تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سفيان:ما رأيتُ الضعفاء والفقراء أجلَّ منهم في مجلس سُفيان -رحمه الله- فكانوا ينظرون إلى الضعفاء أكثر من نظرهم إلى الأغنياء والأقوياء جمعَ وحفظ ووعى وأصاب الخيرَ والهُدَى

وقد ورد إلى الشيخ هذاالسؤال في بَاب مَا جَاءَ فِي الْكَلاَمِ بَعْدَ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ من سنن الترمذي

السؤال:

استأجرت خادمة لمدة شهر بمبلغ وقدره ستمائة وخمسون ريالاً وبعد مضي ثلاثة أسابيع لم أرغب فيها فهل لزاماً علي أن أكمل الشهر؟

الجواب:

في هذا السؤال جانبان:

الجانب قولك: لم أرغب فيها هل السبب تقصيرها في شرط من شروط العقد تقصيرها في القيام بما وجب عليها، إذا كان الأمر كذلك فلا يخلو تقصيرها من حالتين:

الحالة الأولى: إما أن يمكن إصلاحه فتطلب إصلاح ذلك الخلل والخطأ منها وتتم العقد، وإما ألا يمكن إصلاحه وهو يؤثر أو تخاف الضرر منه، مثلاً إذا كانت الخادمة مهملة في أشياء يخشى منها لا قدر الله هي تطبخ ولكنها مهملة في الأشياء الخطرة وأغلب الظن أنها ربما تسبب في حريق أو تسبب في ضرر على البيت أو مهملة في حفظ الأشياء السامة أو مهملة في حفظ الأطفال من الوقوع في الأشياء الخطرة فهذا عيب، عيب يختل به عقد الإجارة؛ لأنه يفوت المقصود، المقصود الحفظ والقيام بالحق ويحدث المفسدة والضرر ففي هذه الحالة إما أن تصلح المرأة وتصلح وحينئذٍ لا إشكال.

وإما أن يكون عيباً تقطع به الإجارة تعطيها الأجرة فيما مضي وتقطع الإجارة فيما بقي من حقك هذا إذا كان فيها عيب، أما إذا كانت عدم الرغبة لأسباب كمالية هناك أسباب مهمة جوهرية في العقد إخلالها في العقد فحينئذٍ من حقك كما ذكرنا أما إذا كانت لأسباب كمالية يريد خدامة - مثلاً - على صفات معينة، زوجة تبالغ في الخدمات تريد منهم كمالاً في التنظيف، الخدامة تنظف وتطبخ وتقوم على الأولاد لكنها تريد الأكمل والأفضل وهي غالباً ما تكون ناقصة العمل فيريدها كاملة منذ أن تأتي فحينئذٍ نقول لك:

اتقِ الله الذي بينك وبين هذه الخدامة العقد والاتفاق، وتقصير الخدامة من أحد أمرين:

إما تقصير عرفي أو تقصير شرطي.

التقصير العرفي في العقود: أن يجري العرف بشيء معين في خدمة الخدامات ولو قصر الخادم أو السائق أو الحارس للعمارة أو الخدامة في البيت في القيام بهذا الشيء المتعارف عليه عند الخدامين فهذا يسمى خلل في العقد يمكن أن يؤثر في الأجرة وممكن أن يؤثر في العقد، يؤثر في الأجرة بحيث أنه يكون من قصر هذا التقصير يكون أجرته خمسمائة فتقول له: إما أن تكمل أو أخصم من راتبك هذا القدر ومن حقك إذا كان تقصيراً بيناً؛

لكن الأمر يتوقف على تقوى الله أن تتقي الله وتنصفه فإنه في ذمتك ورقبتك يوم القيامة.

التقصير الشرطي:أن تشترط وهذا يؤثر في الكمالات يعني مثلاً السائق الشرط أن يسوق السيارة نقل الأغراض من السيارة إلى باب العمارة جرى العرف أنه ينقل لكن أنت ساكن في خامس دور أو سادس دور صعود هذا الدرج وتكبد هذه المشقة تحتاط وتشترط عليه هذا كمال لك صلب العقد أنه سائق أما إذا كان حارساً للعمارة وجرى العرف أنه يرفع هذه المقاضي تقول له: ترفع هذه المقاضي فإذا قصر فيها فحينئذٍ يصبح تقصير في العرف؛ لكن السائق من الكمال أن يصعد بها خمسة أدوار فتقول له: أشترط عليك المقاضي إذا جئت بها ترفعها شرط الكمال - مثلاً - من عادة السائق أنه عند التاسعة مساءً أو جرى العرف أنه يخدم ثمانية ساعات أنت تأتيك مناسبات وتأتيك ظروف فتقول له: أن الشهر هذا عندي ثلاث مناسبات سأسهر أو يسهر ضيوفي أو تذهب بضيوفي في الساعات المتأخرة من الليل، فإذا كان هذا فهذا شرط كمال من حقك لكن في صلب العقد لا تلزمه به فإذا جئت تلزمه بمناسبة زائدة عن عمله اليومي وهذا يحصل فيه ظلم كثير فتسهر الخدامة أو تأتي في الأعياد والمناسبات وتسهر إلى ساعات متأخرة ثم تلام على التقصير ولربما تؤذى ولربما تضرب-والعياذ بالله- كل هذه مظالم، فإذا كان لها ثمان ساعات وأردت أن تزيد تشترط إذا كان له ثمان ساعات يخدم وأردت أن تزيد تشترط عليه، هذا كله كمال اشتراطك للزائد كمال، فإذا -رحمك الله- جاءت مناسبة واشتغل أكثر من العقد المتفق عليه ثماني ساعات تقول له: يا أخي جزاك الله خيراً أنك قمت بما يجب عليك وأنا أشكرك وهذه مائة ريال هذه خمسين ريال تقدر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير