تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"الأنس و الرفيق بمآثر الشيخ سيدي و مولاي أحمد ابن الصديق" و معه المبشرات التليدية، بعد طبعه بتطوان، و هو سُبة في جبين الزاوية و الصوفية، ففيه من المصائب و الرزايا، ما يناسب حال الزاوية، و كان رغب إلي أن أصحح له الكتاب بالمطبعة، و لما رأيته ذكرني فيه و أورد أبياتا من قصيدة لي في مدح الشيخ، والكتاب كما قلت لا يُشرف الشيخ لأنه مدونة خرافات و منامات، كتبت إليه أرجوه حذف اسمي من الكتاب مع تلك الأبيات، فلم يرفع لذلك رأسا، و عمد إلى ما حلاني به من العلم و الشرف فحذفه، و اكتفى بالطالب الحاج محمد بوخبزة يريد أن يستفزني بذلك، فكتبت إليه رسالة دامغة ضمنتها قصيدة كافية هجوته فيها مُر الهجو، و زدت فتحديته أن يقرأ هذه الرسالة قراءة سليمة من اللحن و الخطأ، فإن فعل أمنت بدعاويه في الولاية و العلم، و قد بشره شيخه أبو البيض حيث عبر له منامات رأى فيها الشيخين ابن عجيبة و الحراق، و هو يملي عليهما من كلامه، و الحراق يتضاءل إلى أن فني و اختفى، بأنه سيدرك مقامهما في الولاية! و يقول ما يفوق شعرهما و زجلهما، و هذا مذكور في كتابه (المبشرات) [ص 17]، و قد علقت على هذا التعبير بأنني لا أعرف الولاية الاصطلاحية عند الصوفية، فلا أدري ما أقول فيها إلا أنني كنت و ما زلت أعرف عن الكرفطي بأنه ولي لا شك فيه، و لكنه من أولياء الشيطان جزما، أما إنه سيقول الشعر و يفوق الشيخين، فبالنسبة لابن عجيبة قد يكون؛ لأنه ينظم كلاما نازلا مختلا لا قيمة له، أما الحراق فلو عجن الكرفطي عجنا، و أعيد خلقه ما بلغ مده و لا نصيفه، و أحسن أحواله أن يستطيع قراءته وما أحسبه يحسن، و قد كانت تلك الرسالة التي تحديته بها آخر العهد بيننا، فقاطعته وبرئت منه، و ظلت الحال كذلك إلى أن وقفت على بعض أوضاعه، و بلغني عنه، أنه غير اسم الزاوية إلى (دار القرآن)، كما رأيته ينكر اتخاذ القبور مساجد 1، و وحدة الوجود 2، و التشيع و الرفض3،

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 07:10 م]ـ

1 - قال في كتابه تهذيب الترمذي 1/ 571 معلقا على حديث أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه مرفوعا: "لا تجلسوا على القبور و لا تصلوا عليها": فيه النهي عن الجلوس على القبر، و الصلاة إليه، و قد عمت بذلك البلوى و ملئت المساجد و الزوايا بالقبور، و لا سيما عندنا بالمغرب، فأصبح من الحرج بمكان عدم الجلوس عليها، و كذا الصلاة إليها و عليها، و إنا لله و إنا إليه راجعون، و السبب في هذا اتباع مذهب مالك –رحمه الله- الذي يتساهل في هذا الباب. و قد ذهب الجمهور إلى التحريم.

2 - في كتابه نصب الموائد في الفتاوى و النوادر و الفوائد.

3 - في كتابه أهل السنة و الشيعة بين الاعتدال و الغلو.

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 07:12 م]ـ

فاستبشرت خيرا، و لكنه سُرعان ما رجع القهقرى و عاد أدراجه فأخبرني بعض تلامذتي من طلبة معهد الشاطبي أنهم زاروه بزاويته فوجدوا (الحضرة) قائمة برئاسة الشيخ و الأنعام البشرية تشخر وتنخر و تصيح و تخبط الأرض برجلها و هو يباركهم و يهز رأسه، و هم يترامون على يديه ورجليه يقبلونها التماسا لبركته، فعلمت أن الشيخ ما زال على صلة وثيقة بالرقص و السماع اليهودي، ثم أخبرني الأخ الفاضل خالد مدرك بمكة المكرمة أنه لقيه هناك و سأله عن عمله فأخبره بأنه يقوم بتحقيق كتاب "القول المنبي في ترجمة ابن العربي" للسخاوي، فنهره و قال له: تأدب مع الشيخ (يعني: ابن العربي الحاتمي)، و القول المنبي كتاب فريد في بابه، فقد ترجم فيه لنحو مائة وأربعين عالماً من علماء المذاهب الأربعة و مشايخ الطرق الصوفية في مصر و الشام و العراق و اليمن، و أورد عن كل عالم و شيخ فتوى بتكفير ابن العربي أو تضليله مع الاحتجاج بكلامه –كما سأفعل أنا بعون الله مع الشيخ أبي الفيض في هذه (الصحيفة) - و من العجائب أن الشيخ أبا البيض أخبرني عن هذا الكتاب قديما، و أنه وقف عليه و قرأه، و هو في مجلد كبير، و مع ذلك صرح لي بأن ذلك الجمهور من العلماء و المشايخ لم يصيبوا و جهلوا لأنهم لا يعرفون التصوف الحقيقي (يعني الباطني الفلسفي)؛ لأن هذا لا يدرك إلا بالذوق، و هكذا أحال الشيخ كعبد الغني النابلسي و أحمد التجاني و محمد الكتاني على مجهول لا يُدْرَى ما هو، و لا أي ذوق من الأذواق هو، ثم لما طُبع "البحر المديد، في تفسير القرآن المجيد" لأحمد ابن عجيبة، أخبرني الكتبي العشيري بطنجة أن الكرفطي اقتناه بمنتهى الحرص و الغبطة رغم غلاء ثمنه، و أخبرني بعض الطلبة ممن كانوا يغشون ثكنته أنه كان يقرأ معهم هذا الكتاب الموبوء، و يبدي إعجابه بأقواله و إشاراته، فعلمت أن الرجل ما زال تحت سيطرة إبليس و أن هذا مازال في حاجة إليه للإغواء و التضليل، و قد كان سبق له معي أنني لما رأيت في (مبشراته) أن بعض حميره رأى الله -سبحانه و تعالى عن إفكهم علوا كبيرا- في منامه على صورة شيخه الكرفطي، و أنه أرسل إلى شيخه أبي البيض يستفسره عن هذه الرؤيا فأجابه هذا و وافقه عليها، و قد تبين بعد أن وقفت على كلام شيخه في تعبير الرؤيا أنها رمز و مثال (و أن الرائي ما رأى إلا الكرفطي) و إلى هذا ينحو لفظ الشيخ [المنح الإلاهية بالمبشرات التليدية 13]، و لكن الكرفطي طواه لحاجة في نفس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير