تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العلوية، وهذا تعريف مؤقت، هي أحد المذاهب أو المدارس الدينية في الإسلام، وتمثّل تسمية غطاء لعدد كبير من الجماعات الدينية الشيعية، ويشكلون (5203) من السكان. معظم العلويين هم إثنياً ولغوياً أتراك انحدروا من وسط وشرق الأناضول وأطلقت عليهم عدة تسميات من قبيل القزلباش ( Kizilbash) والبكتاشية ( Bektashi) والتهتاجية ( Tahtaci) فضلاً عن تسميات أخرى لها طابع إثني مثل الزاز ( Zaza) إلخ، ويشمل مسمّى العلوية جماعات عدة متباينة مثل: الأتراك والعرب والأكراد والتركمان ( Turkomans) واليورك ( Yoruk) والتهتاجي ( Tahtaci) وتختلف نسب توزعهم الإحصائي بين الانتماءات المذكورة، غير أن المتفق عليه أن أكثرهم من الأتراك ويليهم الأكراد. ويواجه العلويون مشكلات عديدة، ذلك أن مفهوم الهوية لديهم غير محدّد أو متفق عليه بينهم، كما أن التوزع أو التنوع الإثني العرقي واللغوي يُوَسِّع دائرة الجدال الداخلي بينهم (وفي تركيا عموماً) حول أولوية الانتماء هل هي للأساس الديني أم للأساس الإثني؟

وقد واجه العلويون إقصاءً جغرافياً وسياسياً وبيولوجياً في فترة الدولة العثمانية التي لم تعترف بهم، بل قامت بحملات منظمة ضدّهم خلال عدة قرون، وقد دفعهم ذلك إلى تبني وتطوير نظام عقيدي وسلوكي بهدف الحفاظ على وجودهم الأمر الذي وصل بهم تاريخياً إلى طقوس دينية وتجليات ثقافية تختلف قليلاً أو كثيراً عن الطقوس الدينية والثقافية المعروفة تقليدياً في المجال الإسلامي.

مثلت الحركة الكمالية نقطة تحوّل هامة بالنسبة لهم، إذ أيدوا النظام العلماني للدولة الذي منحهم لأول مرة فرصة معاودة الاتصال بالبيئة الاجتماعية والسياسية المحيطة بهم، وأمسوا مواطنين كغيرهم، ولكنهم بحسب تقييمهم مازالوا مواطنين من الدرجة الثانية، لأن السياسة العامة تُمارس تمييزاً ضدهم في قضايا كثيرة على صعيد فرص العمل والإنفاق العام والخدمات ومواقع الإدارة، الأمر الذي دفعهم نحو اليسار السياسي. كما اتجه كثير من العلويين لبناء أو إعادة بناء هويتهم الخاصة في ضوء المفاهيم اليسارية والماركسية، أو لإحياء هوية دينية، وليس بالضرورة هوية إثنية بذاتها، يدفعهم إلى ذلك تنامي تهديد الأصولية الدينية السنية وضعف العلمانية ومحاباة النظام السياسي والدولة لقوى الإسلام السياسي على حسابهم، ولكن ثمة عامل أكثر حيوية أو جدية في الاتجاه نحو إحياء الهوية وهو ثورة المعلومات وانخراطهم المستمرّ والمكثف بالعالم.

لا تعترف الدولة بالعلويين كجماعة دينية، وبالتالي فليس لديهم، كعلويين، صلات جوهرية مع المؤسسات الرسمية، ولكن ثمة استثناءات إذ تذكر الباحثة إيما سنكلير ويب ( Emma Sinclair Webb) أن المسؤولين الأتراك يشاركون منذ فترة قصيرة في الاحتفالات الدينية للعلويين، خصوصاً في إحياء ذكرى وهي ، تقول سنكلير ويب: .

ولكن مع ذلك تُعتَبَر المساجد وأماكن النشاط الديني الأخرى الخاصة بهم ك غير قانونية من وجهة النظر الرسمية، وفي ضوء ذلك حاول عمدة اسطنبول عن حزب الرفاه (السابق)، بصورة غير مباشرة، إغلاقها! وعلاوة على ذلك، فإن الحكومة لا تقدم أي معونات أو مرتبات لرجال الدين والمؤسسات الخيرية الدينية للعلويين، وليس لديهم أي ممثل في إدارة الشؤون الدينية التي تمولها وتشرف عليها الحكومة. وهكذا فإن العلويين يفتقدون للحماية القانونية لحقوقهم أكثر من الجماعات الدينية الأخرى غير المسلمة، ومصدر القلق الأساسي لديهم هو عدم توافر الإرادة السياسية والقدرة لدى السلطات للاعتراف بهم كجماعة دينية وحمايتهم من المضايقات وأشكال الإساءة التي يتعرّضون لها من قبل جماعات التطرف الديني والمذهبي.

الهوية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير