بآرائهم ومن سار على دريهم!
* المنبر: هل نفهم من كلامكم هذا ومن خطبتكم الكريمة أنكم تدينون جمعاً من الصحابة وتجوزون الخطأ عليهم؟ وهل نفهم أيضا أنه ثمة ظلم وقع على أهل البيت (عليهم السلام) منذ يوم السقيفة؟!
- أولا، لا أستطيع الآن أن أحاكم الصحابة، ولا أن أدين. ولكن أنا لا أعطيهم العصمة فهم يخطئون، انتبه إلى ذلك جيداً، إنهم يخطئون، ليسوا معصومين. ليس هناك صحابي معصوم. ولكن هل كان خطؤهم عن إصرار؟ أم عن وقوع في أمور واجتهادات أنا لم أكن في ميدانها آنذاك؟ صحيح أنه كان هناك خطأ في حق سيدنا علي (عليه السلام) منذ يوم السقيفة، وهذا الخطأ لا يمكن أن يتجاهله أي مخلوق في الأرض، حينما يرى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من واله وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله).
وأنا الذي أعتقده يقينا، أن أبابكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بين الجراح، لم يعادوا يوما سيدنا علي وهذا نهج البلاغة يحدثنا عن خطب سيدنا علي (عليه السلام) فيهم جميعاً. ولكن هل هناك خطأ ارتكبوه في حق سيدنا عليه (عليه السلام)؟!
نعم هناك اجتهاد ارتكب منهم في حق سيدنا علي ولكنه سلام الله عليه أعطانا رمزاً من رموز التسامح العظيم في هذا المبدأ. فلذا لا يمكن أن أقف هنا مع تشتطير كلمة الأمة في حق الصحابة أو في حق سيدنا علي، إنما أقف فيمن أزاحوا سيدنا على وأقول أنهم أخطأوا وقد اعترفوا بخطئهم، وكذلك الذين قاتلوه فقد قالت عائشة أم المؤمنين: (ليت لي عشرة من الولد ضربت أعناقهم ولم أخرج عليك أبا الحسن).
وأنا في هذا النص أناقش الذين يقولون بأنهم لم يخطئوا، فأقول: لماذا كان الاعتذار من أم المؤمنين إذن وحقيقة علينا أن نقرأ التاريخ قراءة صحيحة لا نعطي فيها العصمة والقداسة لأي أحد بعد الأنبياء صلوات الله عليهم ومن حفظهم ربي بحفظه الخاص، كما أن سيدنا على (عليه السلام) قد سئل: لم سكت على أبي بكر وعمر وعثمان وأعلنت حربك على معاوية؟
(أنصحهم ويسمعون، ونصحت ولم يسمع لي فحقه عليّ أن أقف مقاتلا في سبيل الله والله لو خرجوا كما خرج لقاتلت كما قاتلت).
فإذا سيدنا علي في سكوته الأول كان ناصحاً ولم يسكت، إن كان البعض يظن سيدنا علي (عليه السلام) انسحب في الأول .. لا .. كان ناصحاً وكانت تسمع نصيحته وهذا (سيدنا) عمر يقول: (لولا علي لهلك عمر) فكان سيدنا علي هو الناصح الصادق ولكنه حينما ابتلي بالخلافة كان لابد له من اتخاذ هذا الموقف ضد معاوية.
وفي الحقيقة لقد ضيّع حق سيدنا علي فيمن عرفه من قربه ولم يعرفه من قربه، لأنهم حجبوا الخلافة السياسية عن الخلافة الشرعية، لقد صب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في صدر مولانا علي علوماً لم يصبها في صد رأي من البشر، وقد ظلم سيدنا حتى في هذه الحقائق التي أودعت في صدره فما وجد لها صدرا يحملها وهذا ما قاله لسيدنا الحسن وسيدنا الحسين وسيدنا زين العابدين، فكان كل واحدٍ منهم يضرب على صدره ويقول: (آه .. إن هاهنا علوما جمّاً)!
هذه العلوم التي وضعت في صدورهم لم تجد لها أوعية عند الناس فكتمت في صدورهم إلا عند الخواص. وأعتقد أنه يجب أن تكون لنا وقفة ضد الظلم الذي لاقاه سيدنا علي (عليه السلام) والظلم الذي لاقاه سيدنا الحسن (عليه السلام) والظلم الذي لاقاه سيدنا الحسين (عليه السلام) والظلم الذي لاقاه سيدنا الحسين (عليه السلام) حتى نستطيع مقاومة الظلم في كل مكان.
* المنبر: وماذا عن نظرية عدالة الصحابة؟
- أنا أرى أن الصحابة ينقسمون إلى أقسام، قسم أشار إليهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والقرآن الكريم فهم عدول وليس معنى عدول أنهم لا يخطئون. إذ ليس هناك معصوم بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى آل البيت فانني أقول عنهم أنهم محفوظون، لأن الله أثبت في القرآن أنه أذهب عنهم الرجس فقط، ولهذا أفرق بين العصمة والحفظ، العصمة للرسالات فقط، والحفظ لمن ورثوا الرسالات.
وأنا أستنبط من قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) كما أستنبط هذا من قوله تعالى: (ولقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) ومن رضي الله عنه لا يسخط عليه أبدا، فهذا محفوظ وهذا محفوظ.
¥