تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عمله وتنصفه ثم تطييب خواطر هؤلاء، وبالمناسبة نقول:

إن المسلم يجب عليه أن يتقي الله في هؤلاء الضعفاء الواحد منا يسافر من المدينة إلى جدة ويسافر من جدة إلى الرياض فإذا بقلبه يتولع ويجد من الشجى أن فارق أولاده فلذات كبده فلا يملك كل ساعة وهو يتصل على أهله كيف حالهم، فكيف هؤلاء الذين بينهم وبين أهليهم بحور، وكيف حينما تسافر لا قدر الله يأتيك خبر أن ابنك فقط أصابته زكمه كيف يكون حالك فما بالك بأناس لا يسمعون أصوات قراباتهم إلا بالشهور وما بالك بالواحد منهم تأتيه النكبة في بيته ومع ذلك قل أن يجد من يقول له: عظم الله أجرك، ولربما يأتيه الضائقة فقل أن يجد من يواسيه، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، الإنسان عنده الخدم وعنده من يقوم عليه ولا يفكر في عواطف هؤلاء، من اشترى رحمة الله في هؤلاء الضعفاء رُحم، ومن أحسن إلى هؤلاء أحسن الله له في الدنيا والآخرة هؤلاء هم الذين تشتري بهم رحمة الله لا رياء ولا سمعة ولا يعلم إلا الله وحده لا شريك له تحسن إليهم إذا حملتهم مثلاً يوم من الأيام كلفتهم بأمر قاموا بالأمر على أحسن الوجوه قلت له:بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ووصيت الأولاد والزوجة مع الخادمة إذا طبخت ونفخت وتعبت أن تقول لها: جزاك الله خيراً يقولون: لا، الحكمة والتدبير أنك ما تقول لها جزاك الله خيراً تخربه يقولون فزين لهم الشيطان أعمالهم أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً والخير شراً والشر خير، إذا صاح وضرب خادمه وآذاه، قالوا: هذا الحكيم، هذا الرجل الذي يعرف كيف يدبر عائلته وهو من أظلم خلق الله، ومع ذلك يصبح منكره معروفاً-والعياذ بالله- ولكن إذا جاء وقال له: جزاك الله خيراً وبارك الله فيك، قالوا: هذا مسكين، بعضهم يقول: درويش، نعم ((أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين)) إذا كانت هذه المسكنة تعود برحمة الله فيا بخٍ بخٍ اللهم اجعلنا من هؤلاء المساكين الذين يَرحمون ويُرحمون، فيتذكر الإنسان أمثال هؤلاء ويتذكرهم في الأعياد والمناسبات حينما يمر عليك عيد ولا تعيد بين أولادك وأهلك حينما تمر عليك المناسبة ولا تجد إخوانك يدخلون عليك في بيتك يذكروك بهذه المناسبة كيف هؤلاء يعيشون ينبغي أن نعيش كما يعيشون، وأما أن نشدد عليهم ويأتي الإنسان بالخادم أو بالعامل ويجلس يدقق له في كل صغيرة وكبيرة دون أن يعيش مشاعره دون أن يعيش أحزانه وأشجانه، كم من خادم قائم على عمل وكم من عامل قائم على عمل وجاء في ساعة من شدة العمل والضنك فقال له صاحب العمل كلمة جبرت خاطره أو أعطاه شيئاً جبر خاطره ودعا له دعوة فتحت لها أبواب السماوات هؤلاء الضعفاء هم الذين قال فيهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((هل تنصرون إلا بضعفائكم)) أي هل بمعنى لا {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} لا تعلم له سمياً، هل تنصرون أي لا تنصرون إلا بضعفائكم من أراد أن ينصره الله فلينظر إلى الضعفاء وإذا أردنا ألا يتسلط علينا أن لا يتسلط علينا الأعداء فلنرحم هؤلاء الضعفاء وننظر إلى حقوقهم وإلى ما لهم، نجلس ندقق على الخمسين ريال؛ لأن نرى الخمسين ليش يقولون هذا يضحك عليه بالخمسين والمائة، ولا نعلم أن المائة والخمسين تسوى عنده شيئاً كثيراً، ولا نعلم أن جبر الخواطر وأن الكلمة ربما تمسح الذي في القلوب، دخل رسول الله على أحد الصحابة وهو يضرب عبداً من عبيده، عبد ملك يمينه قال فضربته فإذا بصائح وراء ظهري يقول لي: ((اتقِ الله يا أوس، لَلله أقدر عليك منك به)) فبكى أوس وقال: - يا رسول الله - أشهدك أنه حر لله ولرسوله، وقال رجل: - يا رسول الله - إن لي إماءً وعبيداً ملك يمين آمرهم فيعصونني فاضربهم وأشتمهم وهم ملك اليمين ومع ذلك أخطأوا فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((إذا كان يوم القيامة نظر في ضربك لهم وشتمك لهم وعصيانهم لك فاقتص منك في ذلك)) ما في شيء يذهب هدر، الواحد يجلس في البيت يصيح على الخدم يصيح السائق ثم يعلم أولاده كيف يصيحون، فوالله ما رآك ابنك تسيئ إلى هؤلاء وفعل بهم مثل الذي كان لك مثل مالهم من الوزرٍ {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ} لأنك أنت الذي علمتهم؛ ولكن إذا وجد ك تكرم المسلمين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير