[البدر التمام في آداب الفتح على الإمام]
ـ[رابح]ــــــــ[16 - 08 - 04, 02:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[البدر التمام في آداب الفتح على الإمام]
تأليف
أبي عبد الرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
به ثقتي وعليه اعتمادي وهو حسبي و نعم الوكيل
عونك اللهم وتأييدك، ورب يسر وأعن يا كريم
الحمد لله الذي خلق الموت و الحياة، يسر للعبد سبل الطاعة وهداه، وأنعم عليه بنعم شتى وأولاه، و خصه بعبوديته من دون الخلائق وأدناه، وعرفه عن طريق رسله كيف يعبد الله، و جعل أعظم أعماله خضوع الجوارح و سجود الجباه، و في الحديث ": أن خير أعمالكم الصلاة"، و الصلاة و السلام على من صلى و قام، وسبح في شاطئ الحب فبلغ المرام أضاء ليله بأنوار القيام، و انجلت عن طاعته سحائب الظلام، حتى اشتاقت نفسه مقابلة القدوس السلام، صلى الله عليه و على آله و أصحابه السادة الكرام؛ أما بعد:
فإنه من المعروف لدى كافة المسلمين أن أعظم و أهم العبادات بعد توحيد الرب تعالى هي: الصلاة، وقد بين النبي صلى الله عليه وآله و سلم أحكامها خير بيان، بل أتبع هذا البيان النظري ببيان عملي فقال صلى الله عليه وآله و سلم ": صلوا كما رأيتموني أصلي"، و إن من المعروف أيضا أن الخطأ و السهو واردان على بني آدم حتى الأئمة في الصلاة،و قد سها رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم في صلاته، إما لحكمة التشريع، أو لإظهار بشريته صلى الله عليه وآله و سلم، أو لحكمة أخرى لا نعلمها و يعلمها الحكيم الخبير، و من أجل هذا شرعت سجدتا السهو جبرا لصلاة العباد أو ترغيما للشيطان، كما في الحديث، وكما سيأتي بيانه بحول الله و منته، و قد حوت كتب الفقه أبوابا خاصة بالسهو في الصلاة و أحكامه،
غير أني دائما ما أجد صعوبة كبيرة في البحث عن ما يخص الفتح على الإمام إذا وهم، أو أخطأ حال قراءته للقرآن في الصلاة، لا سيما إذا دخل شهر رمضان الفضيل، و بدأ أئمة المسلمين، في الصلاة، جزاهم الله خيرا، يطيلون القراءة في القيام، و ما يسهو أحدهم في آية، أو كلمة حتى يسارع القاصي و الداني، و الكبير و الصغير، في تصحيح خطأ الإمام غفر الله له، و يحدث من التشويش على المصلين، بل على الإمام نفسه، ما الله عز و جل به عليم، فأردت أن أبحث هذا الأمر لنفسي أولا، ثم لمن أراد أن ينتفع به من إخواني المسلمين، سائلا المولى جل في علاه أن يتقبل مني هذه الكلمات بقبول حسن، وأن يجعلها ذخرا لي يوم القيامة يوم لاينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
و الله أرجو في أموري كلها معتصما في صعبها و سهلها
و كتب
أبو عبد الرحمن
الخامس من رمضان الفضيل لعام 1421من هجرة من له العز والشرف
إيقاظ
في وجوب تعهد كتاب الله عز وجل بالرعاية والعناية
لا يشك مسلم أن حفظ القرآن الكريم في صدر العبد منحة ربانية، وعطية إلهية، يصطفي بها الله عز وجل من شاء من خلقه، وهى نعمة تستحق مزيد الشكر والثناء على المنعم سبحانه وتعالى، فأى عطية وأى منحة أعظم بعد الإيمان من أن يحفظ العبد رسالة ربه وكلام خالقه في قلبه وهو أفضل الكلام، جمع فيه سبحانه وتعالى كل ما يحتاج اليه من أخبار الأولين والآخرين والمواعظ والأمثال والآداب ضورب الأحكام، والحجج القاطعات الظاهرات في الدلالة على وحدانية الله تعالى وغير ذلك مما جاءت به رسوله الدامغات لأهل الإلحاد الضلال الطغام، وضاعف الأجر في تلاوته وأمرنا بالاعتناء به والإعظام، وملازمة الآداب معه وبزل الوسع فى الإحترام.
وحري بمن أولاه الله تعالى هذه النعمة أن يشكرها ولا يكفرها بالمحافظة عليها، وتعاهدها من الضياع والنسيان، والتفريط بأمرها ولا سيما إذا كان الإنسان من المتصدرين لإمامة المسلمين في الصلاة، أو من المتعهدين لأمر الدعوة والإرشاد و النصيحة لهذه الأمة المباركة.
و يتأكد هذا الأمر في حق الأئمة في أوقات طول القراءة في الصلاة؛ كصلاة الصبح، و التراويح، و الكسوف، و غيرها.
و من المعلوم ان النسيان أمر فطري في الإنسان، و ما سمي الإنسان لإلا لكثرة نسيلنه، و في العادة هو يختلف باختلاف الأشخاص فيقل و يكثر بحسب ما فاوت الله تعالى بين العباد في قوة ذاكرتهم و ضعفها.
¥