تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما مسألة أنك قمت من أجل الصفوف الأُوَل ولأجل تدرك الصفوف الأول فهذا لك فيه وجه، ولك فيه حق، وأنا أقول: لا أحد يحجز إلا إذا كان له حق، بمعنى أن البعض يأتي قبل الصلاة ويضع كرسيا ولا يجلس في مكانه، أما إذا كان مثل الأخ جاء من بعد صلاة العصر، وجلس في المكان يذكر الله فيه، ثم تأوّل السنة بوضع شيء لأجل أن يقوم لأمر واجب عليه شرعا، فكما قام لعذره في حاجة نفسه قام للصلاة ثم عاد، فهذا أنا أتورع فيه، أنا الذي كنت تكلمت عليه الشخص يأتي من بيته بمجرد أن يضع شماغه ثم ينطلق، أما شخص جلس في مكانه، وحجز المكان، وجلس يذكر الله فيه، ثم حضرت الصلاة فتقدم لعذر شرعي عن المكان الذي هو فيه على أن يعود إليه بعد الصلاة فأرى أنه يُتَورّع في التعرض له، وأرى أن على طلاب العلم أن يتراحموا وأن يتآلفوا وأن يتآخوا، وأن لا يكون الشيطان سببا في قطع ما بينهم من وشيجة، فأعظم محبة على وجه الأرض المحبة في الله، وليس هناك شيء أعظم من المحبة في الله عز وجل أن تكون في العلم؛ لأن العلم أفضل من العبادة، كما نص عليه –عليه الصلاة والسلام- في حديث تفضيل العلم على العبادة: ((وإن فضل العالم على العابد)) فإذا لم يتراحم طلاب العلم ولم يتوادوا في هذا فالأمر في هذا عظيم، وعليه فإنني أوصي الجميع بتقوى الله عز وجل، ثم علينا أن نبحث عما يرضي الله عز وجل.

لو أنك جئت ووجدت أخاك جلس في مكانك خَلِّه يجلس في مكانك، ثم اجلس في ناصية القوم، إن كنت تريد الأجر فأجرك على الله، فالله يعلم أنك جئت مبكراً وأجرك كامل، لا ينقص بجلوسه، حتى ولو أنك حجزت في المسجد، وخرجت لقضاء حاجتك، ثم عدت فوجدت أحدا في الصف الأول، وأصر عنادا منه وكبرا فاتركه، فالله لا يضيع أجرك، فأنت تعامل الكريم الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا، وعليه فإنني أوصي الأخوة أن تتسع صدورهم، وأن لا يقع بينهم من الشحناء، أو أن يكون هذا الأمر سببا في القطيعة، فما خرجنا من بيوتنا نريد السيئات، وما جئنا إلى هنا إلا ونرجو رحمة الله.

نسأل الله بعزته وجلاله من قصد هذا المجلس أن يوفقه، وأن يشرح صدره، وأن يعظم أجره، وأن يجعل له حسن العاقبة، وأن يعيذنا من منكرات الأخلاق والأدواء، وأن يؤلف بين قلوبنا، إنه السميع المجيب. وأوصي الجميع بتقوى الله، وهذا ما تحصل لي في الأمر، أنه إذا قعد في مكانه وذكر الله فيه من بعد صلاة العصر كما ورد في السؤال فأرى أن يتورّع من مثل هذا وبخاصة إذا وضع ما يحجز به مكانه. والله –تعالى- أعلم.

ونسأل الله بعزته وجلاله وعظمته أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يجعل ما تعلمناه وعلمناه خالصا لوجهه الكريم، موجبا لرضوانه العظيم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـ[محمد عمارة]ــــــــ[22 - 02 - 08, 09:47 م]ـ

بارك الله في الناقل و المنقول عنه

ـ[طالب شريف]ــــــــ[22 - 02 - 08, 09:58 م]ـ

بارك الله في الناقل و المنقول عنه

ـ[مستور مختاري]ــــــــ[22 - 02 - 08, 11:56 م]ـ

نفع الله بكما

ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 04 - 08, 01:47 ص]ـ

بارك الله فيكم

فتوى جليلة

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 - 04 - 08, 07:12 ص]ـ

أحسن الله إليك وبارك فيك

ـ[أبوقتادة السعدي الأثري]ــــــــ[10 - 04 - 08, 09:24 ص]ـ

جزاك الله خيرا وبارك الله في شيخنا الشنقيطي ونفع به كم أشتاق إلى الجلوس تحت قدمه

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 08:25 م]ـ

للرفع:

تذكيراً لمن يحجزون الأماكن في الحرمين والمساجد الكبيرة ولا يحضر أحدهم إلا قبيل إقامة العشاء تتقدمه كرشهُ المتماوجةُ وهو يتجَشَّأ أصناف بديع خلق الله من (الفول و السمبوسة واللقيمات) ثم يقف خلف الإمام والناسُ والعُبَّادُ حضروا قبلهُ ومنهم من رابط بعد العصر ومنعهُ كرسيُّ هذا الشبعان أو سائقه أو سجادته الفاخرة من الظفر بالصف الأول.!!

وليس صنيعُ أمثال هذا من التنافس في شيئ , لأن التنافس المرغب فيه شرعاً هو التنافس بالنفس والبدن لا بالخدم وفاخر السجَّاد , وهذا الفعلُ ليس إلا ضرباً من ضروب الاغتصاب والتعدي على حقوق السابقين.

وقد سُئل شيخ الإسلام رحمه الله عن فرش السجادة فى الروضة الشريفة هل يجوز أم لا.؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير