* المنبر: تحدثتم في خطبتكم عن أن بعض أرباب التواريخ طمسوا بعضا من الحقائق محاباة لهؤلاء الأمراء، وأن من جاء بعدهم من المؤلفين فعلوا فعلتهم مداهنة للجمهور ودرءا لانتشار التشيع بالتأثر .. من هم هؤلاء؟ وما هي كتبهم؟ وهل لديكم أمثلة ومصادر على ما ذكرتم؟
- الذي أعتقده أن أكثر الكتب التي ألّفت في تفسير الحديث - وهي الظاهرة التي بدأت في الدولة العباسية - حاولت ألا يظهر فضل آل البيت خوفا من الحاكم، حيث كان الحكام - آنذاك - حريصون على إظهار فضل بني العباس وفضل الصحابة فقط. هذه مشت مع التاريخ وصارت من المسلمات، أرأيت اثر العمل السياسي في اعتقال الحق؟!
ونحن الآن كشيوخ دين في ساحة السنة أو الشيعة، أتساءل: هل نحن نقود الجاهير؟! أم الجماهير تقودنا؟! إذا اردنا الحقيقة، هناك الكثير منا يخاف الجمهور والدليل على ذلك أن هذه الخطبة التي تذكرني بها، على إثرها تلقيت العديد من الاتصالات التي سألني اصحابها: هل قمت حقا بسبّ الصحابة؟! هل شتمت عائشة؟
مع أني لم أذكر عائشة (رضوان الله على عائشة)، إنما تصوّر الطرف الآخر المتعصب أو الذي لا يريد إظهار الحقائق أني أعادي الصحابة، ولكنني لا اعاديهم بيد أني أقول الحقيقة.
وكما أنكم ترجون من السنة أن يكونوا منصفين مع آل البيت (عليهم السلام)، فإنني أرجو منكم أن تلتزموا الأدب مع الصحابة ولا تشتمونهم، وهذا ما لمسته في عدد من الأخوة الشيعة مثل حسن نصر الله والنعماني، وكثير من القادة حيث بلغني أن الشيخ حسن نصر الله يقول: يجب أن نلتزم الأدب في ألسنتنا حينما نذكر أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومع وجود الخطأ يجب أن نعبر عنه دون أن يكون في كلامنا شطط عن أحد.
وهذا ما أرجوه من الطرفين، السنة في احترامهم لأهل البيت واعتقادهم بهم، والشيعة في الوقوف موقفا ليس فيه تنقيص للصحابة أو شتما لهم، أما يزيد وأمثال يزيد، هؤلاء أناس لا خلاف بيننا على وصفهم، هنالك بعض المتطرفين يقولون: رضي الله عن يزيد! يا أخي، إذا كنت حياديا مسلما تجد أن من استحل مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن قتل ريحانته هو فرعون هذه الأمة كما كان ذاك فرعون تلك الأمة!
* المنبر: كأنكم ذكرتم أنكم تلقيتم صفعات بسبب الخطبة العاشورائية التي دافعتم فيها عن مظلومية أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) .. ما هي تلك الصفعات؟
- عشرات المنابر بدأت تتهم مفتي حلب بعدائه لأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولو رأوا في غير ذلك لتكلموا ولكن لن يستطيع أحد منهم إثبات شيء، لأن الله إذا ما أراد نشر أمر هيأ له.
عند ما قالوا إني شتمت الصحابة اسرع الناس لشراء ذلك الشريط الذي شتمت به الصحابة، فإذا بهم يجدون أني لم أشتم الصحابة إنما أعدت جزءاً من حق الحسين (عليه السلام) والله لم أعد حتى جزءاً يسيراً منه، إنما بدأت بإعادة الحق فقامت الدنيا!
* المنبر: هل هناك دافع روحي ووجداني جعلكم تقدمون على إلقاء تلك الكلمة المدوية، يعني هل أردتم منها إراحة الضمير، وأرواء حبكم الفطري لأهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)؟ وهل تعتقدون بأن سيد الشهداء سيكون له معكم موقفا خاصا من مواقف الشفاعة يوم لا ينفع مال ولا بنون؟!
- أنا أعتقد بموقف أتقرب به للزهراء صلوات الله عليها، فحينما أقف مع سيدنا الحسين (عليه السلام) ‘ إنما أقف مع أمي الزهراء، وأنا بالنسبة لي أعتقد أني منسوب إلى غبار نعلها صلوات الله عليها، فيا سيدي الكريم، حينما أسمع بالحديث الصحيح، أن الزهراء يوم القيامة تقوم وينادي مناد: (يا أهل المحشر غضوا أبصاركم لتمر فاطمة وبنوها). فهنا أقول: يا أماه! أنا في ظلال نعلك، وأفتخر بذلك! (أجهش الشيخ بالبكاء).
وقد كنت بالأمس في درس مولاتنا زينب عليها السلام وقلت: أنا ضيف زينب بنت بنت محمد .. وعلى الكريم كرامة الضيفان. وهنالك كنت أفسر سورة التوبة وقد ورد بها حديث صحيح: (لا يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي). فأسأل الله بحق آل البيت أن يجعلنا في ظلالهم .. ولي كل الأمل والرجاء.
* المنبر: ما هي نصيحتكم للسنة، وما هي للشيعة، وما هي للمسلمين جميعا بختلف طوائفهم ومذاهبهم؟
- أما نصيحتي للسنة فأقول لهم: أخوتي؛ كل سني يجب أن يكون شيعيا بالولاء لأهل البيت الأطهار عليهم السلام، فلا سنة دون ولاء، وأقول لكل شيعي: يجب أن تكون سنيا بالاقتداء بسنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم، فهي القدوة. إذا كل سني شيعي بالضرورة، وكل شيعي سني بالاقتداء، إذا كل سني شيعي بالضرورة، وكل شيعي سني بالاقتداء، فكفانا تحزبا، دعونا نرتقي فوق الألقاب المذهبية، يقول تعالى: (هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون).
فلنعد إلى سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومسيرة آله الأطهار ومسيرة صحبه الأخيار، فنجد الدواء الشافي لكل معضلاتنا المعاصرة، بشرط أن نقرأ هذه السيرة بحيادية ودونما تعصب، وبذلك نستدل على سفينة النجاة، إن شاء الله تعالى.
¥