تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

“ من الضروري على من فكر في تجديد الخطاب الديني وشرح الأحاديث أن يكون أهلاً للمسؤولية الشرعية التي تحملها, وألا ينساق هؤلاء خلف إرضاء خصوم الإسلام فقد قال الله تعالى معطياً النتيجة النهائية في الصراع (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) وحذرنا الله من اتباع الظالمين الذين يريدون تحريف الدين بقوله (ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار). وهذه الروح التي يعيشها المسلمون في ظل الهجمات المتزايدة على الإسلام والمسلمين تعتبر من جنس الوهن والحزن المنهي عنه في القرآن, فالله تعالى يأمرنا بمواجهة الضربات بصدر واثق بعيد عن الخور والجبن قال تعالى (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) , ففي أوقات الشدة يبدأ المسلمون تحت وطأة الضعف بالتفكير في صحة معتقدهم , ويبدأ السؤال هل نالت أوروبا حظها من التطور بدينها أم بعقلها؟ , وهل نحن لدينا دين ثابت أو متحول؟ وهكذا يتدخل العامل النفسي أو الشيطاني في الموضوع فالنفس أمارة بالسوء والشيطان أكثر من ذلك.والحق أن هذا الدين تكفل الله بحفظه نصاً ومعنى وصرح المفسرون رحمهم الله في قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) بأن الحفظ يكون للقرآن والسنة فلا يمكن حفظ القرآن بدون تفسير واضح له يحتكم الناس إليه , ثم هذا الحفظ لايتم إلا بوجود العلماء الذين يهيئهم الله لحفظ الدين.

وقال ابن سند “ والموسوعة التركية إذا كان الهدف منها التجديد فالتجديد كما يعلم له معنيان , المعنى الأول: بعث السنة النبوية ونشرها بعد أن كانت تختفي والعمل على نشر الأحاديث الصحيحة التي جهلها كثير من الناس , وهذا أمر محمود نتمنى أن يسعى الجميع على تحقيقه , والمعنى الثاني: تجديد بمعنى تفسير عصري لم يعرف في عهود الأمة أو كان انتقاء لأقوال شاذة مطروحة لأجل مواكبة إرضاء الغرب فهذا هو الممنوع , وسبب منعه أن هذا هو عين التلاعب بالدين وجعله بيد الناس يغيرون فيه ما شاؤوا وينقصون منه ما شاؤوا فنتحول كأحبار اليهود “.

واختتم ابن سند مشاركته بقوله “ إننا ندعو بكل قوة لتقديم السنة بلغة يفهمها الناس لكننا لسنا مع تحريفها أو إبطال لصحيحها أو تضييع لحرمتها, يجب علينا جمعياً أن نعلم الناس أخلاق ديننا بشتى اللغات وشتى الوسائل لكن ننقل ذلك من منطلق الحديث: (بلغوا عني ولو آية) وأمامنا لافتة تقول: (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) متذكرين قوله صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه , قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ , قال: فمن!).

مراحل زمنية قادمة

بندر الشويقي المحاضر في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

علق على موضع التحقيق بقوله “من المفترض صياغة القرن الحادي والعشرين وفق الأحاديث النبوية والتوجيهات السماوية. القرن الواحد والعشرون وما قبله من القرون، وما سيتلوه ـ أيضاً ـ كلها مراحل زمنية تحمل في ثناياها مفاهيم صحيحة ومفاهيم باطلة. وإذا كان أهل كل زمان سيعمدون لشرح الآيات والسنن على وفق قناعاتهم الزمنية المؤقتة، فمعنى هذه التبديل والعبث بدين الله. نعم هناك نوازل، وهناك قضايا عصرية مستجدة. ودور العالم المجتهد هنا يكون بوضع هذه القضايا في ميزان القرآن والسنة، وليس العكس. وإن نقد المتون موجود منذ زمن ولا شك في ذلك، فعملية نقد المتون ـ وليس العبث بها ـ عملية قديمة جداً بدأت مع عصر تدوين و تنقيح السنة النبوية. ودعوى أن المحدثين اهتموا بالمتون دون الأسانيد، إنما يقولها من لم يعرف مناهجه في النقد والتمحيص. نعم. كان أكثر الكلام منصباً على الأسانيد، لأن الخلل في السند أكثر، ولأن الوقوف عليه يغني عن فحص المتن. أما إذا لم يوجد خللٌ ظاهرٌ في السند، فهنا يأتي دور تمحيص المتن بالنظر في موافقته لما هو أقوى منه وأثبت من نصوصٍ أخرى، أو قواعد كلية شرعية”.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير