تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أردأ خطا منه، فصورته و قرأته و تيقنت أن المؤلف يكيد للإسلام بعبثه بالقرآن وتفسيره بالرأي المحض، ناهيك من رجل سلخ شهورا و أياما يقرأ القرآن في المصحف، و يراجع لمعاني المفردات تسهيل ابن جزي كما أخبر في رسالة إلي، و كلما مر بآية من سورة البقرة إلى سورة الناس، تتعلق بالمنافقين و النصارى و اليهود و الصابئين و المشركين و نحوهم إلا طبقها على المقلدين المسلمين دون قيد و لا استثناء زاعما أنه المعنى الصحيح المراد لله تعالى كما أقسم بالله تعالى في (مطابقة الاختراعات العصرية) أن الله تعالى ما أراد بالآيات النازلة في المنافقين في أوائل البقرة إلا الوطنيين من حزب الاستقلال و حزب الإصلاح الوطني، فاعجب لهذا الرجل الذي بلغت به الجرأة على الله و الاستهانة بحرماته إلى هذا الحد، و لما وعيت هذا و عرضته على أصول الدين الإسلامي وقواعده و فقه سنته، و علمت أنه ينافيه كل المنافاة، و أن الأمر لا يحتمل التأويل فنفضت يدي منه، و تبرأت من نحلته و أعلنت منابذته، و لا بأس علي إن قضيت الأعوام و السنين في الرد عليه و كشف عوراته لاعتقادي أنها أفضل الجهاد، لأن أبا البيض و حزبه يخربون حصوننا من الداخل، والاغترار بهم قاتل، و الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، و ما أخبرت به زعنان في رسالة مني إليه من عزمي على كتابة (صحيفة سوابق) أسجل فيها نحو خمس عشرة موبقة، صحيح، و قد زدت عليها فبلغت الآن عشرين موبقة بين مكفرة و مفسقة، و يطيب لي أن أعلمه أن كتابه (دفاع عن كرامة أبي البيض) كان أكبر حافز و أقوى باعث لي لنفض الغبار عنها والتعجيل بكتابتها ليهلك من هلك عن بينة، و يحيا من حيي عن بينة، و ما كتبت هذه الطرر والمواقف –و قد بلغت العشرين- إلا مدخلا لها، و سأوافيك بها بعد قليل، و أذكرك بكلمة الإمام المجاهد الصابر المحتسب أحمد بن حنبل المتقدمة التي فضل بها من يحارب المبتدعة، و يكشف للناس ضرهم على الصائم القانت المخبت المنقطع، لأن نفع هذا قاصر عليه، و الأول يعمل لأجل حماية الدين و المعتقد، و سلوك مُحْدِث البيضاء و البْريجة اللعين المخزي معي عجيب، فإنه زارني و تتلمذ على رسائلي و استجازني فأجزته، فوجد في صيغة الإجازة وصف أبي البيض: إمام العصر، و نادرة الدهر، في حين أنني أكفره و أحكم بردته بأدلة تبلغ خمسة عشر دليلا باعترافه، مع أن واحدا منها يكفي، و الوصف المذكور صحيح، ما زلت أعتقده بأن أبا البيض كان وقته بالمغرب إماما فريدا لا نعلم له نظيرا، و ليس هذا خاصا به؛ بل هو موقفي من الكتاني و الفاسي الفهري، فإنني أعتقد فضلهم العلمي، و أبرأ إلى الله من انحرافهم و عمالتهم، و لكن حصة أبي البيض كانت حصة الأسد؛ لأنه شذ عنهم، و تظاهر بمصائب لا تُعرف عنهم، و الحق أن انحرافي عنه بدأ برسالة فرعون، فقد دهشت لجوابه عن سؤالي عن فرعون بأنه مؤمن، و لا شك أنه يقول زيادة على إيمانه بولايته كما قال قدوته الكبرى ابن العربي الزنديق الملحد في (فتوحاته)؛ بل مسوخاته التي مسخت عقول الغماريين حتى نَعَق أبو العُسر جمال الطين بنعته مُحيي الدين و الإيمان، و دعا: أعاد الله عليه من أنفاسه الزكية، و ملأ كتابه (السوانح) من فضائحه، و حين اطلعت عليها وجدتها من موجبات الكفر و الردة، و لم أستبح السكوت عليها فكتبت عليها ردودا موفقة إن شاء الله، ثم إن صيغة تلك الإجازة كانت قديمة، و مع اعترافي بمشيخته لي كغيره، فإني أبرأ منه و أحذر منه، و أكشف للناس جرائمه عملا بأصل الولاء و البراء في الإسلام، و إحياءً لسنة خليل الله عليه السلام، والشهادة بالحق واجبة كما قال تعالى: ( ... على أنفسكم أو الوالدين و الأقربين)، و مسألة التكفير و التفسيق أنا أعلم خطورتها، و ما كنت لأجرأ عليها لولا ما توفر لدي من دلائل و براهين جمعت أقوى وسائل الردة كما يعلم من أبواب الردة في جميع مذاهب الفقه، على أن كثيرا من العلماء و الدعاة في الحرمين الشريفين و مصر لما وقفوا على رسالة أبي البيض في إثبات إيمان فرعون، استعاذوا بالله منها، و اعتبروها محادة لله و رسوله، فكيف لو اطلعوا على سائر موبقاته التي ستتولى (الصحيفة) ببيانها بإذن الله، و يعلم الله أنني لم أكتب حرفا فيها بدافع الهوى أو الانتصار للنفس، فإنني لم ألق من أبي البيض إلاالجميل، و قد أهدى إلي من كتبه الكثير و مدحني بقصيدة ميمية أوردها بدر في "الجواب المفيد"، و ما أحسبه مدح غيري بالشعر، و قد كانت ردا على مدائحي التي لم أكن فيها كاذبا؛ بل معتقدا مغترا جاهلا بالحقائق، و قد اعتذرت من هذا، و صرحت به في رائيتي التي نشرها أبو سفيان، في طليعة (تنبيه القاري) و هذه أبياتها الأولى، و كلها مهمة في نقد صوفية طنجة و ما هم عليه من الإفك و البهتان: [الطويل]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير