تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عذاب البرزخ ونعيمه]

ـ[العلم الشامخ]ــــــــ[23 - 02 - 03, 05:17 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ..

في البداية أحببت أن أقول ..

1 - لا بد من الإقرار أولاً أن عذاب القبر مختلف فيه بين المسلمين.

فأهل السنة يثبتونه وبعض الزيدية وأكثر الأشاعرة.

وينكره المعتزلة وبعض أهل البيت وبعض الزيدية والإباضية وبعض الأشاعرة.

2 - إذن مادام المسألة خلافية فالأمر فيها واسع إن شاء الله.

3 - نعم استدل المثبتون بآيات كريمة لكن دلالتها ظنية.

4 - واستدل النافون بآيات كريمة لكنها دلالتها ظنية.

5 - أما الأحاديث فاستدل المثبتون بأحاديث لا يقر بصحتها النافون.

6 - واستدل النافون بأحاديث لا يقر بدلالتها المثبتون.

7 - ثم هناك خلاف بين المثبتين هل النعيم والعذاب على الجسد أم الروح أم كلامها (فيها ثمانية أقوال ذكرها ابن القيم في كتاب الروح).

والخلاصة:

1 - ليس هناك آيات صريحة الدلالة على النفي أو الإثبات.

2 - هناك أحاديث صحيحة السند في عذاب القبر ونعيمه لكن ما كل حديث صح إسناده صح متنه وهذه قضية معروفة عند أهل الحديث نظرياً وإن تساهلوا في تطبيقها عملياُ.

3 - من خلال بحث لأحد الإخوان لم يجد حديثاً صحيح المتن في عذاب القبر.

4 - وإنما هناك أحاديث إما معلولة الأسانيد أو يخالفها ما هو أقوى منها.

5 - العقل معتبر في التصحيح والتضعيف وفي معرفة الحجج والمقارنة بينها.

وبما أن المسألة خلافية فمن آمن بعذاب القبر فهذا له ومن أنكر هذا فهذا له

فالقضية قضية قناعة بالأدلة أما من لم تثبت عنده الأدلة فلا يجب عليه الإيمان بما لم يصح دليله عنده.

وإنما يلزمه الإيمان بالله واليوم الآخر والجنة والنار والحساب ... وهذه تكفي. والنصوص فيها قطعية الثبوت والدلالة.

وقضيتنا فرعية من القضايا العقدية الخلافية.

يتبع على حلقات ..

ساستعرض أدلة الفريقين باختصار:

وأبدأ من مقدمات الموت إلى يوم البعث على شكل نقاط:

1 - بعض الوعاظ يظهرون أن الموت فيه ألم شديد كالف ضربة بالسيف! أو مثل إخراج السفود من القطن!! أو مثل وضع إبرة في كل خلية!

وهذا كله باطل لا دليل عليه وترهيب للناس بالباطل بما لا دليل عليه

بل الدليل خلافه

ومن ذلك قوله تعالى:

- (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام ..... )

- (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لن تمت في منامها ... ) فالآية تخبرنا أن النوم نوع من النوم وفيه وفاة وكلنا لا نشعر بألم في النوم.

- وحديث (واجعل الموت راحة لي من كل شر ... ) يدل على أن الموت فيه راحة وليس عذاباً كما يصوره الوعاظ استقواء على العوام وتخويفاً لهم.

وتجد الترهيب من الموت في الكتب التجارية التي تتحدث عن (أهوال القبور)! وكتب الصوفية والوعاظ لأنهم يحبون الأشياء الغريبة في خطب الجمعة ولا يدرون أنهم يسيئون لمفهوم (رحمة الله التي وسعت كل شيء).

(يتبع)

ومن الأحاديث الموضوعة في الموت وشدته

1 - حديث (إن أهون الموت بمنزلة حسكة كانت في صوف فهل تخرج الحسكة من الصوف إلا ومعها الصوف)!!

رواه ابن أبي الدنيا من طريق شهر بن حوشب مرسلاً

وقال العراقي في تخريج الإحياء (4/ 462) (ضعيف جداً)!

وقال السيوطي في زيادات الجامع (واه)

وقال السبكي في طبقات الشافعية (6/ 382): (لم أجد له إسناداً)!

اقول: مع اشتهاره جداً على ألسنة الوعاظ وخطباء المساجد!

اقول: والسياسات الظالمة تنشر بين الناس هذه التخويفات العجيبة

حتى لا يفكر الشخص إلا فيها وسنخصص لهذا مبحثاً إن شاء الله.

2 - ومن الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يرددها الوعاظ (أدنى جبذات الموت بمنزلة مائة ألف ضربة بالسيف)!!

أخرجه ابن أبي الدنيا مرسلاً والمرسل ضعيف خاصة في مثل هذه الأمور التي لها ظلال سياسية في إشغال الناس عن الأمر بالمعروف وإنكار المظالم إلى الإنشغال بالنفس والخوف والهلع المبالغ فيه! ونسيان عدل الله ورحمته.

(يتبع) *.

ومن الأحاديث المهولة لشدة الموت وهي ضعيفة أو موضوعة وتتعارض مع آيات كريمة وأحاديث شريفة ما يلي أيضاً:

3 - (اللهم إنك تأخذ الروح من بين العصب والقصب والأنامل فأعني على الموت وهونه علي)!!

قال العراقي: حديث معضل! سقط منه اسم الصحابي والتابعي!

يعني من اقوال وعاظ السلاطين الذين يهمهم إشغال الناس بنفوسهم!

4 - (ما من عرق إلا ويألم للموت)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير