1 - ان من يتقدم الى هذه الدورات بكل انواعها يكون عنده الرغبة .. وهذا هو نصف النجاح
2 - ان الناس لهم قدرات: على نوعين
1 - عقلية 2 - بدنية ,وهذا ليس لنا علاقة به لانه اصلا لا يلزمه هذه الامور
اصحاب القدرات العقلية على قسمين:
1 - إدراك (فهم) 2 - احتواء (حفظ)
وهذه القدرات أيضا على شقين:
1 - جبلى 2 - مكتسب
فالناس جميعا فيهم الحد الادنى من كل الصفات الجبلية ثم هم فيها يتفاوتون بعد ذلك لاسباب
عدة ,وإن شاء الله اضرب أمثلة لا جدل فيها ثابتة عند سلفنا,
فكل الناس يفهم ولكن يتفاوتون فى نوعية الفهم ولوازمه ,مثال:
دخلت امرأة المسجد على زمرة من المحدثين منهم يحيى ابن معين واقرانه, فسألت قائلة,
إنى أغسل الموتى إنى أحيض فهل يجوز لى أن اغسلهم؟
ففهموا سؤالها وموطن الشاهد فيه ,لذا لم يجب احدهم خطأ بداءة ثم لم يعرفوا الجواب سكتوا
حتى صادفهم أبو ثور داخلا المسجد فأشاروا إليه فسألته فقال: إن حيضتك ليست فى
يدك ,فقال المحدثون نعم.حدثنا به فلان عن فلان حتى عائشة ...... الحديث.
فما وقع من أبى ثور يسمى فهم استحضار (أو تضمن) , وما وقع من ابن معين وأصحابه يسمى فهم الاجمال أو التطابق ,
ومثل ذلك ما وقع بين داود وسليمن عليهما السلام ,
وما وقع من ابن عمر عندما سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن النخلة فما أدركها من كل الصحابة إلا ابن عمر وكان أصغرهم, والأمثلة فى هذا الباب كثيرة.
وبالنسبة للحفظ,
حفظ الشافعى الموطأ فى تسع ليال وبالرغم من هذا قال لإسحق ابن راهويه:
لو أحفظ مثل ما تحفظ لما وقف أمامى أحد من الناس, قال السخاوى فالشافعى يحفظ استحضارا
وابن راهويه يسرد الحديث سردا ببابه وهذا لم يؤته الشافعى مثلما لم يؤت ابن راهويه قوة الاستحضار.اه
قلت: على هذا يستطيع الشافعى ان يسرد ولكن ليس كسرد ابن راهويه وكذا يفهم ابن راهويه
ولكن ليس كفهم الشافعى.
فيكفيك ان احد العلماء استخرج من حديث (يا أبا عمير ما فعل النغير) اكثر من ستين فائدة
وأحيل أخوانى على تفسير السعدى رحمه الله لتروا كم الفائد التى يخرجها الشيخ من الاية الواحدة.
يتبع ....
نرجع إلى اصل الموضوع وهو:هذه الدورات.
فكل إنسان يستتطيع أن يحفظ ولكن له حد أدنى وحد أعلى , وهناك أيضا طرق للمذاكرة والقراءة والحفظ بل للمراجعة ايضا كما ذكر الاخوة من قبل ,
ففائدة هذه الدورات أنها تعلمك كيف تستثمر قدراتك , مثال:
يحفظ أخى بيت الشعر قراءة من مرتين وأحفظه أنا سماعا من مرة واحدة وقراءة من أربع مرات,
فأخى يحفظ بالذاكرة البصرية وأنا أحفظ بالذاكرة السمعية,
فأنواع الذاكرة
1 - سمعية 2 - بصرية 3 - الكتابة 4 - الفهم
فأنت عندما تشترك فى إحدى هذه الدورات يتم تنمية الوعى لاستغلال القدرات المعطلة
وزيادة كفائتها كالعضلات بالضبط ,فلكى تنمى اى عضلة ,عليك أولا ان تعلم بوجودها ثم
تتعلم كيف تمرنها, مثال:
بائع الخضرة يستطيع ضرب رقمين فى ثلاثة أرقام فى ثوان وقد يكون أميا.
هذه مشاركة بسيطة لعلها ان تفضى الى ان من يريد التكلم فى هذا الموضوع خصوصا ان يتكلم
بعلم, وكما قال ابن حجر: من تكلم فى غير فنه أتى بالعجائب.
تتمة ......
بالنسبة لما يذكر من أن هناك من يحفظ القرءان فى ايام وهذه الامور الفائقة فهى حقائق
ولكن عند النوادر فقط وهم قلة وأصحاب هذه الدورات عندما يكتشفون امثال هؤلاء يقومون بنشر
هذه الامور من باب التحفيذ, ولقد رأيت منها بعض الامثلة الحقيقية , اذكر منها
أخو زوجتى وهو طفل صغير فى الحادية عشر من عمره يحفظ الصفحة الواحدة من المصحف من مرة واحدة بل ويحفظ الايات بأرقامها ولقد اختبرته بنفسى ما شاء الله عليه يحفظ كل ما يسمع
أو يقرا من مرة واحدة , ويحفظ جدول المباريات وأرقام الاعبين وارقام الهواتف ,
يتبع ..
تتمة,
قد تهكم بعض الاخوة قائلين هل كان الامام احمد يعرف هذه الدورات!
أقول لهم انى سائلكم هل كان معاذ بن جبل رضى الله عنه يعرف اصول الفقه عندما كان يفتى,
ام كان ابن مسعود رضى الله عنه يعرف التجويد عندما كان يقرأ القران ,
ام درس على رضى الله عنه الفرائض, ام درس حسان بن ثابت رضى الله عنه العروض حتى ينظم الشعر ,ام عرف ابن عباس رضى الله عنه المضاف اليه والكناية والاستعارة عندما كان يفسر القران؟
كل هذه العلوم وضعية ,اشتقتها العلماء من الحال والمقال والادلة لتقريب العلوم , ولا أريد ان اخوض فى تاريخ نشأة كل فن.
كذلك الحفظ فالسلف لم يكن يتكلفونه, وأذكركم بما ذكره السيوطى فى الاتقان:
عند مناظرة ابن عباس رضى الله عنهما للخوارج وعلى رأسهم نافع بن الازرق فجاء عمرو بن أبى ربيعة وتلا عليه قصيدة من سبعة وستين بيتا فحفظها ابن عباس من مرة واحدة,
لذا قد نحتاج فى هذا العصر الى عملية تنشيط للعقل ومعرفة طرق الحفظ ونحو ذلك ,
وبالنسبة للاخ الذى يقيس هذه الدورات بحفظ الشناقطة , ولا أقصد ان اضعه فى موضع اهانة:
انت لست مضطرا لهذه الدورات ,أما ان كان هناك محاذير شرعية فيجب عليك ان تحذرنا منها مشكورا مأجورا إن شاء الله.مع ذكر الادلة طبعا:) ,
وعذرا على الاطالة.
¥