تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بذلك، و من أخبار الطرداني هذا أنه أخبر عن دار أبي البيض بسوق البقر بطنجة أنها لا تُباع، و تَعَثَّرَ بيعُها بعد وفاته، فقال المغفلون (و منهم بعض إخوته): إنها نبوءة فلان، و لكنها بيعت أخيرا، و بلغ زوجي نصيبها منها).

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 04:09 م]ـ

وخالف السنة في تزويق المسجد و زخرفته، و تفريشه بالزرابي .. بالتأويل الذي شنع به على المقلدة و كفرهم لأجله؛ فقال في (إحياء مقبوره): "و أجازوا –يعني المقلدة- تزويق المساجد و فرشها بالحصر و الزرابي، لأنه أدعى للاحترام، و لما فيه من مصلحة المصلين .. مع أنه ورد النهي بل الوعيد على ذلك" انتهى بلفظه!! (قال أبو أويس: و قد ذكر المؤلف –أعني: الشيخ الزمزمي-في كتابه الفاضح (الزاوية) ما جرى في بناء الزاوية بعد وفاة والدهم، و كيف جمع أبو البيض الملايين من أهل طنجة المساكين، و صرفها في تجديد الزاوية و زخرفتها، و بنى على قبر والده قبتين اثنتين، و هو محدث سلفي أثري خادم الحديث يعرف حديث: "ما أمرت بتشييد المساجد "-1 - ، و أثر "إذا زخرفتم مساجدكم فالدمار عليكم " -2 - ، و أذكر أنني قرأت منذ عقود من السنين في كتابه (تشنيف الآذان) الذي نصر به البدعة: أنه يحب أن تكون المساجد أعلا و أجمل و أبهى من قصور الملوك والأثرياء لأن الله تعالى أمر برفعها (في بيوت أذن الله أن ترفع)، و هو يفسر الرفع بالزخرفة و التشييد و المرمر و الزليج، و هذا ما يذهب إليه فقهاء فاس الذين يكفرهم أبو البيض). وخالف السنة والإجماع و القياس و الاستحسان؛ بل و الملل كلها في بيعه المساجد وأحباسها .. بالتأويل الذي هو في الحقيقة تلاعب بالدين، و استهزاء بآيات الله تعالى!!


1 - رواه أبو داود رقم: 447. صححه ابن حبان.
2 - أخرجه ابن المبارك في الزهد وأبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف موقوفا على أبي الدرداء. قاله الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء رقم: 3556.

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 04:10 م]ـ
(قال أبو أويس: و خلاصة ذلك أن جد أبي البيض أحمد بن عبد المؤمن (مول اللحية الطويلة، السّبع الأصفر -1 - ) فتح زاوية بحي (رأس الرخامة بتطوان) و هو من كبار تلاميذ العربي الدرقاوي، و كان وقتها بتطوان محمد الحراق، وعلي الريسوني، و قد فتحا زاويتين و أغلب مريديهم من أهل البلد، و لا سيما الريسوني، فقد استقطب رجال المخزن و السلطة و الثراء و الجاه، و لما لم تقبل على التجكاني إلا فلول من البدو، كر راجعا إلى بلده، و بعد وفاته جاء ولده الحاج الصديق –و هو من الأولياء الكُمّل عند حفيده أبي البيض- إلى تطوان، و باع الزاوية –و فيها قبور- إلى يهودي، و قد غيّر معالمها، و أخرج منها محلات للكراء، و لما رأى ذلك (زِيوْزِيوْ) الدرقاوي أدركته الغيرة فاشترى ما تبقى من الزاوية، و وهبها لوالد أبي البيض الذي سلمها لفقرائه فبنوها زاوية، و عمروها بالسماع و الرقص، و كان أهل الشيخ إذا قدموا من البادية نزلوا في الزاوية، فوقعت الشكوى منهم مرارا، فلم يكن من أبي البيض إلا أن باعها للريحاني، و باع أرضا موقوفة عليها، و استقال الريحاني أبا البيض فأقاله، و باعها لغماري خباز يقال له: أكَعْرير، و بعد ثورة الشيخ على الإسبان التي كانت حماقة، و نفيه، انتهز الفرصة صهره و ابن عمته، و رفع عليه دعوى مستعينا بالإسبان فحكم له القاضي أحمد الشدادي الذي كان يُكِنّ للشيخ أشد العداء لنكفيره إياه من أجل استسقائه بذبح فرس و كتابة آيات على جمجمته، و رميه في بئر، و سكن الصهر الدار التي فوق الزاوية، و بعد وفاته باع ولده الدار، وأكرى الزاوية، و هكذا تفعل الزاوية بأهلها، نسأل الله العافية) في مسائل أخرى .. ذكرتها برمتها في كتابي (تحذير المسلم ممن يدعي العمل بالسنة و هو كذاب مجرم). انتهت كلمة الزمزمي التي نقل منها الأخ بدر تصريحه بكتاب (تحذير المسلم)، و كنا أخطأنا في تسميته ب (تعريف المسلم) والخطب سهل، و نقل بدر في مواقفه عبارة لأبي البيض يشير فيها إلى الكتاب و كتاب آخر سماه (البلاء الأزرق) و قد حاولت مرة السعي بين الإخوة الغماريين في الصلح و إصلاح ما أفسده القتّات أبو الفتوح طيلة سنوات بالتجسس و الكذب و النميمة عامله الله بما يستحق، و وجدت ذات البين مختلفة بينهم لا يمكن إصلاحها، و قد أبدى أبو البيض تجاوبا مشكورا معي، و صرح لي بأنه على استعداد للذهاب معي إلى الشيخ الزمزمي حافيا إذا قبله، قال: أما عبد العزيز فلا يمكن الصلح معه لما فرط منه مما يمس العرض، و ينافي الأخلاق، علاوة على الجاسوسية و كشف أسراره للإدارة الفرنسية، كما أجاب إلى الصلح مع عبد الحي، و لما ذهبت إلى الشيخ الزمزمي لمنزله الأول بالقصبة، و ذاكرته في الأمر، غضب و ثار و صاح، و علا صوته، و تمعّر وجهه، حتى رحمته، وجاءني برسائل ثلاث (تحذير المسلم) و لعل الأخريين: (البلاء الأزرق) و نسيت الثالثة، وقرأ علي فهرس الأولى، و قال لي: لن أعيركها، و ما زلت أذكر: باب في عقوقه، باب في زناه، باب في قطعه للرحم، باب في لواطه الخ، هذه الرسائل هي التي أخرجها إلى صحن الدار، و أضرم فيها النار، قائلا: إن المقصود بها كان أبا البيض و قد توفي، هذا ملخص ما جرى حول الرسائل التي أنكر وجودها، و زعم أنه سأل عنها عبد الباري فأنكرها، و ها هو والده يعترف بها، و كذلك أبو البيض، فمن تصدق إن صح اتهام الزنديق زعنان زُحار، ردّ الله كيده في نحره، و أولاه الفشل في جميع أمره.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير