[ماهي ضوابط تكفير المعين؟؟؟؟؟]
ـ[محب المشايخ]ــــــــ[18 - 12 - 02, 02:30 م]ـ
ماهي ضوابط تكفير المعين؟؟؟؟؟ وجزاكم الله خبرا
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[18 - 12 - 02, 05:17 م]ـ
موضوع مهم وخطير،
وإليك الجواب أخي الكريم من كتاب (منهج ابن تيمية في مسألة التكفير)، تأليف الدكتور عبد المجيد بن سالم بن عبد الله المشعبي، وقبل أن أشتري الكتاب سألت عنه شيخنا الشيخ عبد الرزاق العباد - حفظه الله - فأثنى عليه خيرا،
(وليس هو الثناء الكبير، لكن قال: يستفاد منه، أو هو جيد، أو نحو ذلك من العبارات، وكأنه ما قرأه كاملا)،
وهو بحث علمي مقدم للجامعة الإسلامية (أظنه لنيل درجة الدكتوراة)، ذكر فيه في الجزء الأول، من صفحة (189) إلى صفحة (273) ضوابط تكفير المعين عند شيخ الإسلام ابن تيمية،
وذكر أن تكفير المعين عند شيخ الإسلام له شرطان:
1) أن يقصد المعين بكلامه المعنى المكفر، قال شيخ الإسلام بن تيمية [الرد على البكري (341):
" أن يقال لا نسلم أن المقصود إذا صح يكفر المعبر بعبارة يقال إنها سيئة وهذا قول لم يقله أحد من أئمة المسلمين بل هم مجموعون على نقيضه و أن المسلم إذا عنى معنى صحيحا في حق الله تعالى أو الرسول
ولم يكن خبيرا بدلالة الألفاظ فأطلق لفظا يظنه دالا على ذلك المعنى و كان دالا على غيره أنه لا يكفر و من كفر مثل هذا كان أحق بالكفر فإنه مخالف للكتاب و السنة و إجماع المسلمين وقد قال تعالى لا تقولوا راعنا وهذه العبارة كانت مما يقصد به اليهود إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم و المسلمون لم يقصدوا ذلك فنهاهم الله تعالى عنها ولم يكفرهم بها و المطلق لمثل هذا على الله لا يكفر فكيف على الرسول صلى الله عليه وسلم " اهـ.
(ومؤلف الكتاب لم ينقل النص بهذا التمام، ولكنه اجتزأ على بعضه، وأنا نقلته كاملا).
2) قيام الحجة، (قلت: والمراد بالحجة هي الدليل من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو قول الصحابي، والمراد بقيامها بلوغها للمعين، وفهمها) ومعنى هذا الذي ذكرته موجود في كلام المؤلف،
وفي اشتراط قيام الحجة للتكفير يقول ابن تيمية – رحمه الله -: " وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة " اهـ من الفتاوى (12/ 466).
ومن كلام ابن تيمية الأخير يظهر أن قيام الحجة فقط لا يكفي، بل ينبغي إزالة الشبهة أيضا.
وهذا ما نبه إليه المؤلف أثابه الله تعالى.
وقد ذكر المؤلف أدلة اشتراط بلوغ الحجة نقلا عن شيخ الإسلام ابن تيمية أذكر منها دليلا واحدا وهو قوله تعالى: " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا "،
(قلت: ووجه الاستشهاد من الآية على كل ما ذكر أن الله عز وجل لا يعذب عباده إلا بعد بعثة الرسل، والمراد بعثتهم إلى المعينين، وإلا لو كان مطلق البعثة – سواء وصلت الحجة المعين أو لم تصله – لم يكن فرق بين البعثة وغيرها، إذ المراد من البعثة وصول الحجة إلى المبعوث إليهم، ثم إن وصلت الحجة ولم يفهمها المعين لم يحصل المطلوب، لأنه في هذه الحالة كمن لم يبعث إليه، إذ المراد من الكلام معناه، وهو الغاية، واللفظ وسيلة، فبلوغ الوسيلة دون الغاية كلا شيء، والله أعلم)
قلت هذا من فهمي وليس هو منقولا عن شيخ الإسلام، ولا عن المؤلف، فليتنبه.
هذا ما ذكره المؤلف بخصوص شروط التكفير، ثم ألحق المؤلف بهذا المبحث مبحثا آخر متمما له وهو موانع التكفير عند شيخ الإسلام ابن تيمية، وذكر فيه أربعة موانع هي:
1) الخطأ، والدليل عليه قوله تعالى: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ".
2) الجهل، لقوله تعالى: " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ".
3) العجز، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -:
" فمن ترك بعض الإيمان الواجب لعجزه عنه: إما لعدم تمكنه من العلم، مثل أن لا تبلغه الرسالة، أو لعدم تمكنه من العمل لم يكن مأمورا بما يعجز عنه، ولم يكن ذلك من الإيمان والدين الواجب في حقه،
وإن كان من الدين والإيمان الواجب في الأصل، بمنزلة صلاة المريض والخائف والمستحاضة وسائر أهل الأعذار الذين يعجزون عن إتمام الصلاة فإن صلاتهم صحيحة بحسب ما قدروا عليه، وبه أمروا إذ ذاك،
وإن كانت صلاة القادر على الإتمام أكمل وأفضل، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف في كل خير) "
اهـ من الفتاوى (12/ 479).
4) الإكراه: وذكر المؤلف له أربعة شروط:
الأول: أن يكون فاعل الإكراه (المكرِه) بكسر الراء، قادرا إيقاع ما يهدد به، والمأمور عاجزا عن الدفع، ولو بالفرار.
الثاني: أن يغلب على ظن المكرَه (بفتح الراء) أنه إذا امتنع أوقع به ما هدده به.
الثالث: أن يكون ما هدده فوريا، أو بعد زمن قريب جدا، أو جرت العادة أنه لا يخلف ما هدده به.
الرابع: أن لا يظهر من المأمور ما يدل على اختياره.
ثم ذكر الدليل على اعتبار الإكراه مانعا من التكفير وهو قوله تعالى: " من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ".
والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
(تنبيه): حيث وجدت في هذا الكلام كلمة (المؤلف) فالمقصود بها مؤلف كتاب:
(منهج ابن تيمية في مسألة التكفير).
¥