تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثُمَّ اتجهتَ لنشرِ العلمِ مُجتهداً ... تهديْ الشبابَ الذيْ في الأرضِ ينتشرُ

وكُنتَ في الدارِ (7) للطلابِ خيرَ أبٍ ... وخيرَ شيخٍ يُواسيهمْ ويصطبرُ

وروضةُ الخيرِ (8) كمْ أصغتْ بِها أٌذٌنٌ ... وأنتَ تشرحُ ما يقضيْ بِهِ الوطرُ (9)

وكُنتَ للبازِ (10) عَوناً في قِيادتِهِ ... سفينةُ العلمِ والتاريخِ مُسْتَطِرُ

وجُلتَ في مَشرِقِ الدُّنيا ومَغْربها ... تسقيْ القلوبَ هدىً كالمزنِ ينهمرُ

لقد عرفتُك في الأسفارِ عنْ كثبٍ ... أبدى خلالكَ لِيَ يا شيخنَا السَّفَرُ

حلْمٌ ولينٌ وإيثارٌ ومرحمةٌ ... وذِلةٌ أصلها القرآنُ والأثَرُ

كانت رياضكَ والقرآنُ بُغيتُنا ... تسعينَ (11) فجراً فطاب الغيثُ والثَّمرُ

سَالتْ دُموعكَ في الحمرا وقرطبةٍ ... على مآذِنَ تنعاك والأفلاك والقمرُ

جلَّ المصابُ وعمَّ الخطبُ يا عمرُ ... فالأرضُ تبسطُ منْ علمِ وتختصرُ

والدارُ قد أظلمتْ أرجاؤُها حزناً ... وطالبو الدار كالأيتامِ قد وُتِروا

وأطرقَ الغربُ مثل الشرق أسفٍ ... على فِراقِك إذ وافى بهِ الخبرُ

ونحنُ ننعاك للدنيا وواجبُنا ... أن نرتضيْ مَا بهِ قدْ أُنزل القدرُ

فالموتُ حقٌّ وما في الخلقِ منْ أحدٍ ... بمُفلتٍ منهُ لا جِنٌّ ولا بشرُ

والله نسألُ أن تغشاك رحمتُه ... وأنْ تنال الرضا والفوزَ يا عُمرُ

ولقد رثاه الشيخ إبراهيم جالو محمد الطالب بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية في منظومة بعنوان:

وداعاً لعالم الروضة

للهِ في الخلق ما وَّفى وما يذرُ ... هو المُميت كمَا قد أثبتَ الخبرُ

لا شيء يْبقى إذا ما جاءه أجلٌ ... ولا يُعجلُ إن لمْ يأتِهِ القدرُ

إن الحياةَ وإن طالت مُطيبةً ... للمرء يوماً أتاهُ الموتُ أو ضررُ

هي الدُّنا إنِّها دارٌ مزخرفةٌ ... أعظمْ بهَا غرراً ما فوقهُ غررُ

أين النبيونَ أتقى الناس قاطبةً ... قدْ غادروا ساحةَ الدنيا وما انتظروا

وأين أصحابهم أبطالُ أُمتهمْ ... خيرُ البريةِ إنْ غابُوا وإنْ حضروا

أينَ الرسولُ رفيعُ الشأن ذُو كرم ... وأين صاحبُهُ الصديق أو عمرُ

وأين عثمانُ ذُو النورين بعدهمُ ... أو أينَ عليٌّ كلُّهمْ غبَرُوا

لله دركَ حياًّ كنتَ يا عمرُ ... أو بعدَ موتٍ فما ألهاكمُ الغُررُ

إن الذي وهَبَ المُختارَ روضتهُ ... أعطاكَ منْ عِندهِ خيراً لهُ أثرُ

الكُلُّ يمْدحكمْ قبلَ الوفاة كَذَا ... بعد الوفاةِ , فلنْ ينساكم البشرُ

أسستم الخير في دارِ الحديثِ على ... نهج النبيِّ , وأس الخير مُنتصرُ

حاربتُم الشرَّ من شركٍ ومنْ بدع **حتى يُرى الحقُّ حقاًّ وهوَ يزدهِر

نشرتُم العلمَ دهراً في مجالسِكمْ ... طُوبى لسعيكم المشكور يا عُمرُ

العالمُ الجهبذُ النحريرُ ذُو كرمِ ... أفعالكمْ عظةٌ أقوالكم دررُ

قال النبيُّ وقال الله ديدنكمْ ... لا قالَ غيرُهُما جنٌّ ولا بشرُ

يا حلقةَ العلم غابتْ كنت قائِدها ... قدْ زانها الجِدُّ والأخلاقَ والعبرُ

منْ ذا لدارِ الحديثِ الغُر بعدكمُ ... ومن لروضتنا قد غِبتُمُ عُمرُ

من للصحيحن يا فاروقُ بعدكمُ ... وللمواعيظِ والتحديثِ مُنتظرُ

أو من لدرسِكُمُ بعدَ الصلاةِ إذا ... جمعٌ غفيرٌ من الطلابِ قد حضروا

لله قبرٌ حوى في طيهِ قَمَراً ... أعظم به خطراً ما فوقه خطرُ

لم يُخطئ المرءُ فيما قالهُ أملاً ... تبكي على عُمرَ , الروضُ والحُجرُ

يا آل فلاةَ صبراً نِلتم أجراً ... على الهموم , وخيرُ الناس مُصطبرُ

سلمْ وصَلِّ على خير الخلائق يا ... ربِّ الخلائِق من يُفني ومنْ يَذَرُ

رحم الله شيخنا العلامة المحدث أبا محمد عمر بن محمد فلاته

رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورزقه شفاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وجمعنا معه في دار كرامته والحمد لله رب العالمين


[1] انظر لترجمته " علماء ومفكرون عرفتهم " للشيخ محمد المجذوب – رحمه الله – ت 1420 هـ.
-محاضرة مسجلة للعلامة الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد ألقيت في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعنوان: كيف عرفت الشيخ عمر – رحمه الله.
- نشرة تعريفية بدار الحديث أعدها الشيخ عمر نفسه
- مقالة للأستاذ عبدالله بن عبدالرحيم عسيلان , نشرت في جريدة المدينة
- مقالة للأستاذ ناجي محمد حسن الأنصاري , نشرت في جريدة المدينة
- إجازة الشيخ لتلاميذه
[2] وسأترجم له فيما بعد إن شاء الله.
[3] شيوخه مذكورون ضمن إجازته المكتوبة للشيخ عمر فلاته – رحمه الله – في ثبته (عقد اللآلي في الأسانيد العوالي " طبع سنة 1379هـ.
[4] انظر " مختصر رياض أهل الجنة بآثار أهل السنة " لعبدالباقي البعلي الحلبي ص79 , ومقدمة الناشر , و " إتحاف الإخوان باختصار مطمح الوجدان في أسانيد الشيخ عمر حمدان " ص 103 - 104
[5] وجزاه الله خيراً على هذا التفصيل الدقيق على طريقة المحدثين وعلى إفادتي ببعض المعلومات عن الشيخ رحمه الله.
[6] هذا من التوسل المشروع بالأعمال الصالحة , وهو من المرغوب فيه , كما في حديث أصحاب الغار وغيره.
[7] دار الحديث بالمدينة
[8] روضة المسجد النبوي التي كانت غالب دروسه بجوارها
[9] إشارة إلى نيل الأوطار الذي استمر في تدريسه , وكذا سبل السلام , وكثير من أمهات السنة.
[10] سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
[11] إشارة إلى الأيام التي قضيتها معه في السفر في رحلتين قرر رسمياً – لكل رحلة منهما 45 يوماً وقد كانت في الواقع أكثر من ذلك.

ــــــــــــــــ
المصدر:
http://saaid.net/Warathah/1/falatah.htm
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير