* المنبر: هل معنى كلامكم أن أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم يمكن أن يخطئوا؟!
- بالنسبة لهم إذا أخطأوا لا يتركهم الله على خطأ، إنما يوضح لهم معالمه، كما أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اجتهد في أمور فقال له الله عزوجل (عفا الله عنك لما أذنت لهم، وتخفي في نفسك ما الله مبديه). فلا يترك الله آل البيت يخرجون من الدنيا إلا في نقاء كامل. نعم .. لا يبقى عليهم خطأ لأن الله يستدد لهم أمورهم.
* المنبر: ما هي موقعة أهل البيت (عليهم السلام) في الشريعة، هل لهم أثر تعبدي أو تشريعي طريقي؟ - أهل مكة أدرى بشعابها، وآل البي أدرى بأسرار بيت النبوة، أما عندنا في طريقة التصوف فما من طريقة صوفية إلا وفي سندها علي بن أبي طالب، لأننا نسميه، (مصدر الحقائق النبوية)، حتى سيدي الوالد يقول: يا ولدي إن سيدنا على (ع) أبو الحقائق، ودائما من حمل الحقيقة ابتلى كثيراً، فهو الذي عرف الحقيقة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وسيدنا علي ابتلي لأنه عرف الحقائق على حقائقها، فلذلك ترى الطريقة القادرية والطريقة الرفاعية والطريقة النقشبندية كلها تمر بالسند المتصل إلى سيدنا جعفر الصادق ثم سيدنا زين العابدين ثم سيدنا جعفر الصادق ثم سيدنا زين العابدين ثم سيدنا الحسين إلى سيدنا علي (عليهم السلام) أجمعين. وأحياناً يدخل عبد الرحمن بن أبي بكر في بعض الطرق، ويحضرني الآن أن أذكر أن الشيخ الأكبر في الفتوحات المكية رحمه الله قد ألف كتابا قيما وكم أتمنى أن يقرأ الشيعة والسنة كتاب هذا الرجل العجيب وقد رأيته يدرس في جامعة الإمام الصادق (عليه السلام) في غيران ولم أجده يدرّس في أية جامعة إسلامية أخرى في العالم، بل منعت طباعته في عدد من البلدان الإسلامية! والشيخ الأكبر يعتبر مالكيا ثم صار مجتهداً يتكلم عن مقام سيدنا علي (عليه السلام) بكلام لم أجد أروع منه في أي كتاب آخر.
* المنبر: ما مقامه (عليه السلام) عنده؟
- الشيخ الأكبر يقدم لسيدنا علي - لمعرفته الحقائق الإلهية - على الجميع. وأنا مذهبي مذهب الشيخ الأكبر محيي الدين العربي، فعلي (عليه السلام) هو مصدر الحقائق وسيد الأولياء وهو مقدّم على الكل.
* المنبر: نعود من جديد لنسأل عن موقعية أهل البيت (عليه السلام) في الشريعة؟
- لكي نعرف موقعيتهم يكفي أن نقربأنه لا تقبل صلاة مسلم ما دام لم يصل على محمد وآل محمد عليهم السلام، فقد قال الإمام الشافعي: (من لم يصل عليكم لا صلاة له).
ولكن الحكام الذين تعاقبوا على بلاد الإسلام، حاولوا أن ينقصوا من قدر أهل البيت عليهم السلام، فوضعوهم في مرتبة واحدة مع الصحابة، مع أن القرآن وضعهم في منزلة أعلى من كل الصحابة، وهذا لا ينكره أحد. عموماً .. اصغر واحد من آل البيت؛ أعلى من أعلى صحابي وهذا شيء نعتقده ونقربه نحن أهل السنة.
* المنبر: شيخنا الجليل .. أنتم تعلمون بأن قضية مظلومية الزهراء صلوات الله وسلامه عليها هي المحور الذي تدور حوله مظلومية أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)، ونحن نجد أن الطرف المقابل لطرف المظلومية، هم أهل السقيفة، أبوبكر وعمر خصوصا، وهناك علماء سنة يرون أنهما أخطأ خطأ فادحا بحق الزهراء (عليها السلام)، فما رأيكم؟
- أرى أن ابابكر اجتهد في مسألة منع الزهراء (عليها السلام) إرثهما، ولذا فهي لم تظلم في قضية الإرث، بل كان الأمر أكبر من ذلك في موقفها من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد كانت ترى أن لعلي حقا وأن لأبنائها حقاً وأن لآل البيت حقاً قد انتزعه القوم، وهذا صحيح، ولا يستطيع أحد أن يقول بنفي ذلك، ولكن قضية الميراث أتوقف بها عند سماع أبي بكر للنص.
وسيدنا علي (عليه السلام) لم يعترض على هذا النص، أما سيدتنا الزهراء (عليها السلام) فقد سمعت نصا آخر وطالبت بهذا النص، فلا أرى في القضية ظلما، ولا أريد أن أثير هذه القضية بالذات لأن الزهراء (عليها السلام) لم تكن طالبة دنيا، إنما كانت باحثة حق الميراث.
فقضية الميراث هذه ليست المحور ولكني أرى قضية الخلافة وقضية استشهاد سيدنا علي (عليه السلام) وسيدنا الحسين (عليه السلام) هي المحور الأهم والأكثر تأثيراً في حياتنا.
¥