تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويشاعب: يفارق؛ أي: يفارقه، وانشَعَب عني فلان: تَباعَد، شعبه يشعبه شعبًا فانشعب: انصَلَح [18].

وشعبان شهرٌ بين رجب ورمضان، جمعه: شعبانات وشعابين، كرمضان ورماضين، ووجه التسمية من تشعَّب إذا

تفرَّق كانوا يتشعَّبون فيه في طلب المياه، وقيل: في الغارات.

وقال ثعلب: قال بعضهم: إنما سُمِّي شعبان شعبانًا لأنَّه شعب - أي: ظهر - بين شهري رمضان ورجب، كانشعب

الطريق إذا تفرَّق، وكذلك أغصان الشجرة، وانشعب النهر وتشعَّب: تفرَّقت منه أنهار، والزرع يكون على ورقه ثم

يشعب، وشعب الزرع وتشعَّب: صار ذا شعب؛ أي: فرق.

قال الأزهري: وسماعي من العرب عصا في رأسها شعبان، بغير تاء، كذا قاله ابن منظور، وفي "الأساس": قبيلةٌ

بالشام، وفي "لسان العرب": شعبان: بطنٌ من همدان تشعب من اليمن، إليهم يُنسَب عامر الشعبي على طرح

الزائد، وقد تقدَّم أنَّ مَن نزل الشام من ولد حسان بن عمرو الحميري يُقال لهم: الشعبانيون [19].

رمضان: سُمِّي بذلك اشتقاقًا من الرمضاء؛ حيث كانت الفترة التي سُمِّي فيها شديدة الحر.

رَمَضَانَ: مفرد؛ جمعه: رَمَضانات ورَمَضانُون وأرْمِضَةٌ، وأرْمُضٌ شاذٌّ، سُمِّي به لأنهم لَمَّا نقَلُوا أسماء الشُّهور عن

اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقَعت فيها، فوافَق "ناتِقٌ" زمن الحر والرَّمَضِ، أو من رَمض الصائم: اشتدَّ حرُّ

جوفِه، أو لأنَّه يحرق الذنوبَ، والرَّمَضِيُّ محرَّكةً من السحابِ والمطر: ما كان في آخِر الصَّيف وأوَّل الخريف، وأرْمَضَه:

أوجَعَه وأحرَقَه، والحرُّ القومَ: اشتدَّ عليهم فآذاهم، ورَمَّضته تَرْميضًا: انتظرتُه شيئًا قليلاً ثم مَضَيْتُ، والصوم: نَوَيْتُه [20].

شوال: سُمِّي بذلك لأنَّه تسمَّى في فترة تشوَّلت فيها ألبانُ الإبل، والشَّول من الإبل: التي قد ارتَفعَتْ ألبانها،

الواحدة شائل، واللواتي لقِحَتْ فرفعَتْ أذنابَها، والواحدة شائلة، قال الراجز:

كَأَنَّ فِي أَذْنَابِهِنَّ الشُّوَّلِ

مِنْ عَبَسِ الصَّيْفِ قُرُونَ الإِيَّلِ

والشَّولة: نجمٌ من نجوم السَّماء، ومنه اشتقاق شَوَّال؛ لأنَّه كان في أيَّام الصَّيفِ، شالَتْ فيه الإبلُ بأذنابها،

فسُمِّي بذلك [21].

ذو القعدة: ذو القعدة بالفتح والكسر سُمِّي بذلك لأنَّ العرب قعدت فيه عن القِتال تعظيمًا له، وقيل: لقعودهم فيه

عن رحالهم وأوطانهم [22].

قَعَدَ (يَقْعُدُ) (قُعُودًا) و (القَعْدَةُ) بالفتح المرَّة وبالكسر هيئة نحو (قَعَدَ) (قِعْدَةً) خفيفة، والفاعل (قَاعِدٌ)، والجمع (قُعُودٌ)

، والمرأة (قَاعِدَةٌ)، والجمع (قَوَاعِدُ) و (قَاعِداتُ)، ويتعدَّى بالهمزة فيقال (أَقعَدته) و (المَقعَد) بفتح الميم والعين موضع

القعود، ومنه (مَقَاعِدُ) الأسواق، وهو الزمن أيضًا، و (ذو القَعْدَةِ) بفتح القاف والكسْر لغة شهرٌ، والجمع (ذوات

القَعْدَةِ) و (ذوات القَعَدَاتِ)، والتثنية (ذواتا القَعْدَةِ) و (ذواتا القعدتين) فثنوا الاسمين وجمعوهما وهو عزيزٌ؛ لأنَّ

الكلمتين بمنزلة كلمة واحدة ولا تَتوالَى على كلمة علامتا تثنيةٍ ولا جمع [23].

ذو الحجة: سُمِّي بذلك لأنَّ العرب عرَفَت الحجَّ في هذا الشهر، ذُو الْحِجَّةِ؛ من أشهر الحج، ونذر خمس حِجَجٍ، ومنه

الحُجَّة لأنَّها تقصد وتُعتَمد، أَو بِها يُقصَد الحقُّ المطلوب، وقد حاجَّه فَحَجَّهُ؛ إذا غلَبَه في الحجَّة، وهو حَاجٌّ، وهو أحج

منه والْمَحْجُوجُ المغلوب [24].


[1] "المفصل في تاريخ العرب"؛ جواد علي، ج15، ص297.

[2] المرجع نفسه: ج15، ص 296.

[3] "المزهر في علوم اللغة وأنواعها"؛ عبدالرحمن جلال الدين السيوطي، ج1، ص158، 159.

[4] "المفصل في تاريخ العرب": ج15، ص303.

[5] "تفسير الطبري"؛ ابن جرير الطبري.

[6] "المفصل في تاريخ العرب": ج15، ص291.

[7] المرجع نفسه: ج15، ص292.

[8] المرجع نفسه: ج15، ص290.

[9] "تفسير الطبري"؛ الطبري، سورة براءة.

[10] "معجم المناهي اللفظية"؛ بكر أبو زيد، ج15، ص17، 18، 19، 20.

[11] "الصحاح في اللغة"؛ الجوهري، ج1، ص238.

- "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير"؛ أحمد الفيومي، ج1، ص216.

- "المفصل في تاريخ العرب": ج15، ص275.

[12] "أخطاء اللغة العربية المعاصرة"؛ أحمد مختار عمر، ص 131، 269.

[13] "بحوث ودراسات في اللهجات العربية"؛ من إصدارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ج31، ص12.

[14] "تاج العروس"؛ الزبيدي ج8، ص198.

[15] "الزاهر في معاني كلمات الناس"؛ لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري، ج2، ص297.

[16] "صحاح العربية"؛ للجوهري، ج1، ص339.

[17] "العين"؛ للخليل بن أحمد، ج1، ص478

- "التوقيف على مهمات التعاريف"؛ للمناوي، ص 357.

[18] "تاج العروس"؛ الزبيدي، ج4، ص37.

[19] "تاج العروس"؛ للزبيدي، ج4، ص34.

[20] "القاموس المحيط"؛ للفيروز آبادي، ص 831.

- "صحاح العربية"؛ للجوهري، ج5، ص229.

[21] "الاشتقاق"؛ لابن دريد، ص 135.

- "العين"؛ للخليل بن أحمد، ج2، ص11.

- "المحيط في اللغة"؛ ابن عباد، ج2، ص180.

[22] "المطالع على أبواب الفقه"؛ محمد الحنبلي، ص 167.

[23] "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي"؛ لأحمد الفيومي، ج2، ص510.

[24] "المغرب"؛ لأبي الفتح ناصر الدين المطرزي، ج1، ص440.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير