تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حصار غزة وبادرة أمل]

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[14 - 04 - 08, 01:43 م]ـ

[حصار غزة وبادرة أمل]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فإن غزة تحت الحصار، والمسجد الأقصى يئن وجدرانه تتصدع، وإخوان القردة والخنازير يحفرون الأنفاق من تحته يبحثون عن هيكلهم المزعوم ويقيمون الجدار العازل يعزلون به الشعب الفلسطيني الباسل، ويمزقون أرضه تمزيقاً، والمسلمون في شتى بقاع الأرض قد أثقلتهم الهموم فلبنان يبحث عن رئيس يجتمع عليه الفرقاء المتنازعون، والسودان يبحث عن الجنوب الضائع، ويئن في دارفور، وباكستان الدولة النووية تنتهي من كارثة قدرية بفعل الزلازل إلى كوارث إنسانية إلى قتل وعنف وتفجيرات واغتيالات.

وأفغانستان من الاحتلال الروسي إلى الاقتتال الداخلي ثم الاحتلال الأمريكي، وإندونسيا أكبر الدول المسلمة تغرق في الفيضانات، ودول الخليج تبحث عمن يحميها من أطماع جيرانها، عراق صدام، ثم إيران الثورة التي تسعى لتصدير مذهبها، والدول العربية لا تملك القدرة على اتخاذ القرار الفعال في أي مشكلة من هذه المشكلات، وكلها تعاني المشكلات، ليست غزة وحدها محاصرة، بل إن أمتي كلها محاصرة، قد غلت يدها فهي عاجزة عن الحراك، ولكنها تئن وتتألم فأنينها وآلامها هو الدليل الوحيد على بقائها على قيد الحياة، ليس هذا أول حصار، ولن يكون آخر حصار، لقد حوصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة في شعب أبي طالب، وقد أجمع المشركون على أن يتعاقدوا على بني هاشم وبني المطلب وبني عبد مناف، وأن لا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يُسلموا إليهم محمداً صلى الله عليه وسلم، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة - مثلما تفعل أمريكا اليوم حين تفرض الحصار على أمة أو دولة فتستخرج من مجلس الأمن الدولي وثيقة الحصار - وقد دام حصار المسلمين الأوائل نحو ثلاث سنين حتى بلغ منهم الجهد مبلغه، ومع هذا بقوا صامدين صابرين، حتى قيض الله عز وجل لهذه الصحيفة الظالمة من ينقضها، ولهذا الحصار الشديد من يكسره، قال تعالى: http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_R.GIF يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_L.GIF [ البقرة: 153: 157].

و قال تعالى: http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_R.GIF وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_L.GIF [ محمد: 31].

ثم كان الحصار الشديد للمسلمين في المدينة حينما تمالأت عليهم جنود الكفر والشرك وجاءوهم بما لا قبل لهم به، فوفق الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه فحفروا خندقاً وتحصنوا به، وجاء المشركون فنزلوا غربي المدينة قريباً من جبل سلع، ونزلت طائفة منهم في أعالي أرض المدينة كما قال تعالى: http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_R.GIF إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_L.GIF [ الأحزاب: 10].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير