تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أحسن كتبه في هذا المجال (المداوي)، و قد قرأت بعضه مخطوطا بمنزل الشيخ بطنجة، و استنكرت حملته الظالمة على المناوي التي تجاوز فيها الحد، حتى إن شقيقه المغفّل عبد الله اعترف كما في مقدمة الطبعة أنه حذف منها أشياء، و الجدير بالذكر أن الكتاب وصل الشيخ الألباني و هو مريض، فلم يستطع مع الأسف تتبع أوهامه و أخطائه العلمية الكثيرة، و نبه على بعضها في مجلداته الأربعة الأخيرة من موسوعته الفريدة الرائعة (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة و أثرها السيء على الأمة) و نقد صنيع أبي البيض نقدا علميا مسدّدا دون شتم و لا تجهيل، و قد كنت نبهت عزنان في آخر رسالة مني إليه أن يُعنى بكتب الألباني و يدرسها بجد حتى يعرف علوم الحديث و يتذوقها إن كان أهلا لها، لو أراد الله به خيرا، و لكنه أصغى إلى الأبالسة، و جرفه تيارهم فاتخذوه بوقا يُجاحش عنهم، و يُحامي، و لكن الله تعالى قيضنا له، فنحن له بالمرصاد، نعيده إلى جُحره، و نعرفه قدرَه، و أنا أحمد الله كثيرا أن ألهمه حذف اسمي من قائمة شيوخه و مجيزيه، فأنا لا أحب و الله أن أذكر مع الغماريين، فكيف مع مقبوح، و السقاف، والكرفطي، و من يبصق على أسمائهم التاريخ، و يُعلن بالتنديد و التوبيخ؟ و قد ذكرت بالمناسبة قول عزنان في إحدى رسائله إلى أن شيخه الدكتور الزنيفي البيضاوي قال له عن أبي البيض: من لم يعرف أحمد ابن الصديق فلا يلومنّ إلا نفسه، و قد ضحكت كثيرا لسماع هذه الأفكوهة، وأجبت قائلها في رسالة لزعنان بأن القائل لو عكس لأصاب، و أعني لو عرف إنسان أبا البيض و مذهبه وعقيدته و تابعه عليها فلا يلومن إلا نفسه، و قد أشار زعنان في أثناء كلامه عن رسائل أبي البيض أن شيخه الكرفطي جمع رسائل شيخه أبي البيض (إليه خاصة) و طبعها باسم (در الغمام الرقيق)، وهذا دليل على جهله و تسرعه و أنه لم يقرأ كتاب شيخه الذي نص في مقدمته أنه جمع معها رسائل لبعض الناس الخ، و الواقع أنه سطا –أصاب الله يده بالشلل، و عقله بالعِلَل- على أكثر من عشرين رسالة علمية، دون استئذان و لا شكران، و زاد على ذلك تهديدي أخزاه الله و رد كيده في نحره.

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 04:02 م]ـ

الطرة 15: و هذه أخلاق الصوفية، و تربية الزاوية، قطع الله دابرها (وَكْرُ الفُجور، و نَبْعُ زُور) كما قلت في قصيدة من الشعر الحُر نشرت قديما في جريدة (النور) بتطوان، و إليك نصها:

في البيت أربع نسوة

و الخادمات ..

و الزائرات ..

هل يا ترى يسلمن من فحشائه؟

شيخ الطريقة عندنا،

لص بشوش ..

و المسبحة

شباك صيد

رؤيا المنام سبيله

نحو الجيوب

سمسار

أدنى و أهون ما يبيع إذا انتشى

جنات عدن

و الزاوية

وكر الفجور، و نبع زور

مأوى المخانيث

الشاطحين على المكا و التصدية

لا يعرفون سوى الغناء

و الخمر تحسى و الحشيش

قرآنهم للبيع

و لـ (فدية) يتلى على القبور

هم يكتبون … و يشعرون

كذب و تضليل و زور

هم يكتبون ..

شيخ الطريقة علة شقيت بها الأديان

و كذلك الأوطان

رمد بعين الدين

سرطان في كبد اليقين

لا ينهض الإسلام

من كبوته

من غفوته

و بجسمه هذا المخدر

هذا الوباء المنتزي

(شيخ الطريقة)

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 04:03 م]ـ

ثم أشار في نهاية الفصل إلى الرد على المغراوي الذي أشار إلى ميل المستشرقين و المبشرين إلى تأييد الصوفية و الطرقيين، و أنهم مازالوا يُولونهم اهتماما خاصا الخ. و هي حقيقة لا ينكرها إلا جاهل غِرّ، و معروف أن المراكز الثقافية في أوربا و العالم العربي لا تهتم غالبا إلا بكتب الصوفية العريقة في الكُفر و الشطح، و قد طبعوا من ذلك العشرات؛ بل لا تكاد تجد كتابا بهذا الشكل إلا و تجدهم طبعوه بأوربا، و يطول بنا القول إذا أردنا بسط الكلام فيها، أما كتب الحديث و العقيدة السّلفية ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية، و تلاميذه، فإنهم يُولونها خبالا و إعراضا و يحذرون منها، يساعدهم في ذلك غلاة الصوفية المجرمون، و هذا أميرهم عبد القادر محيي الدين الجزائري الذي كان يسعى لنفسه، و هاجم المغاربة مرارا أيام الملك محمد الرابع، و لكنهم دحروه، و هزموه، كما شرحه الناصري في الاستقصا (الجزء الأخير)، و هو صاحب كتاب (المواقف) الذي استقاه من (الفتوحات المكية)؛ بل (القبوحات الهلكية) على حد تعبير الحافظ البلقيني. و ذكر المؤرخون أنه كان يبحث عن كتب ابن تيمية بالخصوص بالشراء أو السرقة و يحرقها، أحرق الله شِلْوَه، كما أشار إليه الألباني في مقدمة (الكلم الطيب) لابن تيمية، و قد خيب الله سعي الأمير و من لَفَّ لَفّه من مُخرفي الصوفية، فقيض لمؤلفات شيخ الإسلام من تتبعها من خزائن العالم و جمع منها المآت، و طبع منها ما تقر به أعين الموحدين، و تثلج صدور المومنين، و ما زال البحث جاريا، و يظهر منها بين الفينة و الفينة ما ينشرح له الصدر و يستنير العقل، و لكن خفافيش الظلام من الصوفية يتأذون من رُؤيتها، و قد قال أبو البيض -كما تقدم- بأنها سبب الضلال، و ما ضل من ضل إلا بقراءتها، والهُدى و النور عنده في قراءة: الإبريز، و طبقات الشعراني، و جامع كرامات الأولياء، و جواهر المعاني، و نحوها، (و إن كان يكره هذه، و يعتقد كفر صاحبها التجاني)، و بالمناسبة أقول بأن أبا الفتوح رجع عن تكفير التجاني الذي قال به زمنا تبعا لشيخه، و أثبته في ترجمته (الأنيس و الرفيق)، و ربما فعل هذا عناداً لخصمه الشيخ الزمزمي، و أخبرني من سمعه يُثني على التجاني و يقول عن كُفْرياته بأن مثلها معهود عن الأولياء، و نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير