تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأتي برجل جنى جناية، فرأى ناسا يعدون خلفه، فقال: لا مرحبا بوجوه لا ترى إلا عند كل سوء. وقال له الحارث بن حوط الراني: أظن طلحة والزبير وعائشة اجتمعوا على باطل، فقال: يا حارث! إنه ملبوس عليك، وإن الحق والباطل لا يعرفان بالناس، ولكن اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف من أتاه.

ورأى رجلا يسأله عشية عرفة، فقال: ويحك تسأل في هذا اليوم غير الله! وروي عنه أنه قال: يا معشر الفتيان حصنوا أعراضكم بالأدب ودينكم بالعلم. وكان إذا انصرف من صلاته أقبل على الناس بوجهه فقال: كونوا مصابيح الهدى، ولا تكونوا أعلام ضلالة، واكرهوا المزاح بما يسخط الله، وليهن عليكم الذم فيما يرضى الله، علموا الناس الخير بعبر ألسنتكم، وكونوا دعاة لهم بفعلكم، والزموا الصدق والورع.

وقال: الصمت حلم، والسكوت سلامة، والكتمان سعادة. واجتمع عنده جماعة فتذاكروا المعروف، فقال: المعروف كنز من أفضل الكنوز، وزرع من أزكى الزروع، فلا يزهدنكم في المعروف كفر من كفره وجحد من جحده، فإن من يشكرك عليه ممن لم يصل إليه منه شيء أعظم مما ناله أهل منه، فلا تلتمس من غيرك ما أسديت إلى نفسك، إن المعروف لا يتم إلا بثلاث خصال: تصغيره، وستره، وتعجيله، فإذا صغرته فقد عظمته، وإذا سترته فقد أتممته، وإذا عجلته فقد هنأته.

وقدم عليه قوم من أهل الغرب فقال لهم: أ فيكم من قد شهر نفسه حتى لا يعرف إلا به؟ فقالوا: نعم! قال: وفيكم قوم بين ذلك يتصونون من السيئات ويعملون الحسنات؟ قالوا: نعم! قال أولئك خير أمه محمد، أولئك النمرقة الوسطى، بهم يرجع الغالي، وبهم يلحق المقصر.

وروي عنه أنه قال: ألهم البهائم كل شيء إلا أربع خصال: أن الله عز وجل خالقها ورازقها ... وإتيان الذكر الأنثى، والفرار من الموت، وطلب الرزق.

وقال: ستة لا يسلم عليهم: اليهودي، والنصراني والمجوسي، والشاعر يقذف المحصنات، وقوم يتفكهون بسب الأمهات، وقوم على مائدة يشرب عليها الخمر.

وقال: الأئمة من قريش خيارهم على خيارهم، وشرارهم على شرارهم. وقضى على رجل بقضية فقال: يا أمير المؤمنين! قضيت علي بقضية هلك فيها مالي، وضاع فيها عيالي! فغضب حتى استبان الغضب في وجهه، ثم قال: يا قنبر! ناد في الناس الصلاة جامعة. فاجتمع الناس ورقي المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فذمتي رهينة، وأنا به زعيم، بجميع من صرحت له العبر إلا يهيج على التقوى زرع قوم، ولا يظمأ على التقوى سنخ أصل، وإن الخير كله فيمن عرف قدره، وكفى بالمرء جهلا ألا يعرف قدره، إن من أبغض خلق الله إلى الله العبد وكله إلى نفسه جائرا عن قصد السبيل، مشغوفا بكلام بدعة، قد قمس في أشباهه من الناس

وفي هذا الكتاب فوائد كثيرة ,وأقوال ومواعظ لعلي رضي الله عنه، فمن أراد الاستزادة فليتفضل هذا الرابط:

http://islamport.com/d/3/tkh/1/78/1967.html

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير