واعتبرت "فايننشال تايمز" أن هذا المشروع يأتي "في إطار حرص تركيا على إبراز وجهها الإصلاحي". وتوقعت صحف بريطانية أن يثير الإعلان عنه جدلا واسعا في الأوساط الإسلامية داخل وخارج تركيا.
من جانبها، نقلت "ذا ديلي تليجراف" عن شخصيات تركية قولها: "إنه جزء من مخطط أمريكي لمحاربة عناصر الإسلام التي يعتبرونها متشددة"، لافتة النظر إلى أن أنقرة حليف قوي لواشنطن في "الحرب على الإرهاب".
أما صحيفة "ذا جارديان" البريطانية فعلقت علي المشروع قائلة: "إن هذه الممارسة لإصلاح الفقه الإسلامي التي ترعاها حكومة رجب طيب أردوغان الإسلامية المعتدلة ينظر إليها باعتبارها حملة لكسر الثوابت وإقامة شكل لإسلام القرن الـ21 تنصهر فيه المعتقدات والتقاليد الإسلامية مع الأساليب والمبادئ الفلسفية الأوروبية والغربية".
ورأت "أن هذه التجربة الطموحة يمكن أن تقلل التمييز ضد المرأة وتلغي بعض الحدود في الشريعة الإسلامية كالرجم وبتر أعضاء (الختان) وإعادة تعريف الإسلام كقوة معاصرة وديناميكية في هذا البلد الممتد بين الشرق والغرب".
ووصف أحد الخبراء الأتراك في المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية المشروع بأنه محاولة لجعل الإسلام السني التركي "متوائما تماما مع القيم الاجتماعية والأخلاقية المعاصرة".
ونقلت عنه "ذا جارديان" أن هذه الخطوة بمثابة "عودة إلى الإسلام الأصيل بعيدا عن التحفظ الزائد الذي أحبط كل الإصلاحات في القرون القليلة الماضية، وأن ما يحدث قريب الشبه بالإصلاح المسيحي .. إن لم يكن نفسه".
وقال أحد المعلقين الأتراك الذين كتبوا في الشأن الديني في تركيا المعاصرة: "إن المشروع عكس حقيقة أن الناس الذين يتكلمون نيابة عن الإسلام في تركيا يجب أن يضعوا في حسبانهم الأفكار المعاصرة للمساواة في المجتمع".
وأعطت "فايننشال تايمز" بعدا آخر للمشروع حيث رأت أن جانبا كبيرا منه قام لخدمة هدف حكومة أردوغان الأساسي المتمثل في "انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي"، ورأت أن هذه الحكومة ذات الجذور الإسلامية "فعلت أكثر من أسلافها العلمانيين للقضاء على جرائم الشرف في الريف التركي وضمان المساواة في التعليم بين الجنسين".
"إسلام جديد"
وفي معرض تعليقه على المشروع رأى فادي حكورة الخبير البريطاني من مؤسسة تشاتام هاوس البحثية بلندن أن ما تقوم به تركيا الآن هو "تحويل الإسلام من دين يجب طاعة تعاليمه إلى دين يلبي متطلبات الناس في ظل ديمقراطية علمانية"، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية التي أشارت إلى أن "كلية الشريعة في أنقرة تقوم بهذا التجديد مستخدمة تقنيات النقد والفلسفة الغربية في التعامل مع الحديث".
ورفض حكورة تشبيه المشروع التركي بمشروع إصلاح الكنيسة الأوروبية قائلا: "ليس نفس الشيء بالطبع .. إذا دققنا النظر فيما تقوم به تركيا، فهو عبارة عن تغيير في جذور الدين .. تركيا كانت دائما تحاول تصميم حياة سياسية تتماشى مع الإسلام، لكنها الآن تريد تصميم إسلام جديد".
من جانبه يعقب د. محمد عبد اللطيف البنا مدير تحرير النطاق الشرعي بشبكة إسلام اون لاين علي المشروع التركي بقوله: "إن أي تجديد في شرع الله تعالى إن كان يعني إبرازه للناس، وبيان مقاصده، وتفعيله ليأخذ دوره في الحياة فإننا نرحب به".
غير أنه استدرك مضيفا: "أما إن كان يعني التبديد، والخروج عن القواعد الأساسية في التشريع الإسلامي، أو الخروج عن القواعد الدقيقة للحكم على الحديث فلن يسلم أحد بما جاءوا به".
الضوابط الشرعية
وأوضح البنا قائلا: "نريد بحق تفعيلا للتراث الإسلامي، وتنقية له وبيانا للصحيح من الباطل، من خلال متخصصين غيورين على شرع الله تعالى وفي نفس الوقت يدركون الواقع جيدا بما فيه .. أما التجديد بمعنى الحكم على الصحيح بالعلة، والفساد فلا يصح لأنه سيكون مناقضا للمنطق العلمي".
وعن القول بتكييف الأحاديث لتتوافق مع الواقع قال: "أما إعادة تفسير الأحاديث الصحيحة واختيار ما يصلح للفتوى فلا بأس بذلك مادام متفقا مع المنطق العلمي والضابط الشرعي".
ويأتي الكشف عن هذا المشروع في الوقت الذي يستعر فيه الجدل في تركيا مؤخرا بعد إقرار رفع الحظر عن الحجاب في جامعاتها بعد فترة حظر دامت لحوالي 28 عاما، وهو ما أحدث غضبا في الأوساط التركية العلمانية.
ويمثل المسلمون نسبة أكثر من 99% من جملة سكان تركيا البالغ عددهم حوالي 71 مليون نسمة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 03 - 08, 09:32 ص]ـ
لعل من الوسائل المهمة في صد هذه الهجمة الشرسة على السنة النبوية ووأدها في مهدها ما يلي:
1 - نشر هذا الأمر بين علماء السنة الغيورين وتبصيرهم به.
2 - كتابة عدد من الردود العلمية على مشروعهم هذا يتضمن دراسة أصولهم التي بنوا عليها هذه الفكرة والرد عليها وبيان مخالفتها لمنهج علماء الإسلام تجاه السنة النبوية.
3 - كتابة عدد من الرسائل باللغة التركية تتضمن إهمية السنة النبوية والتحذير من تغيير معانيها التي ذكرها العلماء في كتبهم جيلا بعد جيل.
4 - التواصل مع العلماء الغيورين في تركيا للوقوف ضد هذه الهجمة الشرسة.
يتبع إن شاء الله تعالى.
¥