تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا، لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مربدا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه" صحيح الجامع

فإن الشيطان يلقي بالشبهات والنفس تلقي بالشهوات وقد يختلط الأمران معا فتشتهي النفس ويشبه علينا الشيطان الحِل والحرمة، فحزن القلب دليل الرفض ويبقى على القلب عملا لابد منه وهو أن يتوجه إلى ربه بالضراعة ولا يكتفي بالحزن ولا يقف عنده طويلا فإن له رب رحيم ما منعه شيئا إلا ليعطيه خيرا منه فأسأله يا عبد الله تنل رضاه

ولولا الفتور لتمادينا في العجب والرياء حتى نذوق الخذلان بما قدمت أيدينا، وأعظم خير يأتي به الفتور ذل النفس بين يدي العزيز الرحيم .. فلا تحرم نفسك هذا الذل بين يديه في جوف الليل تشتكي إلى الله عجزك وتتضرع إليه أن يتغمدك برحماته فوالله لولا الله ربنا ما اهتدينا ..

فكل مقاومة بحزن وتضرع لله تعالى تنكت في القلب النكتة البيضاء التي ذكرت في الحديث حتى يصير القلب سليما لا تضره الشبهات ولا الشهوات: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" سورة العنكبوت 69

وبعد فهذا نوع من الأمل يسطع نوره في ظلمات القلب فيستبصر الطريق ولا تشطح به الوساوس فيظل في دائرة من الفتور، لا يرى لها بداية ولا نهاية.

نسأل الله العظيم أن يغفر لنا ذنوبنا ويتجاوز عن سيئاتنا ويرحمنا فإن الله هو الرحيم الودود.

[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1) انظر كتاب الفوائد حيث ذكر ابن القيم جملة بديعة قال في أخرها: .. وابسط كف:وتصدق علينا " كناية عن التذلل لله تعالى تذلل السائل الذي ضاقت به السبل حتى أغلقت دونه ولم يجد إلا بابا فولجه ولوج الغريق الذي وجد نجاة بعد ما كاد، وهي جزء من آية في سورة يوسف حيث توسل إخوته إليه بعد ما ابيضت عين أبيهم وأُخِذ أخوهم واحتاجوا الميرة حاجة شديدة فمسهم الضر فلم يجدوا غير أن يبسطوا أيديهم إليه وقالوا له:"فأوف لنا الكيل وتصدق علينا "

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير