تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحوات) في تقييد مجهول لا خطام له و لا زمام، و لكن لا غرو ممن يفتات على الله و رسوله، و يعيش عمره في الترويج للرؤى و المنامات، و دعوى رؤية الأنبياء و الرسل؛ بل رؤية رب العالمين، و جمع الناس على السماع المذموم و الرقص اليهودي، و هو في نفس الوقت يزعم أنه خادم الحديث بالمغرب، و أنه يدعو إلى العمل بالسنة، و هذا لعمر الله الدَّجل و البُهتان، فكيف تستوي الظلمات و النور؟


1 - و ما أنا بشاذ في هذا الباب، بل سبقني إلى هذا ابن عمهم الأستاذ المهدي المومني التجكاني رحمه الله صاحب كتاب "دار بريشة أو قصة مختطف"، الذي بارزهم بالطعن، و ناظر في ذلك الشيخ عبد الله بن الصديق في محفل عائلي بتطوان فأفحمه، لكن الشيخ عبد الله أسرها في نفسه، و عرض به في كتابه "سبيل التلفيق" بكلمة عوراء، لا تنطلي إلا على أعمى القلب و البصيرة.
2 - قال خلال الفصل الثالث في ذكر أبناء الفرع الثالث من فروع مولانا عبد الله الكامل و هو السيد سليمان: (و فرقة بغمارة و هم أولاد عبد المومن، و رجع بعضهم لتلمسان، و جميعهم أولاد السيد عمر الشريف بن أحمد بن محمد العابد بن إدريس بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل). 2/ 177. هكذا ذكر هذا الكلام دون دليل يعضده، و لا يقال بأنه أعلن عن منهجه في المقدمة بقوله: (و قد التزمت بحول الله أن لا آتي إلا بما صح لدي، أو أداه خيار الثقات إلي ... ) 1/ 27. قلت: لكن أعوزه البيان في هذا المكان، و على الأخص فيما انفرد به دون غيره، لأنه لا يكتب لنفسه؛ بل يكتب لمن سيأتي بعده، من ناقد متثبت، و ها هو ذا سلط عليه المعول من أبناء الفرقة، حيث ردوا عليه الدعوى، و وسموه بالوهم و الغلط في الفحوى.
و مما يدل على الخلل و الخطل، و عدم التثبت فيما ادعى، قوله في آخر الفصل: (فهذا ما وسعني تقييده من هذه الفروع المباركة، و قد كثر فيها الادعاء، فيجب الاحتياط فيمن ينتسب إليها، و الله الكريم الستار، الفاعل المختار، لا إله إلا هو خالق كل شيء). 2/ 178.
3 - أتى فيهما بدعاوى لا خطم لها و لا أزمة، كالتبجح بظهائر الملوك العلويين (و على الأخص ظهير السلطان إسماعيل، الذي اكتفى بالإشادة بجهوده في جمع و تنقيح الأنساب الشريفة) دون ذكر نص ظهير واحد يركن إليه؛ إلا ظهير يوسفي، في صحته نظر، و قد قيل: إنه عمل بيد، إذ لو كان بيده أعلى من هذا لأورده؛ و لكن الغريق يتمسك بقشة كما يقولون.
4 - و بعد هذه الطعون الواضحة الجلية، أترك للقارئ الفطن فرصة التأكد من سلسلة نسبهم المزعومة من خلال تطبيق قاعدة ابن خلدون، القائل: "إنا إذا شككنا في نسب، حسبنا كم بين من في أوله و من في آخره من السنين، جعلنا لكل مائة سنة ثلاثة أنفس، فإنها مطردة عادة، و إن أخرمت فبالزيادة". و هذه القاعدة نقلها الحافظ ابن حجر عن ابن خلدون ثم قال: و لقد اعتبرنا بها أنساب كثير ممن أنسابهم معروفة فصحت، و أنساب كثير ممن يتكلم في أنسابهم فانخرمت. انظر نظم العقيان للسيوطي 138.
5 - انظر حياة الشيخ أحمد ابن الصديق 114.
6 - فقد ورد في نموذج إجازته المتداول بأيدي تلامذته: فقد أجزت .... أن يروي عني كل ما صح لدي من ..... و علم أسرار الأسماء و الحروف ... . تأمل.

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 03:57 م]ـ
الطرة 2: حول (تقديم) أبي الفتوح لكتاب عزنان، فإنه يتضمن مغالطات، و فيه كذب مفضوح، و هو يعرض بي بالدرجة الأولى و يمزج ذلك تلبيسا و تدليسا بمؤلف (تنبيه القاري) و شيخه المغراوي، و من العجب أن يصف الشيخ و تلميذه فواقر أبي البيض بهفوات اجتهادية مغفورة له، والتي لا يخلو منها عالم في كل زمان و مكان على حد تعبيره [ص: ب]، فهل اعتقاد وحدة الوجود، و اعتقاد أنها ما انطوت عليه ضمائر الأنبياء و المرسلين، و الأولياء و الصالحين، من عهد آدم إلى النفخ في الصور، و من لم يعتقدها فإيمانه مدخول، مع أن العلماء المحققين بحثوا عن تلك الموبقة فوجدوها عريقة في الوثنية، و أنها لم تظهر في الإسلام إلا في القرن الثالث، و من يعتقد إيمان فرعون (حشره الله معه)، و أن إبليس كان على حق لما امتنع من السجود لآدم؛ لأنه –أي: إبليس- هو الله تعالى، فكيف يسجد لنفسه؟ و من يرجح فناء النار، و أن عذابها قبل فنائها عذب لذيذ، و أن جماهير العلماء و الأولياء في مختلف العصور لم يفهموا التصوف الحق أي الباطني الوثني؛ لأنه لا يدرك إلا بالذوق، كما زعم اتباعا لأسلافه الزنادقة، و هل من زعم أن نبوة التشريف ما زالت مستمرة و أن النبي بل و الأولياء يعلمون الغيب حتى الخمس التي استأثر الله بها، ... إلى غير ذلك من المصائب و البوائق التي لا تمحوها البحار، و من آخرها و قد مات و هو يلهج بها: المطاعن في عدد من الصحابة و الوقيعة في بعض أفاضلهم كخال المومنين، و كاتب وحي رب العالمين، سيدنا معاوية بن أبي سفيان، و إنكار عدالة الصحابة، و تسجيل أن أغلبهم كانوا يبغضون علي بن أبي طالب (هكذا بخطه: أغلب الصحابة)، فيلزم عليه أنهم منافقون للحديث المعروف: "لا يحبك إلا مومن و لا يبغضك إلا منافق"، فهل هذا و غيره هفوات اجتهادية (مغفورة له)، و هذه جرأة على الله تعالى، فمن أنبأ أبا الفتوح بأنها مغفورة له، و كيف تكون لا يخلو منها عالم في كل زمان ومكان، و قد حكم الفقهاء في باب الردة من الفقه في جميع المذاهب بردة من يرتكب أقل منها كما يعلم من مراجعتها، فما نقول في هذا الفدم الغبي الدعي؟ على أنني أعترف بعلم الشيخ و فضله، ولكن هذا لا يحول بيني و بين الشهادة بالحق و الجهر به، عملا بقاعدة الولاء و البراء، و أنها من أوثق عرى الإيمان، و لا يحصى من العلماء من حذّروا من آبائهم و مشايخهم لما علموا أنهم غير ثقات، و كلامهم في الجرح و التعديل مدوّن مشهور، و لولاهم لدخل الوهن باكرا في الإسلام، وما أظن هذا يخفى على أبي الفتوح، و لكنها الأهواء تعمي و تصم.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير