تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 07:13 م]ـ

يعقوب، و لما رأيت هذا مع غيره من الموبقات استنكرت هذا فبلغه ذلك فألف أوراقا بعنوان (الإعلام بجواز رؤية الله في المنام) و طبعها بتطوان، فوقفت عليها و رأيت ما ضمنها من سباب وشتائم و قذف صريح و رمي بالإفك و البهتان، و هو يعلم كشيخه أن من دين الصوفية و لا سيما ابن العربي في "الفتوحات" وجوب محبة الأشراف، و اعتقاد أنهم ناجون و سيدخلون الجنة دون حساب، و زاد أنهم أطهار العين الخ غلوهم الذي لا أساس له – و إنما نبهت على هذا مجاراة لهم، و إلاّ فأنا أقرأ قوله تعالى: (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم)، و قوله جل و عز: ( ... فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون .. ). و قوله صلى الله عليه و آله وسلم: (من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)، و لكن هذا ما لم يتعارض مع أهوائهم و مصالحهم، وإلا فإنهم يستحلون الأعراض، و القذف و اللعن؛ بل و التفسيق و التكفير، و كتبت ردا عليه في كراسة سميتها (الإعلام بمروق الكرفطي من دين الإسلام) أو (بيان إلى الدجال القرمطي، عبد الله الكرفطي) و ظل الرد عندي لأنني لا أجد ما أنفقه على الطبع، و لم أفتح زاوية و أستغفل الناس وأبتز أموالهم لطبع الخرافات، و بعد مضي نحو أربعين سنة وقف الأخ الأستاذ عمر بن مسعود الحدوشي فرج الله كربه على هذا الرد، و قرأه و أعجبه، فاستأذنني في طبعه، فأذنت، و طبعه في جزء مع تلك الرسالة المذكورة التي أرسلتها إلى الكرفطي، و بعد مدة طبع هذا جزءاً جمع فيه رسائل أبي البيض إليه، و أضاف إليها عشرين؛ بل ثلاثين رسالة كتبها الشيخ إلي، و منها واحدة كتبها بواسطتي إلى الأخ الأستاذ محمد الفلاح رحمه الله، سطا عليها و حشرها دون تمييز و لا استئذان و لا شكران على عادته و عادة مشايخه في السطو على جهود الناس، و هم من كبار (لصوص النصوص)، و هذا كما ترى مخالف للأمانة العلمية، و قد فعل هذا حتى لا يعرف القراء طبيعة الأسئلة و موضوعات البحث، و يفرقوا بين من يسأل عن (نا) و (أنا) عند المحدثين المختصرة من (حدثنا و أخبرنا)، و عن الرؤى و المنامات التي لا تخلو منها رسالة من رسائله، و بين من يخوض مع الشيخ في وحدة الوجود و نصرف الأولياء في الكون و ديوان الأولياء، و إيمان فرعون التي تورط فيها الشيخ و وقع على أم رأسه، و كانت مع الوقوف على كتابي (الإقليد) و (البرهان الجلي) الذي لم يطبع إلا بعد وفاته، و بعد لطف الله و عنايته، سببا في توبتي و براءتي منه و من الزوايا والتصوف، و الحمد لله على ذلك، كما سيأتي تفصيل ذلك في الفصول العشرين من (الصحيفة) بإذن الله و توفيقه، و قد سمى الجزء (در الغمام الرقيق، برسائل الشيخ السيد أحمد ابن الصديق) وقرأته فإذا به عَرّض بي و بشيخيه: السيد الزمزمي رحمه الله و عبد العزيز، و كنت أحسب أن حُماه هدأت إلا أن شيطانه لم يمهله حتى نَزَغَه بقوة، فقال في صفحة 7، و هو يتحدث عن أبي البيض: (و أوذي في حياته و بعد موته في دينه و عرضه حتى من أقاربه و بعض الخونة من تلامذته الذي تتبع مساويه و عَوَراته، و سيلقى جزاء ذلك وافيا، فلْيطب نفسا بما اكتسب) فعجبت للأحقاد السوداء كيف تتنامى و تعيث فساداً و ضرراً في ضمائر من لا يخشى الله، و أنا على يقين من جزاء الله الوافر، و ثوابه المتكاثر على ما قمت به من الذب عن دين الله و شرعه، و الانتصار للحق و الحقيقة بهدم الهياكل التي لا أساس لها و تعرية المبطلين، و الكشف عن عورات و مساوئ الأفاكين، التي كانوا يجاهرون بها معلنين و لا يبالون، و يدعون إليها ليل نهار و لا يستحون، و لم أبحث عن الخفايا و الأسرار، و إنما تتبعت الموبقات التي أزكمت الأنوف، و فرقت الصفوف، وهي واجب كل من عَرفها و لمس ضررها في الدين و الدنيا، أما ما تضمنه كلام الكرفطي من التهديد الصوفي و الإرهاب الفكري فتلك شنشنة أعرفها من أخزم، و هي مما ورثه هذا الشقي الهالك عن أسلافه الأولين الذين قالوا لنبيهم هود عليه السلام: ( .. إن نقول الا اعتراك بعض آلهتنا بسوء، قال: إني أُشْهد الله و اشهدوا أني برئ مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون)، و في السيرة أن المشركين هددوا خالد بن الوليد رضي الله عنه لما ذهب لهدم صنم العزى، و قالوا: احذر الجنون احذر الجذام الخ، و لكن سيف الله مضى لعمله، و من لنا الآن بمثل خالد و من تبعه من أئمة الهدى كشيخ الإسلام ابن تيمية و ابن عبد الوهاب، يتوجهون إلى المزارات و القباب التي على الأضرحة التي بنيت محادة لله و رسوله فيسوونها بالأرض، و نشير هنا إلى مأثرة إيمانية لشيخنا الدكتور الهلالي رحمه الله التي أقدم عليها على مرأى و مسمع من (الوهابية) و التي لا يعرفها كثير من الناس، و هي اجتثاثه لما يسمى: بستان فاطمة بصحن المسجد النبوي الذي كان يشتمل على نخلة و أشجار، لاحظ شيخنا أن النساء يتمسحون بها و يأخذون من أغصانها للتبرك، و شكا ذلك إلى العلماء و المسؤولين فلم يجد أذنا صاغية، فعمد ليلا مع تلاميذه –و كان وقتها إماما بالحرم النبوي- و استأصلوا تلك الأشجار، و أخرجوا جذوعها إلى البقيع، و هكذا طهر الحرم الشريف من أسباب الشرك و وسائله، فرحمه الله و أجزل ثوابه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير