحدكم عمله الجنة، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قل" رواه البخاري.

فتوكلت على الله: أي استعانت به سبحانه وشرعت في العمل، وإن "من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل"صححه الألباني- صحيح الترمذي، لم تفكر في النتائج بل لم تعبأ بها فإن المحاولة شرف وإن العمل ولو بدا للآخرين مستحيلًا فإنه بعون الله وتوفيقه سهلًا يسيرًا فيارب إنه "لا سهل إلا ما جعلته سهلًا، و أنت تجعل الحزن إذا شئت سهلًا "صححه الألباني- السلسلة الصحيحة.

وما الذي ستخسره؟! إن التجربة خبرة ولو فشلت، وستستفيد منها فهي حريصة على ما ينفعها،سترى الغابة كلها وتصل إلى الشجرة العجوز وتشرب من الينبوع العذب بجوارها حتى لو وصلت متأخرة.

سيتهمونها بالجنون؟؟ .. لا بأس فإن المثَبِّطون في كل مكان دأبوا على اتهام العباقرة بالجنون ..

شرعت في العمل وفي كل خطوة لا تنسى أن تستعينَ بالله وتَجِدَّ السير فأحسنتِ التوكل مع صدق النية والإخلاص، لم تنظر خلفها ولم تهتم بمعرفة مبلغ علم الأرنب المغرور، إن الالتفات لا يفيد بل يلهي عن الطريق، شردت مع كلمات ابن القيم الساحرة "قيل للحسن: سبقنا القوم على خيل دهم ونحن على حمر معقرة فقال إن كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم" [1] ( http://by144w.bay144.mail.live.com/mail/RteFrame.html?v=15.3.2519.0727&pf=pf#_ftn1)

استيقظ الأرنب وتمطى في كسل، نظر خلفه فلم ير صاحبته على مرمى البصر، وإن العيب في العين الناظرة، فتبسم في سخرية وانطلق يجري في خفة فوق العشب الرطب، فلما تراءت له الشجرة العجوز توقف في ذهول!

كانت السلحفاة تغفو في دعة وسكون وقد شربت من الماء العذب وأكلت من أطيب الثمار، واستراحت من وعثاء السفر، لم تستوحش الطريق رغم قلة السالكين ولم تغتر رغم كثرة الهالكين [2] ( http://by144w.bay144.mail.live.com/mail/RteFrame.html?v=15.3.2519.0727&pf=pf#_ftn2) ، ولم تتلفت عن الشمال ولا عن اليمين، رغم ما رأته في المضمار من طيب الثمار وظلال الأشجار على جانبي السبيل، لم تتوقف مع العوائق ولا تعلقت بالعلائق: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" سورة العنكبوت-69

[1] ( http://by144w.bay144.mail.live.com/mail/RteFrame.html?v=15.3.2519.0727&pf=pf#_ftnref1) كتاب الفوائد – ابن القيم

[2] ( http://by144w.bay144.mail.live.com/mail/RteFrame.html?v=15.3.2519.0727&pf=pf#_ftnref2) مدارج السالكين – ابن القيم

ـ[ياسين اسلام]ــــــــ[14 - 12 - 10, 01:02 م]ـ

بارك الله فيك و زادك الله من فضله

ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[14 - 12 - 10, 01:35 م]ـ

جزاكِ الله خيرا أخيَّتي

ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[14 - 12 - 10, 01:37 م]ـ

بارك الله فيك و زادك الله من فضله

وبارك فيكم وجزاكم الله خيرا ورزقكم من خيري الدنيا والآخرة

ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[14 - 12 - 10, 01:38 م]ـ

جزاكِ الله خيرا أخيَّتي

وجزاك أخيَّتي من خيري الدنيا والآخر ما تقر به عينك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير