ذكرتم أن البرنامج يهتم بالجانب الشرعي ويتضمن هذا حفظ مجموعة من الحديث والمتون، فهل يسبب ذلك للطفل نوع التباس بحيث يتداخل مع حفظه للقرآن؟
أم عبد الرحمن: إطلاقا! لم يحدث هذا طوال السنوات الماضية، بل إن هذه البرامج المساندة تغرس في الطفل آداب وأخلاق تعين على تهيئة نفس الطفل للحفظ، فهي تخدم الحفظ المكثف وتسايره.
ما هي الصعوبات التي تواجهكم مع الأطفال؟
الأستاذة صفاء: هناك العديد من الصعوبات ولا شك، ومنها الملل وكثرة العناد وحب الأطفال للعب، وهذا نتغلب عليه بأساليب تربوية مدروسة في التعامل مع الأطفال، كما أننا نهتم بجانب المكافآت التشجيعية بطريقة منضبطة لا تفسد التعليم ولا تجعله أشبه بالرشوة، كما أنها في نفس الوقت تربط بين الطفل والمعلم والمدرسة بحيث يحب الطفل الحضور ويعتبر البرنامج نزهة لطيفة وسعادة يومية.
ومن أهم الصعوبات التي واجهتنا أن بعض الطالبات يخشون الغرباء ولم يعتادوا الاختلاط بأقرانهم من الأطفال سواء لطبع أصلي فيهم أو لنوع من العزلة الاجتماعية في المنزل وقد تغلبنا عليها بالحب والاحتواء فاستطعنا حقا أن ندخل إلى قلوبهم فيحبونا كمعلمات، وهذا السبب الذي جعلهم يحبوا المدرسة ولو شاهدتِ كيف كانت معاناة هؤلاء الفتيات أول العام الدراسي وكيف أصبحن زهرات متفتحة مبتسمة تشارك بسعادة وتعاون في الحفل الختامي لتعجبتِ من الفارق.
وما هي الصعوبات التي تواجهكم مع الأهل؟
الأستاذة صفاء:في الواقع من أهم الصعوبات عدم اهتمام الأهل بالمتابعة اليومية، فتجد بعض الطلاب لا يهتم الأهل بموعد النوم المبكر فيكون الطالب مرهقا، وقد تجد بعضهم لا يهتم بقراءة النص المحفوظ مع الطفل أو على الأقل استخدام أسلوب الشريط المسجل.
للأسف أيضا فبعض الأهالي لا يقتنعون أن الطفل عنده إمكانيات فيتعاملون مع البرنامج كأنه حضانة أو وسيلة للحصول على راحة من حركة الطفل في المنزل فيهملون مقاصد البرنامج ولا يتم التعاون المطلوب. كذلك فبعض الأهل يريدون الاهتمام بالقراءة والكاتبة أكثر من الحفظ، ونحن نهتم بالفعل بالقراءة والكتابة لكن الأولوية عندنا للحفظ، وكل هذا سيتعلمه الطفل في أول عام في المدرسة فعلام العجلة؟! لكن حفظ القرآن أهم ويجب تقديمه وجعله على رأس الأولويات والتعاون على ذلك.
الأستاذة عبير: في الواقع نجد أن الأمهات كثيرا ما يتعجلن النتائج فيبدأن العام الدراسي بالقلق ويكررن طلبات تقليل المنهج، ونحن نصبر على شكاواهم لعلمنا أنه في أخر العام تتغير وجهات النظر 100 % وهذا يتكرر كل عام حتى أننا نواجه الشكاوى بالبسمة والحث على الصبر ونتذكر جني الثمار أخر العام.
كيف يكون الطفل متفوقا في برنامج الرياحين؟
الأستاذة عبير: أول شيء طبعا هو الثقة التامة في الله وصدق اللجوء إليه والدعاء.
وأهم شيء عدم الغياب لأن الطالب عند الغياب يفقد كما لا بأس به من الحفظ غالبا لا يستطيع تعويضة في المنزل، لأن الطفل يحفظ في الحلقة مع الأطفال مما يثير حماسة ورغبته في التنافس.
كما أن تواصل الأهل مع المدرسة ومتابعة الأم من أهم الأشياء حيث أننا لا نطالب الأم إلا بقراءة النص مع الطفل خلال النهار كله سواء ردد الطفل معها أو لا.
ويجب الصبر حتى قطف الثمرة فالصبر على الطاعة من أعلى أنواع الصبر.
لو طلبنا منكم كلمة توجهونها للأمهات اللاتي لا يمكنهن توقع إمكانية حفظ الأطفال لهذا الكم. فماذا تقولون؟
أم عبد الرحمن: نقول لهم بابتسامة عريضة أن التجربة فيصل.
الأستاذة عبير: طبعا التجربة فيصل، ويكفي الأم شرفا أنها - باهتمامها لتحفيظ الابن هذا الكم من القرآن – تعتبر سدا منيعا أمام المد الغربي العلماني الذي يحاول فصل الدين عن الحياة ويحاول أن يفرق بيننا وبين كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
فلو نظرنا في المجتمع نجد الأطفال عرضة لكل فكرة سيئة من أغاني وخلافه يحفظونها ويرددونها ثم عند حفظ القرآن يقول البعض هذا كثير وهذا ضغط! القرآن لا يمكن أن يشكل ضغط على الطفل بل القرآن يزيل الضغوط عن المهمومين والمحزونين وينقي قلب الطفل ويعلمه الاعتقاد الصحيح منذ نعومة أظفاره،القرآن نور في صدر ولدك يحفظه من شياطين الإنس والجان، بل كلما زاد الكم كلما زاد نقاء القلب وصفاءه.
¥