اسمحوا لي ايها الاخوة بالتطفل عليكم قليلا:
انا لست من المؤيدين لمثل هذه الدورات ـ وخصوصا المبالغة فيها من قبل بعض المدربين.
لكن بعض الملاحظات على الموضوع بشكل عام، وعلى الردود بشكل خاص اوجزها:
اولا:
ارجوا الا يأخذ هذا الموضوع بعدا عقديا،فتكون الموالاة والمعاداة فيها، خصوصا وان البعض بسبب غيرتهم اتهموا اناسا في دينهم، بسبب ان لبعض هذه الدورات ـ او اعظمها ـ اصلا غربيا.
فانا اعتقد ان الموضوع ابسط من ان يحمل ما لا يحتمل.
ثانيا:
لا انكر ان على هذه الدورات بعض الملاحظات، وباعتقادي ان السبب في ذلك انها تلقفت من دون تمحيص ولا تدقيق، واعتقد انه في المستقبل ستعود هذه الدورات الى مسارها الطبيعي في مخاطية الممكن من العقل البشري، وهناك بوادر حسنه حيث ان بعض المدربين الان بدا يمحص
هذه الدورات من بعض ما يراه الكثير من الخرافات.
ثالثا:
صحيح ان هناك مبالغة من قبل المدربين و ذلك لتسويق دوراتهم في وصف القدرات الخيالية التي من الممكنك ان يحصل عيها المتدرب في ختام الدوره، واذا جاء الختام قال: لا بد من التدرب!! ..
واعرف احد الفضلاء من ائمة المساجد كان من حفظة القران ويصلي بالناس في رمضان من دون المصحف، ولما انشغل بهذه الدورات، نسي القران وصلى بالمصحف لانه انشغل عن كلام الله، هو نموذج واحد لا يعمم، لكن وجوده يجعل البعض يشكك في فاعليتها اذا كانت لم تفيد مدربا يقدم دورات في تسريع الحفظ.
رابعا:
من اهم الامور التي يرددها الناس لماذا لا نرى الاثر على المدربين وبرايي لو خير اي مدرب من اهل الخير بين ان يكون مدربا وبين ان يكون عالما مبرزا لاختار الثانية، فلم لا نراهم كذلك وقد امتلكوا الاداة.
خامسا:
سمعت من احد المدبين: ان المتدرب لو تدرب على القراة الضوئية او السريعة لكان العائق له من القراة فقط ـ كذا والله!! .. ـ تقليب الصفحات، وهذه سمعتها من اكثر من واحد، وهذا يعني انك تستطيع قراة المكتبة الاسلامية كاملة في اشهر معدودة!! ...
سادسا:
ذكر بعض الاخوة: كيف فاتت على الامام احمد، لماذا لم يفعلها السلف .... الخ.
واعتقد ان هذا القول عجيييييب، بل هو يضعف من كلام الناقد لهذه الدورات سواء مان في نقده محقا ام لا .... لان هذه الدورات لن تكن موجودة، واذكر اني ناقشت احدهم في حكم التصوير فقال لماذا لم يكن موجودا في عهد الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اذا مان ضرورة للدعوة كما تقول!! .. اليس الله قادرا على كل شيء؟!! ..
اطلت عليكم، لكن هذه خواطر احببت بثها لاخواني ليصوبوني.
والسلام ..
جزاكم الله خيراً أخي المبارك.
هذا كلام متزن لا غبار عليه في مجمله إن شاء الله. واسمح لي بالتعليق على النقطتين الرابعة والخامسة.
بالنسبة للسؤال عن أثر تلك الدورات على مدربيها, فيمكنني أن آتيك بقائمة من المدربين العرب وغيرهم وأذكر لك أثرها عليهم. فهم بالفعل "أساتذة" في مجالات تدريبهم. أذكر على سبيل المثال:
1 - أحد مدربي الذاكرة قام بإعطاء تلك الدورة في شركة كنت أعمل بها منذ زمن, وكان الحضور أكثر من سبعين فرداً. فبدأ بسؤالهم عن أسمائهم واحداً واحداً وحفظها كلها! وقد اختبره أحدهم فجأة فنجح في الاختبار.
2 - أحد مدربي القراءة السريعة (كويتي) رأيته بنفسي يقرأ الصفحة في نحو ثلاث أو أربع ثوان!
3 - أسرع قارئ في العالم, وهو مسجل في موسوعة جينس للأرقام القياسية, وهو مدرب أمريكي يدعى هوارد بيرج يقرأ بسرعة 25,000 كلمة في الدقيقة (نعم, الرقم صحيح!) أي يقرأ الصفحة في ثانية واحدة تقريباًَ!
4 - بطل العالم في بطولات الذاكرة العالمية, وهو مدرب إنكليزي يدعى دومينيك أوبرايان, قام بحفظ أسماء 300 شخص قابلهم في حفل (هكذا يحكي هو). ويمكنكم الاطلاع على نتائجه في تلك البطولة في هذا الموقع (بالإنكليزية):
http://web.aanet.com.au/memorysports/dominicobrien.html
ويمكنني أن أذكر المزيد إن شئتم.
أما بخصوص ثمرة تلك القدرات, فليس كل من يقدر أن يكون عالماً يريد أن يكون عالماً. فمنهم من يريد الدنيا ومنهم من يريد الآخرة. فليس هذا هو المعيار.
وبخصوص النقطة الخامسة فقد ذكرت لك إمكانات المتقدمين في هذا المجال, ولكن هذا مستوى قل من يبلغه, ولكن الكثيرين في دورات القراءة السريعة يكسرون حاجز الألف كلمة في الدقيقة والله أعلم. أما بالنسبة للقراءة المسماة "ضوئية" (والصواب هو "القراءة التصويرية") فالأمر بالنسبة لها مختلف, حيث أن السرعة ليست هي الهدف الأساسي لها بل هدفها اختصار وقت القراءة وزيادة الاستيعاب والفهم في نفس الوقت.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[09 - 09 - 06, 12:06 ص]ـ
جرب أخي القاهري .... و طور حفظك بطرقهم ... و اعمد إلى كتاب نتفق نحن و انت عليه لتحفظه بمدة معلومة ...
و سنختبرك أخي بعد ذلك فيما حفظت ...
ما رأيك؟:)
الطريقة السليمة لاختبار نجاح تلك الدورات هي اختبار شخص قبل الدورة وبعدها, وليس المقارنة بين شخصين أحدهما شارك فيها والآخر لم يفعل. أما بالنسبة لاقتراحك فهو لا يقيس نجاح الدورة فقد يكون أحد الأشخاص ذاكرته أقوى من الآخر بأربعة أضعاف مثلاً, فيشارك الأخير في الدورة فيصير الفارق بينهما هو الضعفين فقط. فهذا لا يعني عدم نجاح الدورة بل على العكس, فمازال الأول أحفظ من الثاني ولكن الثاني تقدم.
والله المستعان
¥