تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حسدا للألباني الذي أصبح مرجعا لعلماء المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها، و قد خلف من التلاميذ جمهورا يدافعون عن الحق عدولا علماء ثقات، و هذه آثارهم بارك الله فيهم ملأت السهل و الوعر، أقامهم الله شجى في حُلوق المجرمين المبتدعين، و قذى في أعينهم، و هذا شيخك أبو الفتوح و قد ابتلى الله به الكتب و المطابع، و وجد في الناشرين التجار من لا يهمه من ذلك إلا المال، فخف الشيخ لذلك و شرع في الاختصار، فاختصر "جامع الترمذي" و هدّمه معتمدا على الألباني دون شك و لا ريب، و كان قبل ذلك سبه و نال منه1، و اختصر خصائص السيوطي مستعينا بطبعة الشيخ خليل هراس2


1 - هذا في رسائله المحفوظة عندي بخط يده، و أما الآن فيسر حسوا في ارتغاء، حيث يذكر في كتاباته أنه يستفيد منه دون تقليد لما تشتمل عليه كتبه من أخطاء فاحشة و تناقضات فادحة، و هذا الكلام موجود في مقدمة تهذيب الترمذي و جواهر البحار، في حين أنه لو قلده لسلم، و لأنقذ نفسه من الجهل و الوهم، و دونك بعض طوامه:
قال في تهذيب الترمذي عن حديث رقم 2836 في تفسير قوله تعالى "لا يستوي القاعدون من المومنين غير أولي الضرر .. ": سنده صحيح و رواه البخاري مختصرا. قلت: و الصواب أن الحديث ضعيف كما قال الألباني، لأمرين: تغير حجاج بن محمد المصيصي الأعور، و الإدراج الواقع فيه من قبل ابن جريج و قد نص عليه الحافظ في الفتح 8/ 262. فهل هكذا يكون التصحيح يا أبا الفتوح!؟
2 - مقتصرا على الصحيح حسب دعواه، في حين أنه لا زالت بعض الضعاف فيه تشينه و تكدر صفوه، من ذلك: حديث "آخر شرلب تشربه من الدنيا شربة لبن" رقم: 421. قال: رواه أحمد 4/ 319 بسند صحيح. قلت: بل ضعيف فيه علتان: الأولى تدليس حبيب بن أبي ثابت و قد عنعن. و الثانية الإرسال لأن أبا البختري لم يسمع من عمار و لا من غيره من الصحابة. هكذا يكون التصحيح و إلا فلا.

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 11:02 م]ـ
دون أن يشير إليه كالعادة، هذا في الطبعة الأولى، أما في الطبعة الثانية فشانه بالنقد و التنقيص، كما شان شيخه عبد الله بن الصديق حينما حذف تصديره المثبت في الطبعة الأولى، و جمع الأحاديث القصار، و ليس فيها قصير، و اختصر شفا عياض، و قد نفس شيخه عليه اختصار الخصائص، و قال بأنه سبقه إليه، و جمع آيات التوحيد، و قد سبقه جمال الدين القاسمي في (دلائل التوحيد) و الدكتور الهلالي في (سبيل الرشاد)، و بالجملة، فتآليف الشيخ المربي كلها على هذا المنوال، لا يعجز عنها إلا من يعجز عن الكتابة و النسخ، و لعله يفكر الآن في اختصار القرآن لإنهاء السلسلة، نسأل الله العافية، و بالمناسبة فقد حدثني الثقة عن الشيخ عبد الله بن الصديق، و قد كان من أخص تلاميذه أنه حدثه مرارا أنه ينقم على أبي الفتوح أمرين: دعواه النسب النبوي، و دعواه المشيخة الصوفية، كما حدثني عنه –و هو من أعجب ما سمعت- أنه كان في أواخر عمره ينكر وحدة الوجود و يناظر شقيقه عبد العزيز الذي كان كأخيه الأكبر أحمد غاليا فيها لدرجة المقت، وألف مجلدا قصره عليها سماه (السوانح) أورد فيه عشرات الآيات و الأحاديث معظمها لا يصح حسبها تشهد لزندقته، و قد كتبت ردا عليه سميته "تحصين الجوانح، من سموم السوانح" لأنني لما رأيته لم أستطع السكوت عنه و هو من الكفر البواح. و بالجملة فحالي مع مُحْدِث البْرِيجَة (بضم الميم و كسر الدال) عَزْناَن زُحَار، و سيأتي شرح هذا الاسم، كما قال علي بن الجهم و لله دره: [الوافر]
بَلاءٌ لَيسَ يُشبِهُهُ بَلاءٌ -- عَداوَةُ غَيرِ ذي حَسَبٍ وَدينِ
يُبيحُكَ مِنهُ عِرضاً لَم يَصُنهُ -- وَيَرتَعُ مِنكَ في عِرضٍ مَصونِ
و قد أتاني الأخ بدر بكتاب زَعْنان أواخر شعبان، فلم أشأ أن أخوض مع المبطلين و رمضان على الأبواب، و بعد العيد وافاني بدر سدده الله و جزاه خيرا برده عليه، سماه: (وقفات مع عدنان زهار في دفاعه عن الشيخ أحمد بن الصديق الغماري) في 35 صفحة بالحرف الصغير، و قد قرأتها فألفيتها وقفات موفقة مؤيدة، استوفى فيها أغراض البْريجي، و ناقشه بأدب و موضوعية، دون تهويش و لا تهويل و لا تكرار ممل، و ترديد للتكذيب و التخوين دون دليل و لا حجة، كعادة عزنان الذي أخرج كتابه من بين فرث و دم، فبرز خلقا مشوها ملطخا بعذرة صاحبه، بعد ما سكت عنه الغضب، و من تأمل (وقفات بدر) بإنصاف، وجدها كافية مفحمة، و إن كان عزنان سوف لن يسكت لما فُطر عليه من اللدد و الخصومة التي كان بها أبغض الرجال إلى الله، و "أبغض الرجال إلى الله الأَلَدُ الخَصِم" كما ورد [رواه البخاري 2277]، و نحن معه كما قال الشاعر –و هذا قدرنا-: [السريع]
إن عادت العقرب عدنا لها -- وكانت النعل لها حاضرهْ
و قد رأيت قبل الكلام على فواقر أبي البيض في الفصول العشرين التتي تتألف منها (صحيفة سوابق) أن أسجل (طُررا) على هامش دفاع عزنان أرد بها عُدوانه عليّ، و أضع لها رقما مسلسلا منبها على مسائل و فوائد مهمة، و مشيرا إلى أنني لم أستوعب جرائمه، فإنها بلغت من القرف حدا أثار الغثيان، فمررتُ بها مُرور الكرام باللغو، و هذا أوان الشروع في الطُّرَر:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير