تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الملتزَم، مكانه، والدعاء عنده

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 09 - 02, 07:27 م]ـ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

1. مكان الملتزم:

هو ما بين الباب والركن:

عن ابن عباس قال: الملتزم ما بين الركن والباب.

عن الشيباني قال: رأيت عمرو بن ميمون وهو ملتزم ما بين الركن والباب.

عن مجاهد قال: كانوا يلتزمون ما بين الركن والباب ويدعون.

عن محمد بن عبد الرحمن العبدي قال: رأيت عكرمة بن خالد وأبا جعفر وعكرمة مولى ابن عباس يلتزمون ما بين الركن وباب الكعبة ورأيتهم ما تحت الميزاب في الحجر.

عن حنظلة قال: رأيت سالما وعطاء وطاوسا يلتزمون ما بين الركن والباب.

رواها ابن أبي شيبة في " المصنف " (3/ 236).

2. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

والدعاء مستجاب عند نزول المطر وعند التحام الحرب وعند الأذان والإقامة وفي أدبار الصلوات وفي حال السجود ودعوة الصائم ودعوة المسافر ودعوة المظلوم وأمثال ذلك فهذا كله مما جاءت به الأحاديث المعروفة في الصحاح والسنن والدعاء بالمشاعر كعرفة ومزدلفة ومنى والملتزم ونحو ذلك من مشاعر مكة والدعاء بالمساجد مطلقاً وكلما فضل المسجد كالمساجد الثلاثة كانت الصلاة والدعاء فيه أفضل.)).

" مجموع الفتاوى " [27/ 129 - 130].

3. وقال:

((وإنْ أحبَّ أنْ يأتيَ الملتزم -وهو ما بين الحجر الأسود والباب- فيضع عليه صدره ووجهه وذراعيه وكفيه ويدعو ويسأل الله تعالى حاجته فعل ذلك وله أنْ يفعل ذلك قبل طواف الوداع فإنَّ هذا الالتزام لا فرق بين أنْ يكون حالَ الوداع أو غيره، والصحابة كانوا يفعلون ذلك حين دخول مكة (1) وإنْ شاء قال في دعائه الدعاء المأثور عن ابن عباس: اللهمَّ إني عبدك وابن عبد ك وابن أمتك حملتني على ما سخرتَ لي مِن خلقك وسيرتَني في بلادك حتى بلغتَني بنعمتِك إلى بيتِك وأعنتَني على أداء نسكي فإنْ كنتَ رضيتَ عني فازدَدْ عني رضا وإلا فمِن الآن فارضَ عني قبل أنْ تنآى عن بيتك داري فهذا أوان انصرافي إنْ أذنتَ لي غير مستبدلٍ بك ولا ببيتِك ولا راغبٍ عنك ولا عن بيتِك اللهمَّ فأصحبني العافيةَ في بدني والصحةَ في جسمي والعصمة في ديني وأحسن منقلبي وارزقني طاعتك ما أبقيتَني واجمع لي بين خيري الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير)).

ولو وقف عند الباب ودعا هناك من غير التزام للبيت كان حسناً.))

" مجموع الفتاوى " [26/ 142 - 143].

======

(1) حسن.

أ. روي ذلك من حديث عبد الرحمن بن أبي صفوان:

عن عبد الرحمن بن صفوان قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قلت: لألبسن ثيابي، وكانت داري على الطريق فلأنظرن كيف يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه وقد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم وقد وضعوا خدودهم على البيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم.

رواه أبو داود (1898) وأحمد (15124) والبيهقي (5/ 92).

وفيه: يزيد بن أبي زياد، ضعَّفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم.

انظر "الجرح والتعديل" (9/ 265).

ب. وروي كذلك من حديث عبد الله بن عمرو:

عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال: طفت مع عبد الله فلما جئنا دبر الكعبة قلت: ألا تتعوذ؟ قال: نعوذ بالله من النار، ثم مضى حتى استلم الحجر، وأقام بين الركن والباب، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطا، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله.

رواه أبو داود (1899) وابن ماجه (2962) والبيهقي (5/ 93).

وفيه: المثنى بن الصباح، ضعَّفه الإمام أحمد وابن معين الترمذي والنسائي وغيرهم.

انظر "تهذيب الكمال" (27/ 203).

قلت: والحديثان يشهد كلٌّ منهما للآخر.

والله أعلم.

4. تنبيه:

وفي المسألة أحاديث مرفوعة أخرى، ومنها:

عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما بين الركن والمقام ملتزم ما يدعو به صاحب عاهة إلا برأ ".

رواه الطبراني في " الكبير " (11/ 321).

قال الهيثمي:

رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه عباد بن كثير الثقفي، وهو متروك.

" مجمع الزوائد " (3/ 246).

وقال الشيخ الألباني:

(ضعيف جدّاً) انظر حديث رقم: 2358 في " ضعيف الجامع ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير