تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثالثا: أن الشيخ الحافظ عبد الحي الكتاني رحمه الله تعالى كان شيخ الشيخ المنتصر الكتاني، بل من شيوخ والده العلامة الزمزمي، رحمهم الله تعالى، والشيخ المنتصر الكتاني رحمه الله كان شديد الأدب مع مشيخته خاصة فيما يكتبه، وهو في كتاباته لم يكن يصف شيخه الشيخ عبد الحي الكتاني إلا بالحافظ ... كما تجدونه في مقدمته للرسالة المستطرفة وغيرها ..

رابعا: وهو أهمها: أنه لا يوجد أي دليل ولا إثبات لما ذكر، والبينة على المدعي واليمين على من أنكر؟ ..

ثانيا: وما رأيه في ما قاله الشيخ بوخبزة أن الشيخ المنتصر الكتاني كان كثير الملازمة لأحمد بن الصديق الغماري؟

الشيخ المنتصر الكتاني كان - رحمه الله - أنبغ تلامذة أحمد الغماري، بل كان بعض معاصريه يفضله علما وحفظا عليه، وكانت بين الغمارية من الأخوة والمحبة ما بقي مستمرا إلى وقت قريب.

ومن المفارقات: أن الشيخ أحمد الغماري وطريقته الدرقاوية الصديقية كانوا من أتباع الشيخ المنتصر الكتاني، حين أسس حزب الخلافة الذي رام من أجله إحياء الخلافة الإسلامية في العالم الإسلامي خاصة المغرب العربي، فدخل أحمد الغماري بطريقته وأتباعه تحت لواء الجد الإمام المنتصر الكتاني رحمه الله، ولذلك كان الجد رحمه الله كثيرا ما يصفه بصديقنا لا بشيخنا ...

وبالرغم من ذلك فإن مولانا الجد - رحمه الله - كان كثير النصح للشيخ أحمد الغماري، وكانت النقاشات بينهما ترتفع فيها الأصوات وتبح الحناجر كما يصفه الشيخ عبد الله التليدي في مذكراته، حتى إن الجد رحمه الله كان يقول عنه: "علمه أكبر من عقله" ..

ثالثا: وما رأيه في ما قاله الشيخ بوخبزة أن الشيخ المنتصر الكتاني كان ينقل لأحمدج بن الصديق أخبار الكتانيين؟

كلام غير مفهوم، ولا شك أن المعاشرة والمجاورة يحدث فيها تلاقح الأفكار، وتناقل الأخبار، وأحمد الغماري وعائلته كانوا يعدون من ضمن أسرتنا لقوة المحبة والألفة بين العائلتين كما لا يخفى ... وما كانت أخبار الكتانيين إلا تبهج الحبيب، وتقمع الحسود ...

رابعا: ما رأيه في تصريح الشيخ بوخبزة من أن الشيخ عبد الحي الكتاني كان من العملاء لفرنسا

لم يصرح بهذا، إنما أشار إليه فقط، وتلك دعاية كان نشرها الوطنيون ضد الشيخ عبد الحي الكتاني، رحمه الله، لأنه كان يتهمهم بالعلمانية، ويحارب أفكارهم، وكان ضد تغيير القوانين الشرعية وإحلال القوانين الوضعية مكانها، فكان من ضمن العلماء الذين أفتوا بعزل محمد الخامس وتنصيب محمد بن عرفة، فاتهم جميعهم بالخيانة والعمالة، وعند الله تجتمع الخصوم ..

أما مؤلفات الشيخ عبد الحي الكتاني وكتاباته - كما قال شيخنا شعيب الأرنؤوط حفظه الله - فكلها طافحة بالغيرة على الإسلام وحرب المستعمر، والدفاع عن الشريعة حكما وتطبيقا ...

وعلى كل؛ فحتى أحمد الغماري رمي بالعمالة للاستعمار، بل هاجم أهل طنجة بيته في مظاهرة عارمة وكاد يقتل لولا أن هربه الشيخ المنتصر الكتاني لمصر، كما هو معلوم ... وتلك فترة لم يدون تاريخها بعد ...

-يتبع-

ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[06 - 01 - 07, 04:37 ص]ـ

وقولك أخي الكريم:

خامسا: أليس الشهيد محمد بن عبد الكبير الكتاني وأبوه الشيخ عبد الكبير الكتاني بل والكتانيبون جميعا ينالهم قدح الشيخ بوخبزة في التصوف؟

حاشا لله، فإن شيخنا بوخبزة حفظه الله يكن للكتانيين كل محبة وتقدير، وهو يرد ويكره الصوفية الخونة المتخاذلين، والجهال منهم الذين يتبعون أهواءهم، ويتمشدقون بالمنامات والأهواء، أما من كان منهم عالما صادقا، مجاهدا شهيدا، يرجع للحق متى بدا له الدليل، فإن الشيخ بوخبزة حفظه الله، يقدره ويحترمه ويستغفر لما قد يراه مما يرى أنه من الهفوات، حفظه الله تعالى ..

وقد ذكر جد والدتنا الإمام أبو الهدى محمد الباقر بن محمد بن عبد الكبير الكتاني رحمه الله تعالى في مشيخته أن شيخه أبا شعيب الدكالي رحمه الله تعالى شنع في بعض دروسه على الطرق الصوفية وسفه أهلها، فزاره الشيخ الباقر ولامه على إجماله وعدم تفصيله في ذلك، فقال له الشيخ أبو شعيب: "حاشا لله أنا لا أقصدكم أنتم، إنما أقصد أهل الأهواء والخرافات والبدع، ككذا وكذا" ...

فتنبه أخي الكريم إلى ملاحظ الأئمة المصلحين ...

أما ما ذكرتموه من التفصيل بعد ذلك فهو خارج عما نحن بصدده، وقد طبعت كتب الشيخ ابن عبد الكبير رحمه الله، وهو لا يقول فيها بالوحدة، بل أنكر القول بالحلول والاتحاد وأسس فصلا طويلا في ذلك، تجده في "البحر المسجور في الرد على من أنكر فضل الله بالمأثور" ..

أما أنه كان من أتباع ابن العربي الحاتمي، فلا يصح، إنما كان يتأول له، ويرى أن له ملاحظ لم يدركها من لم يشرب مشربه، وينكر أشد الإنكار اعتقاد ظاهر كلامه ويعتبره كفرا، وينهى عن قراءة أشعاره وأشعار ما يعرف بالحقائق .. كما فصله نجله الإمام الباقر في "ترجمة الشيخ محمد الكتاني الشهيد" وهي مطبوعة بدار ابن حزم بتحقيق خالتنا الدكتورة نور الهدى الكتاني وإشرافنا ... وهذا مذهب جمهور من العلماء، كابن السبكي والسيوطي من المتقدمين، وجمال الدين القاسمي من المتأخرين ..

والقول بأن للشيخ أبي المكارم جبل السنة والدين عبد الكبير بن محمد الكتاني رحمه الله صلوات مشكلة، لا يصح، لأنه لا تعرف له صلوات أصلا ...

وعلى كل؛ فقد صرح الحافظ الشيخ عبد الحي الكتاني، بأن الشيخ محمدا بن عبد الكبير الكتاني رحمه الله رجع عن الحديث في تلك الأمور آخر عمره، وهم بإحراق كتبه التي كتبها في ذلك، كما هو مبين في كتابه "المظاهر السامية في النسبة الشريفة الكتاني" أثناء ترجمته ... والأمور بخواتيمها ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير