ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون
فلولا إن كنتم غير مدينين
ترجعونها إن كنتم صادقين
1 - فأما إن كان من المقربين
فروح وريحان وجنة نعيم
2 - وأما إن كان من أصحاب اليمين
فسلام لك من أصحاب اليمين
3 - وأما إن كان من المكذبين الضالين
فنزل من حميم وتصلية جحيم.))
فهنا نعيم المؤمن
وعذاب الكافر
وبالجمع مع الحديث السابق
يكون النعيم والعذاب على الروح لا الجسد
فالجسد كالثوب فقط
يتحلل ويعود تراباً
وفي الآيات السابقة المؤمن بنص القرآن مبشر بالجنة قبل إجابته على ما يقال من منكر ونكير
وكذلك الكافر والمنافق مبشر بالنار قبل قوله (هاه هاه لا أدري)!
لابد أن هناك طرفاً وسط
كأصحاب الأعراف خارجون عن الأصناف الثلاثة التي سبقت
ولابد لهم من نظام خاص بهم
والقرآن يفسر بعضه بعضاً
ويكمل بعضه بعضاً
(يتبع)
ومما يدل على أن النعيم والعذاب يكون على الروح لا الجسد
في فترة البرزخ
أحاديث كثيرة عن الشهيد
بأن أرواحهم في حواصل طير خضر في الجنة
بل آيات تخبر أنهم عند ربهم يرزقون.
ومنها ما ورد في حق آل فرعون (النار يعرضون عليها غدواً وعشياً)
هذا عذاب البرزخ لا عذاب القبر.
وأما حديث
(القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار)
فحديث باطل
ضعيف جدا
لم يصح له إسناد
وهو باطل المعنى
إلا إذا أريد به البرزخ يصبح صحيح المعنى وإن كان إسناده ضعيف جداً.
عقيدة (ضغطة القبر)
وأن القبر يضغط على كل ميت حتى تختلف أضلاعه!
وأنه لو نجا أحد منها لنجا سعد بن معاذ!!
كل هذا غير صحيح
وهي عقيدة باطلة لا اساس لها
والدليل على بطلانها:
1 - قوله تعالى (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
2 - (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)!
3 - (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً)
وقد ذكر الله في آيات كثيرة أن المؤمن من ساعة موته إلى دخوله الجنة
لا خوف عليه ولا يحزن.
وكذا جاء هذا في أحاديث كثيرة.
وصاحبا الصحيحين (البخاري ومسلم) لما ذكرا قصة سعد بن معاذ لم يوردا قصة (ضغطة القبر) وهذا يعني أنها عندهما معلولة منكرة.
وكل الأحاديث في (ضغطة القبر) على سعد بن معاذ لم تصح
ولا يخلو إسناد من ضعف
بل مدارها على معاذ بن رفاعة وهو مختلف فيه وقد ضعفه ابن معين
ويكفي انه خالف من هو أوثق منه الذين رووا القصة بلا هذه الزيادة.
وهذا يسمى شاذا إن كان ثقة
ومنكراً إن كان ضعيفاً.
والشاذ والمنكر من أقسام الضعيف
لاسيما مع معارضة الأقوى.
ومعارضة عموم القرآن الكريم.
وكذا ما رواه الوعاظ من الأحاديث الضعيفة
1 - في ضغطة القبر على رقية بنت النبي
2 - أو زينب بنته
3 - أو طفل صغير غير مكلف!! (سبحان الله كيف صور هؤلاء الله الرحمن الرحيم)!! كيف .. والله لا يظلم الناس مثقال ذرة؟
فماذنب هذا الصبي المرفوع عنه القلم؟
كل هذه من الأباطيل التي يجب على أهل العلم إنكارها ونفيها وإلجام الوعاظ عن ترديدها لما فيها من تصوير الله عز وجل بصورة لا تليق بهذا الإله العظيم الرحيم المتعالي
تعالى الله عما يقول الجهلة.
وكل ما ذكر من أحاديث القبر
فإن صوابه البرزخ
ومن ذلك سؤال منكر ونكير
والحديث فيه خلاف
لكن على افتراض ثبوته
فإن السؤال للروح وفي البرزخ
دون تلك التفصيلات التي يضيفونها
وهذا أمر غيبي لا نرد منه إلا ما لم يصح
وما خالف القرآن الكريم
أو السنة الصحيحة
ويكفي أن نؤمن بأن:
1 - الله عز وجل رحمن رحيم وسعت رحمته كل شيء.
2 - حكم عدل لا ينتاقض.
3 - حتى الكافر الذي لم يبلغه الإسلام أو بلغه مشوهاً هو من الذين قال الله فيهم (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)
4 - فكيف بالمسلم العامي إذا جهل بعض العقائد أو لم يستوعبها عقله؟
فكيف بالطفل الذي حشره الوعاظ في المعذبين في القبر (من أصحاب الضغطة) على غير جرم ارتكبه؟
يا جماعة
اعلموا أن الله أحكم الحاكمين
وأنه بصير بالعباد
ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء
وأن رحمته وسعت كل شيء
وأنه لا عذاب إلا على من يستحق العذاب
وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
احسنوا الظن بالله
كما تحسنون الظن بحاكم عادل على الأقل!
فالله هو العدل المطلق
وسمى نفسه العدل
وكل عدل ورحمة في الدنيا إنما هي من عدله ورحمته.
وهذا لا يجعل الظالم يطمئن
فالله قد يتجاوز عن التقصير في عبادته
لكن لا يتجاوز عن ظلم الظالم لأخيه الإنسان
وللحيوان.
فاتقوا الظلم
ولا تنسبوا لله إلا كل عدل ورحمة وإحسان.
ـ[الديولي]ــــــــ[16 - 02 - 07, 10:05 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا على هذا البحث
ولكني أحب أن أصحح معلومة كثر الخطأ بها عند طلبة العلم بسبب إعتمادهم على من سبقهم
من المؤلفين، ولم يرجعوا إلى المصادر الأصلية لكتب المخالف، وهذا من الظلم في البحث
كما لا نقبل من خصومنا أن ينقلوا مذهبنا من كتب مخالفينا، فكذلك يجب عينا أن لا نقع بهذا
والمسألة هي:
أنك قلت عن المعتزلة أنهم ينكرون عذاب القبر، وهذا الإطلاق غير صحيح،
فهذا نص كلام القاضي عبدالجبار الهمذاني المعتزلي في كتابه فضل الإعتزال وطبقات المعتزلة:
فصل: في تشنيعهم علينا بذكر عذاب القبر، ومنكر ونكير، وما أشبه ذلك
إن قيل: إن مذهبكم أداكم إلى إنكار عذاب القبر وغيره، مما قد أطبقت عليه الأمة، وظهرت فيه
الآثار، قيل له: إن هذا الأمر إنما أنكره أولا ضرار بن عمرو، ولما كان من أصحاب واصل، فظنوا أن
ذلك ما أنكرته المعتزلة، ولس الأمر كذلك، بل المعتزلة رجلان: رجل يُجَوّز ذلك كما وردت به الأخبار
، والثاني يقطع على ذلك، وأكثر أصحابنا يقطعون على ذلك لظهور الأخبار وإنما ينكرون قول طائفة
في الجملة، إنهم يعذبون وهم موتى، لأن دليل العقل يمنع من ذلك، ........
وانكر مشايخنا عذاب القبر في كل حال، لأن الأخبار واردة بذلك في الجملة، فالذي يقال به، هو
قَدْر ما تقتضيه الأخبار دون ما زاد عليه ولذلك لا يوقت في ذلك التعذيب وقتا، وإن كان الأقرب في
الأخبار، إنها الأوقات المقاربة للدفن، وإن كنا لا نعين ذلك.
¥