تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 10:58 م]ـ

حسيب و لا رقيب، و لا غرو فهو مزكى من مشايخه الكبار كأبي الفتوح (بالمفهوم المغربي، و هو ما يقدم للشيخ و الراقي، و يسمى: الزْيارَة، و قد كَناه بذلك شيخه أبو البيض، لما يعلم من حرصه على جمع الفتوح، و حبه الجم للمال و المشيخة) و الزنيم المقبوح محمود سعيد ممدوح، والسخاف العسّاف حسن السقاف، و هو رغم اتفاقه مع ممدوح في بطر الحق و غمط الناس، عدو لدود له يتمعر وجهه لمجرد سماع اسمه كما لمسته بنفسي منه، و العجب أنه فرط من المصري مع شيخه إمام العصر، و زعيم المحدثين دون منازع شيخ الإسلام الألباني رحمه الله و طيب ثراه، مثل ما حصل لتلميذي العاق عزنان زُحار معي من العقوق الفريد، فكلاهما كتب لشيخه مع إطراء بالغ، و إقرار بالأخذ و الاستفادة، و زاد هذا إهداءَ بعض كتبه للشيخ، أما السقاف فقد أكل الحقد قلبه، و شوى الحسد كبده، و لم يَبْرد أُواره إلى اليوم، و قد قدّم لي بنفسه عند زيارته لي أكثر من عشرين رسالة كلها تدور على الرد على الألباني و تعقبه بالباطل في غالب ما كتب، و قد نصحته بالكف عن هذا البغي السافر، و أشرت له بالتوقف عن الانسياق وراء الغماريين عبد الله و عبد العزيز اللذين كانا سبباً مباشرا في ضلال جمهور من الشباب في طنجة و غيرها، و لا سيما في ميدان الرفض و التشيع الذي كان أبو البيض أول من نجّس به ربوع المغرب بعد أبي عبد الله الشيعي زعيم العبيديين الذي هلك منذ ثلاثة عشر قرنا، و درست دولته كما هو معلوم، و سنشرح بعون الله هذا في الفصول الآتية من (صحيفة سوابق) فليهنأ عَزْنان بهذه المشيخة الكريمة، و لعله يفرد لهم معجما يُدون فيه مناقبهم، و صدق الشاعر حيث قال: [البسيط]

إِنَّ الزَرازيرَ لَمّا قامَ قائِمُها تَوَهَّمَت أَنَّها صارَت شَواهينا

و هكذا تزبّب عزنان قبل أن يتحصرم، و أراد أن يطير و لما يريش، كما قال الذهبي [انظر سير أعلام النبلاء 18/ 191].

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 11:00 م]ـ

ثم إنني لا أعرف سببا مباشرا لهذا العدوان الذي هو أشبه بسُعار شيخه أبي الفتوح، ثم توقفت بعد تفكير أن السبب هو تردده الكثير على شيخه الذي كان يفاوضه في الرد و فصوله، و ما كان يلقاه منه من تشجيع تدل عليه مقدمته العوراء، و حث متواصل، و ما شحنه به من كراهية و بغضاء ما زال قلبه الأسود يُفرزها رد الله كيده في نحره، و كفانا خبث شره، و قد فعل قبله ذلك مع فتى آخر ممن أشرب قلبه حب الخرافات و المنامات، و ترامى في أحضان الأحلام و الترهات، فكتب رسالة أشاد فيها بأبي الفتوح و تناولني بيراع مبحوح، دون سابق معرفة، و لم أدر سبب ذلك إلا رغبته في استدراجي إلى الرد عليه، و لذلك أعرضت عنه امتثالا لأمر الله تعالى ( ... و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)، و قد عرفت من قراءة كتاب عزنان أنه أفرده للرد على أبي سفيان مصطفى باحو و شيخه مقدم كتابه المغراوي، و حشرني معهما معتقدا أنني مؤلف (تنبيه القاري)، و لذلك كتبت هذا انتصارا للحق و دفاعا عن نفسي تمسكا بقوله تعالى: (و الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) و قوله جل و علا: (و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل)، أما ما يتعلق بالأخوين باحُّو و المغراوي، فهما أولى بالرد و الدفاع عن أنفسهما، وبينهما و بين الوقح عزنان بون شاسع، و لهما و لا سيما باحّو من الأوضاع العلمية التي تجاوزت العشر ما تعجز عنه الجماعة، و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا، و ما زال الأخ باحو عاكفا على التدوين، ويتحرى أن يأتي بجديد يحسن السكوت عليه، و يجمع كل دواعي التأليف و شروطه أو بعضها، لا كتأليف المقبوح المصري التي هي مصادرة و جهالة، و قد تورط أخيرا في الكذب على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بتقديمه لجزء مختلق موضوع زعم ولي نعمة ممدوح عيسى المانع أنه جزء من مصنف عبد الرزاق، من وقف عليه جزم للوهلة الأولى أنه مما عملت أيديهم، و السبب أن الجزء يتضمن أحاديث موضوعة تؤيد غلو الصوفية في أولية النور المحمدي و نحو هذه البلايا، وسيصدر الرد على هذا الكذب المكشوف الذي ضحى بدينه المقبوح المصري في سبيل نفع مادي، أما السقاف فتنافضاته التي سماها شيخه عبد الله، لم يكتبها لخدمة الحديث، و إنما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير