تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحكم بالوجوب أو التحريم أو التحليل إلى الله وحده كما قال تعالى (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب) فالأمر في التكفير والعصمة إلى الله تبارك وتعالى وأعني بالعصمة يعني الإسلام الذي يعصم الإنسان به دمه وماله هو إلى الله إلى الله وحده فلا يجوز إطلاق الكفر على شخص لم تثبت في حقه شروط التكفير وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام (أن من دعا رجلا بالكفر أو قال يا عدو الله وليس كذلك فإنه يعود هذا الكلام على قائله يكون هو الكافر وهو عدو الله) فليحذر الإنسان من إطلاق التكفير على من لم يكفره الله ورسوله وليحذر من إطلاق عداوة الله على من يكن عدوا لله ورسوله وليحبس لسانه فإن اللسان آفة الآفات ولهذا لما حدث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل بما حدثه به عن الإسلام قال له عليه الصلاة والسلام (ألا أخبرك بملاك ذلك كله قال بلى يا رسول الله فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه وقال كف عليك هذا كف عليك هذا) يعني لا تطلقه أحبسه قيده فقال يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به يعني هل نحن مؤاخذون بما نتكلم به فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) ولهذا يجب على الإنسان أن يكف لسانه عن ما حرم الله وأن لا يقول إذا قال إلا خيرا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) والخلاصة أن مسألة التكفير والعصمة ليست إلينا بل هي إلى الله ورسوله فمن كفره الله ورسوله فهو كافر ومن لم يكفره الله ورسوله فليس بكافر حتى وإن عظمت ذنوبه في مفهومنا وفي أذواقنا الأمر ليس إلينا الأمر في هذه الأمور إلى الله ورسوله ولا بد للتكفير من شروط معلومة عند أهل العلم ومن أوسع ما قرأت في هذا ما كتبه شيخ الإسلام رحمه في فتاويه وفي كتبه المستقلة فأنصح السائل وغير السائل أن يرجع إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيميه لأنه وأقولها شهادة عند الله أوفى رأيت كلاما في هذه المسألة العظيمة.

بارك الله فيكم

أمة الله

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[16 - 12 - 05, 05:02 ص]ـ

معنى العذر بالجهل أخي هو أن يأتي الرجل شيئا من المعصية بدرجاتها المختلفة ويكون ذلك عن جهل فيعذر بجهله أي لا تجرى عليه أحكام مرتكب هذه المعصية.

وهذا له ضوابطه، فليس كل جهل معتبرا في هذا الأمر، هناك معلوم من الدين بالضرورة لا يجوز ادعاء الجهل فيه، وهناك جهل ناتج عن تقصير في تحصيل العلم، ففي العذر به تفصيل، وهناك جهل يعذر به العلماء الرجل،.

وهذه المسائل وغيرها صنفت فيها المصنفات وإنما احببت ان اجيبك على أول شيء في سؤالك وهو المفهوم، وقد تكفل الأخ أبا فهر بإرشادك إلى بعض هذه الكتب ولعل من أيسرها كتاب الشيخ أحمد فريد فراجعه.

وتكفلت أختن االسلفية بنقل رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. والله الموفق.

=

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير