تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 03 - 08, 09:19 ص]ـ

مراجعة تركية للأحاديث النبوية "برؤية عصرية"

محمد حامد

جورميز قال إن عددا من

الأحاديث يحتاج إلى

إعادة تفسير

قاربت تركيا على الانتهاء من مشروع لمراجعة وتنقيح الأحاديث النبوية الشريفة وإعادة تفسيرها لجعلها "أكثر توافقا مع مستجدات القرن الحادي والعشرين" الميلادي، حسبما نقلت وسائل إعلام بريطانية اليوم الأربعاء عن مسئول تركي.

وتوقعت المصادر نفسها أن يثير المشروع ضجة في الأوساط الإسلامية داخل وخارج تركيا وأن يغير بشكل جذري الطريقة التي تفسر بها تعاليم الإسلام، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن حكومة رجب طيب أردوغان في تركيا تسعى من وراء هذا المشروع إلى "إبراز وجهها الإصلاحي".

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن السلطات التركية توشك حاليا على الانتهاء من المشروع الذي وضعت بذرته قبل منذ 3 سنوات تحت اسم "المراجعة الجذرية لأحاديث وأقوال وأفعال النبي محمد" صلى الله عليه وسلم.

طالع أيضا:

ضوابط نقد الحديث بين السند والمتن

ويهدف ذلك المشروع الذي كلفت به وزارة الشئون الدينية -السلطة الدينية الأعلى بتركيا- حوالي 80 عالما دينيا وأستاذا بجامعة أنقرة "للقيام بعملية مراجعة شاملة للأحاديث النبوية لحصر الأحاديث التي يتم استخدامها كمبرر لأمور منها معاملة النساء بصورة قمعية، من أجل تنقيتها ووضعها في صورة تتفق مع العصر الحديث"، بحسب الصحيفة.

التوافق مع القرن الـ21

ونسبت "فايننشال تايمز" إلى مسئولين أتراك قولهم: "هناك بالفعل عدد لا يستهان به من الأحاديث منسوبة إلى النبي محمد زورا، وحتى بعض الثابت صحتها عنه بحاجة إلى إعادة تفسير".

وصرح محمد جورميز نائب مدير وزارة الشئون الدينية للصحيفة عبر الهاتف بأن "الهدف من إعادة التفسير هو جعل الأحاديث أكثر توافقًا مع مستجدات القرن الحادي والعشرين"، واستطرد "الهدف الرئيسي هو توصيل المعنى الصحيح لمن يعيشون الآن".

من جانبها، رأت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن هناك جانبا "ثوريا" لهذا المشروع الذي "سيغير بشكل جذري الطريقة التي يتم بها تفسير تعاليم الإسلام"، باعتبار أنه يتعلق بالسعي لإعادة تفسير الأحاديث الصحيحة، وهي أهم مصدر لتفسير القرآن والقواعد الشرعية، بما يتوافق مع متطلبات العصر.

ونقلت "بي بي سي" عن جورميز مثالا توضيحيا ساقه لعملية إعادة التفسير فقال: "هناك أحاديث تمنع النساء من السفر أكثر من 3 أيام دون إذن أزواجهن .. إنها أحاديث صحيحة .. لكنه ليس منعا دينيا، بل أحكام جاءت بناء على حالة السفر في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي كان محفوفا بالمخاطر على عكس اليوم .. إلا أن الناس توارثوا أحكامًا لم يكن مقصودا منها إلا حماية النساء في حقبة محددة".

ويبرر المشرفون على المشروع لـ"بي بي سي" إقدامهم على مثل هذه الخطوة بنتائج "أبحاث أكاديمية جدية أظهرت غاية الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك المنع، فينقلون عنه ما معناه أنه أعرب عن أمله في "أن يأتي اليوم الذي يمكن لامرأة فيه السفر وحدها".

لكن جورميز في حديث آخر مع صحيفة "ذا ديلي تليجراف" البريطانية قال: "إن حقوق المرأة والعنف –كما يدّعي أناس– ليست هي السبب في هذا المشروع .. إنه مشروع أكاديمي (لإعادة تفسير الأحاديث) والمرأة والعنف مجرد جزء كباقي الأجزاء".

الوجه الإصلاحي لتركيا

وفي السياق ذاته، يقول فيلكس كرونر أحد مستشاري المشروع: "إن العديد من أحاديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) تم تلفيقها بعد وفاته بقرون لخدمة مصالح معينة .. للأسف، يمكنك تبرير أي شيء باستخدام حديث نبوي ملفق، بما في ذلك بتر أعضاء النساء التناسلية تحت مسمى أن ذلك ختانًا".

والحقيقة من وجهة نظر كرونر هو أن "ثقافات متتالية، معظمها من المحافظين، استغلت الدين الإسلامي لدعم عدة أشكال من السيطرة داخل المجتمع".

وتابع: "تسمع الكثيرين يقولون أمورا ويدافعون عنها بالقول إن ذلك ما أمر به النبي، لكن من الممكن تاريخيًا تفسير الظروف والحيثيات التي صنعت فيها أحاديث وأُقحمت في الدين افتراء".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير